إذا اتحدت مصالحهم معك تجدهم وإياك يتفقون.. يُحبوك من عميق قلوبهم وعن كل عيوبك يُعرضون.. يحيوك برؤوسهم وألسنتهم ولأتفه ما تتفوه يصفقون.. يَحمونك بظهورهم ويصنعون حصونك بأجسادهم.. وللورود والرياحين في طريقك يزرعون.. إذا داعبك النسيم بشدة من فرط تعاطفهم معك يتألمون.. وإذا غضبت في ثورة عليهم لأنفسهم في عُنف وقسوة يؤنبون.. لا مانع عندهم من اقتراف المحرمات الموبقات لتكون راض عنهم.. ولذاتك أو ظلالك يكونوا مقربون.. يتغاضون عن كرامتهم أمامك، ولغطرستك وطغيانك ينحنون.. لديهم مبررات مُقنعة للجميع حتى لو شاهدوهم لحذائك يقبلون... ولأن دوام الحال من المُحال.. تتبدل بحكمته تعالى الأحوال ! قد تسحب الأقدار من تحت قدميك وأقدامهم البساط المسحور الذي كنتم عليه يوما تقفون..ويطير المارد من المصباح بأمر ربه عندما يقول للشيء كن فيكون.. وعندما تفيق من هول المُصيبة تُفاجأ بهم أناس آخرون.. تُنادي عليهم بأسمائهم وهم لندائك لا يكترثون.. ألسنتهم تتحجر في أفواههم ومن فرط مُصابك لا ينطقون.. ليس تعاطفا معك لكنهم لنهاية المطاف ينتظرون.. هل سترجح الكفة لصالحك أم سيتحقق ما يتوقعون من ظنون.. تُحاول أن الاستغاثة بهم لكن هيهات لصراخك أن يسمعون.. الآن تعارضت مصالحهم معك ومع غيرك اليوم يحاولون.. نضبت صحون وليمتك فعلى مأدبة جديدة يحومون.. لتكتشف أنهم أشباح وضيعة..لا جنس لملامحهم المطموسة يشبهون.. ولا تعرف لهم مِلة أو أي رسالة من الأديان يعتنقون.. لذلات لسانك لن يسمحوا ولهناتك البشرية لن يتهاونون.. تسألهم لماذا إذن كنتم في الماضي ليّ قريبون؟ يجيبوك بأنك كنت واهم فهم لك من البداية كارهون.. ولأن أصابعهم كانت تحت أضراسك فكانوا لحتفك يترقبون.. تبدلوا مع أحوالك ولا مانع عندهم لسيرتك من الحياة أن يَمحون.. اليوم رحلت وهم في سعادة وبشجاعة مزعومة يهللون..بأنك كنت شيطان رچيم وفي كل كتاب من الكتب ملعون.. شماتتهم العفنة رائحتها فاحت ومع ذلك فهم مُتبجحون.. يزاحموننا في فجر جديد ولهواء النزاهة معنا يستنشقون.. لرجمك وإعدامك وقتلك يُطالبون.. وعندما نلعّن المنافقين يكونوا لنا موافقون.. أتعجبُ بحِيرة من أمرهم ألهذه الدرجة من الرياء هم حاذقون!!! اللهم يا مُجيب الدعاء اجعلهم عنا تائهين.. وطهر أرضنا من بقاياهم ليكونوا في كل زمان ومكان مُشرّدين.. ونق قلوبنا من خِصالهم واجعلنا للقائك إلهي مستبشرين.
