عندما تفكر كثيراً في الأحوال العامة والخاصة لنفسك تجد العقل عاجزاً عن تحمل ما يدور في هذا العالم القاسي وما يدور في حياتك ،فقد انقلبت كل الأحوال وصرت لا تعلم من معك ومن عليك ،وصرت تفكر في هذا الواقع الذي قتل كل المعاني بداخلك فقد صار الأنسان تائة بلا عنوان ، يدق الخوف علي أبوابة بلا استثناء فلا تجد في قلبك سوي خوف صار يقتلك وقلباً يستغيث بك وروحاً تتوق لفرحة حقيقية تغمرنا بالحب والحياة والسعادة وتنتظر أن تدق الباب عليك. وها قد انقلب الناس وتغير كل شئ فما عاد ماضي ينفع أو حاضر يشفع وصار العالم ينتظر فارس بلا جواد ليقوده إلي مستقبل مجهول يخشاه.....!!! ففي ليل هذا اليوم ذهبت لأنام بعد يوماً حافل بالعمل وقد سمعت من دكتورة وصحفية كنت معها وهي تتحدث عن الاحزاب وما يحدث من الاعيب وقد احزنني هذا كثيراً،الجميع يرد أن يأكل من الكعكة ولكن من منهم يفكر حقاً في مصلحة الوطن ومصلحة هذا الشعب الذي قاسي الويل والحرمان والعذاب، ووضعت رأسي فوق وسادتي والتفكير والخوف قد أمتلكني ولم أستطع النوم وشعرت كأن رأسي تشبة الطاحونة ولا استطيع أن تجعلها تتوقف وصار الخوف يتمكن مني رويداً رويداً، فالكلاب المسعورة تنهش في الوطن وكلاب اخري تريد أن يأكل الشعب في بعضه وتريد أن توقف مسيرة النجاح والكفاح التي بدأها شهداء الثورة ، وكلاب اخري قد كانت في الماضي تحارب مصر رغم أنها منها وقد استغلت الثورة لتتسلق مرة اخري وتلبس عبائة العزة والكرامة والوطنية وهي بداخلها تهدف إلي مصالح شخصية وأجندة أجنبية ليست بعيدة عنا ولكن يعتقدوا أن الشعب غافل واناس الدنيا والاموال تغرهم فيبيعوا انفسهم بالمال وقد نسوا أنهم سيحاسبوا علي ما يفعلوه بمصرنا الغالية .......!!! وبعدها غرقت في أحلامي واذ بي أري أشياء غريبة أري الموت والحياة أري أحباء قد فارقوا وأصحاب قد باعوا أبحث عن شئ أتمسك به اجري بين الطرقات أدق باب هذا وباب هذا والدموع تنجرف من عيناي لا أعلم إلي أين اذهب فقد تركني الأحباب وضاع الاصدقاء وصرت وحيدة يعتصر قلبي من الأحزان ،وصرت أصرخ وأنادي فمن يجيبني ومن يسمعني وفجأة ظهر لي رجل مسن لا أعلمه من هو وأخذ بيدي وضمني اليه وقال لي كلمات لاتبكي ولاتحزني فمن أضاع حقه قد أضاع قلبه فكوني مع الحق فهذه الدنيا يا ابنتي بها الصالح والطالح ،فكفاكي بكاء وكفاكي صراخ وامسحي دمعاً قد كساكي حزناً ،فالله لا يضيع أجر من احسن عملا فأبحثي عن الحب وليس الشقاء ،فمهما طال الحزن سيأتي الفرح ومهما طال الشقاء ستأتي السعاده ومها طال الليل ستشق الشمس السماء بنورها ويكون النهار. واستيقظت من حلمي ووجت الدموع تغمر عيناي ولم استطع أن التقط أنفاسي ،وصرت أبكي وكأن هذا الحلم قد كان حقيقة وكنت أجري حقاً به وشعرت بأن الموت سيكون حليفي في تلك اللحظة وصرت بين الموت والحياة...!