يتذكر المصريون وبعد مرور 42 عاماً؛ مجزرة مدرسة "بحر البقر" الابتدائية بمحافظة الشرقية، حيث قامت طائرات الفانتوم الإسرائيلية بقصف المدرسة في ابريل عام 1970، ما أدي إلي استشهاد وإصابة عدد كبير من الأطفال، فيما أنكرت تل أبيب ارتكاب الحادث آنذاك. واهتمت كافة وسائل الإعلام المصرية بذكرى الحدث رغم انشغال الشعب المصري بانتخابات الرئاسة وتداعيات المرحلة الانتقالية، مشيرةً إلى أنه رغم تتابع الأحداث الداخلية إلا أن المصريين لم ينسوا الغارة الجوية التي نفذتها طائرات الفانتوم الإسرائيلية، على المنطقة مستهدفة مدرسة ابتدائية لتعليم الأطفال. وأسفرت الغارة عن ما بات يُعرف في قاموس الصراع العربي الإسرائيلي ب"مجزرة بحر البقر" بانهيار كامل للمدرسة المكونة من 3 فصول وتسويتها بالأرض، بعد ضربها بخمسة قنابل وصاروخين، واستشهاد نحو ثلاثين طفلا وإصابة أكثر من خمسين بجروح إصابات بالغة خلفت عدداً من المعوقين. وقد اعتبر الخبراء المصريون أن الغارة الإسرائيلي جاءت في إطار سلسلة من غاراتها على مصر آنذاك، لدفعها إلى إنهاء حرب الاستنزاف وقبول مبادرة "روجرز" فيما قالت السلطات ألإسرائيلية أنها قصفت أهدافا عسكرية وليس مدرسة. وكانت القوات المصرية قد بدأت ما يُعرف ب "حرب الاستنزاف" عن طريق شن هجماتها على القوات الإسرائيلية في سيناء بهدف التأكيد على رسالة كانت واضحة المعاني للحكومة الإسرائيلية بأن احتلال سيناء لن يحقق لها الأمن. ولطالما تذكر المصريون مأساة "مدرسة بحر البقر" في كل مرة يقرؤون قصيدة الراحل صلاح جاهين الذي وثق لها في رائعة شعرية حملت عنوان "الدرس انتهى لموا الكراريس" وقال فيها "الدرس انتهى لِمُّوا الكراريس .. بالدم اللي على ورقهم سال .. في قصر الأممالمتحدة ... مسابقة لرسوم الأطفال .. ايه رأيك فى البقع الحمرا .. يا ضمير العالم يا عزيزي .. دى لطفلة مصرية وسمرا .. كانت من أشطر تلاميذي .. " ..