دارت خطبة الجمعة بمسجد الفتح الإسلامى بمدينة السرو للشيخ محمد بدير عن موضوع هام نحتاجه الآن كى ينقذنا من معترك الوهم السياسى وزحمة االأوهام فنجد الأصوات والأبواق تنادى تارة بالقومية وتارة بالمواطنة وتارة بالانتماء والولاء للأرض أو إلى شخصية تتبع هواها ولكن الله سبحانه حدد لنا الطريق منذ ما يزيد على أربعة عشر قرنا ورسم ملامح وصفات الشخصية المسلمة والمؤمنةحيث أن المجتمع المسلم يقوم على عقيدة الولاء والبراء . الولاء لله ولرسوله والمؤمنين . والبراء من كل من حاد الله ورسوله واتبع غير سبيل المؤمنين وهذا يجعل المجتمع المسلم مترابطا ومتماسكا بغض النظر عن العرق واللون والجنس واللغة وبذلك تسود روابط المحبة والنصرة الإيمانية وتحفظ المجتمع من الذوبان والضياع فى الهويات والمجتمعات الأخرى .وعقيدة الولاء والبراء فريضة ربانية وسياج واق للأمة قال تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله والله عزيز حكيم ) وقال تعالى ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله فى شىء إلا أن تتقوا منهم تقاه ويحذركم الله نفسه والله بصير بالعباد) وفال تعالى ( لا تجد قوما يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا أباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب الإيمان فى قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهارخالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ) فلا يتم الدين إلا بالحب فى الله والبغض من أجل الله وعليك أيها المسلم أن تختار بين حزبين يشملان كافة الأحزاب الموجودة فى العالم وهما حزب الرحمن وحزب الشيطان فأيهما تختار ويجب أن تكون مودتك ومحبتك تدور فى دائرة محبة الله فلا تكيد لأخيك المسلم ولا تمكر له ولا تعتدى عليه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له كافة الجسد بالحمى والسهر)أيضا فريضة الولاء تستوجب التأييد والنصرة لأخيك المسلم تدفع عنه الظلم وتزيل عنه الطغيان وعلاقة الأمة المسلمة بغيرها تستوجب عقيدة البراءمن الكفر وأهله حتى نصون هويتنا الإسلامية ونحمى وحدتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية لأن بموالتنا للكافرين نكون قد قطعنا كل كل الراوبط والعلائق بيننا وبين الله فنكون لاشيء. وحرماننا لكل أشكال التبعية للكافرين لا يعنى حرمة الاستفادة من تجاربهم وخبراتهم ولكن المقصود أن يكون للمسلم .استقلاليته التامة فلا يخضع لكافر لا يكون ولاءه إلا لله ولرسوله وللمؤمنين. ومن أخطر صور الموالاة المحرمة والتى تصل بصاحبها إلى الكفر. النصرة والتأييد للكافرين على المسلمين ونتصيب الكافرين أولياء أو حكاما على المسلمين أو نجعلهم متسلطين بأى نوع من التسلط على المسلمين وأيضا البقاء فى دارالكافرين دون عذر مع عدم القدرة على إقامة شعائر الإسلام بالإضافة إلى التشبه بهم فى هديهم الظاهر ومشاركتهم فيه وهناك أمور مباحة فى التعامل معهم فى البيع والشراء والزواج منهم واللين فى معاملتهم. هذا وعقيدة الولاء والبراء تحمى الأمة و هى عقيدة صيانة الأمة وحمايتها من أعدائها كما أنها سبب الألفة والإخاء بين أفراد الأمة الإسلامية طلعت العواد [email protected]