قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يأتى زمان على أمتى يحبون خمس وينسون خمس .. يحبون الدنيا وينسون الآخرة .. يحبون المال وينسون الحساب .. يحبون المخلوق وينسون الخالق .. يحبون القصور وينسون القبور .. يحبون المعصية وينسون التوبة .. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جاء هذا الزمان .. زمان لا يعيبه أحد سوانا .. رحم الله الامام الشافعى حين قال نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا ..زمان يمسك فيه ابن آدم على الدنيا بقبضة من حديد وكأنه لا يموت أبدا .. ولا يدرى أن الدنيا معبر زائل .. يعبر عليه من دار الباطل الى دار الحق .. امتحان لا يجتازه سوى مرة واحدة .. لا ملحق .. ولا اعادة .. ولا تحسين للمجموع .. اما أن ينجح فيه فيفوز بجنات النعيم .. واما أن يرسب فيه فله نار جهنم وبئس المصير .. طريق صعب محفوف بالورود والأشواك .. طريق ملىء بوسائل مواصلات متعددة .. ولكن أسرع وسيلة للوصول الى النهاية بسلام وآمان .. هى جهاد النفس وتمسكها بعبودية الخالق والتفانى فيها وابتغاء مرضاة الله .. وتغلبها على التعلق بالدنيا وغرائزها وشهواتها الزائلة .. طريق الفائز فيه هو من يستظل بدين الله القويم .. فالدين هو المشكاة التى تنير لنا الطريق .. للعبور بسلام الى بر الآمان .. الى الدار الآخرة .. أما الخاسر فيه .. فهو قد يكون منعم بملذات الدنيا .. وقد يعطيه الله .. ليغوص فيها أكثر وأكثر .. بلا رجعة .. وتزيد ذنوبه ومعاصيه أكواما وأكوام .. بلا توبة .. فينسى الله والعياذ بالله .. فينسيه نفسه .. يلهث وراء سراب زائف .. اسمه الدنيا .. يحب القصور وينسى القبور .. يبنى قصورا مشيدة .. قصور مضيئة ولكنها مظلمة خاوية .. وينسى أن يكون له قبرا .. يوارى جثمانه الثرى فيه .. وينسى عذاب القبر .. ينسى ظلمة القبر .. قبر مظلم ولكنه يضاء بالعمل الصالح .. فيصبح روضة من رياض الجنة .. الخاسر .. يحب المال .. فيسير عبدا له .. وينسى أن كفنه بلا جيوب وبلا خزائن .. يحب الحياة الدنيا وينسى أن الموت أقرب له من حبل الوريد .. فلنعيش الحياة .. ولكن نتقى الله فى كل ما نقول وكل ما نفعل .. ونعلم ان لنا يوم .. لا ينفع فيه ولد ولا مال و لا جاه .. لا ينفع الا أن نعمل صالحا .. لنفوز بمرضاة الله .. وبالفردوس الأعلى