في مواجهة استحقاق أيلول أمريكا وإسرائيل وحماس هذه هي الحقيقة, والغريب أن الرفض الأمريكي والإسرائيلي لهذا الاستحقاق والذهاب إلى الأممالمتحدة لنيل العضوية الكاملة هو بالنسبة لأمريكا وإسرائيل هو أمر متوقع ومعروف ومبرر من وجهة النظر الإسرائيلية كونه يضر بكل السياسات العدوانية التي تنتهجها الدولة العبرية ولكن السؤال المهم لماذا حماس تقف في الخندق نفسه ولماذا تهاجم هذا الاستحقاق على الأرض من خلال منعها لأي مسيرة أو نشاط يدعم هذا الاستحقاق في قطاع غزة فقد أصبحت حماس تحارب هذا الاستحقاق أكثر مما تحاربه إسرائيل وقد قامت بالتعميم على أنصارها في الضفة الغربية بعدم المشاركة بالفعاليات التي تدعم هذا الاستحقاق بل وهي تعمل على إفشال النشاطات الشعبية وتضع السم في مخالب أعداء هذا الاستحقاق ولو ذهبنا إلى تبريرات حماس الغير واضحة من عداءها لهذا الاستحقاق لوجدنا تبريرات فارغة ولا تمت للعقل السياسي بصلة ولو نظرنا إلى تصريحات قادتها والمتحدثين باسمها سنجد خروج ليقول انه يراقب الوضع عن بعد وسوف يبدون رأيهم في الوقت المناسب وتارة يقولون إن هذا الاستحقاق ما هو إلا تبرير وتسويق للعودة للمفاوضات وتارة يخرج علينا السيد محمود الزهار ويقول أن هذا الاستحقاق ما هو إلا قفزة في الهواء وأخيرا وبعد الخطاب الواضح الذي ألقاه السيد الرئيس أبو مازن خرج المتحدث باسم هذه الحركة ليقول أنها خطوة أحادية, وهو تصريح الإدارة الأمريكية وقادة الاحتلال, ولذلك وجب علينا القول له صح النوم وأين كنتم وفي أي ارض تعيشون بينما بات العالم كله يعرف ويساند هذا الاستحقاق ويروج له ويعرف كل تفاصيله بينما انتم تراقبون مصير المجرم السوري بشار الأسد قاتل الأطفال والنساء وهل سيسقط أم لا. إن معركة أيلول السياسية والشعبية انطلقت بقطارها إلى نيويورك والمحافل الدولية قبل أن توقعوا على ورقة المصالحة بل وأقول أكثر من ذلك لقد وافق السيد الرئيس على إتمام المصالحة أولا من اجل المصلحة الوطنية العليا وشعوره بالمسؤولية السياسية العالية وثانيا من اجل الذهاب إلى معركة أيلول والشعب الفلسطيني له قيادة واحدة وتحكي بلسان واحد ويسقط من أعداء القضية الفلسطينية ذرائعهم المتمثلة بثنائية التمثيل, ولكي نعود إلى حماس وتصرفاتها على الأرض التي تحكمها بشكل منفرد في قطاع غزة لنقول لها بأي حق وعلى أي أساس ومن أعطاكم الوصاية على هذا الشعب وجميع فصائله لتمنعونهم من ممارسة النضال السياسي والمشاركة في أهم معركة سياسية للشعب الفلسطيني وبأي حق خضتم الغزوات الخاسرة التي خلفت آلاف الشهداء والجرحى وجيش المعاقين وأرضا محروقة كانت نتائجها التفوق العسكري الإسرائيلي بقوة الردع وأصبحت إسرائيل تضبط أمنها على حدود قطاع غزة عبر الجوالات والنتيجة الثانية والتي لا تحترمها إسرائيل بينما تستميت قوات حماس للمحافظة عليها وهي نتيجة الأمن مقابل الأمن والهدن المجانية مع الاحتلال في أصعب الظروف ودون أي مقابل سياسي تستفيد منه القضية الفلسطينية. إن حركة حماس باتت عيونها خارج فلسطين فعيونها تسبح تارة لنعرف الأوضاع السورية وتارة إلى مصر لكي تعرف المكانة التي تتمتع بها جماعة الإخوان المسلمين فيها, وأنني أخشى ما أخشاه أن الغياب الغير مبرر للسيد خالد مشعل عن المشهد في هذا الظرف الحساس ما هو إلا لبقاء شعرة معاوية للعودة إلى الشرعية في حال انتصرت القيادة في معركة أيلول أو انتهى الوجود الحمساوي على الأرض السورية, وأخيرا إن حركة حماس عودتنا على مقولة يا وحدنا يا وحدنا وهي لا تزال لا تأمن بالشراكة السياسية ولا تضيق أي إنجاز خرج من خلال سياسات المجموع الفلسطيني أو من خلال القيادة الشرعية وأي إنجاز لا يكون لها نصيب الأسد فيه هو انجازيذكرها بضعفها وبعقليتها الحزبية المريضة ويا رضى الله ورضى الوالدين.