شهد حفل توقيع الطبعة الثانية ؛ لرواية "العاطل"، والصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، للكاتب المصرى "ناصر عراق" ، بمقر مكتبة ديوان بالزمالك، حضورًا كبيرًا من الأدباء والمثقفين، وكان من أبرز الحضور الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة، و"فلور مونتانارو" منسقة الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، والناشر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، ورئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية، وناقش الرواية كل من الناقدين الدكتور حسام عقل، وأحمد حسن، وأدار الندوة الكاتب الصحفى مصطفى عبد الله. وأشار الدكتور شاكر عبد الحميد، إلى أن صداقته ب"عراق" طويلة الآمد، وأنه دائمًا ما كان يدعم الكثيرين من أصدقائه الكتاب بنشر مقالاتهم وإبداعهم، سواءً الكتاب المصريين أو العرب، إضافة إلى أنه متعدد الاهتمامات والمواهب. وقال الدكتور حسام عقل، إن الرواية بها جهد فنى مبذول، وتعكس دلالة رمزية بداية من العنوان، ف"العاطل" قد يكون عاطلاً عن العمل، أو الفعل الجنسى كما فى الرواية، أو الحضارة، والمؤلف يقدم هذا بنوع من اليوتوبيا، فالبطل يحظى بالتماسك الداخلى، ويعرف طريقه إلى الإصلاح، وهو اليسار، كما أن الراوى، يتعمد تسريب رسالة حضارية معنية. وأوضح الدكتور عقل، أن بطل الرواية "محمد الزبال" هو ضحية القهر، وهنا يسرب المؤلف عدة تساؤلات، فهل هو قهر "الأب" أم النظام؟ وهل هو قهر فردى أم جماعى تتعرض له شريحة فى المجتمع، وأشار "عقل" إلى أن المؤلف استخدم نمط طريف فى أسلوب السرد، فطريقة السرد غير منظمة، ويتعمد المؤلف كسر الحاجز بينه وبين القارئ، وكأنه فى دردشة معه، إضافة إلى أن الراوى يتدخل فى الحوار أحياناً ويقول رأيه، وأحياناً يوجه حديثه وكأنه فى سرادق يخاطب مجموعة من الناس. وأشار الدكتور عقل، إلى أن المؤلف يوضح شخصية "منصور" فى الرواية، أنها تعد من الشخصيات التى عارضت مشروع "التوريث" قبل معارضة الشخصيات البارزة فى الساحة السياسية المصرية، أمثال الكاتب الصحفى "إبراهيم عيسى"، كما أوضح "عقل" أن ما يميز "العاطل" هو التنوع الثرى فى شخصياتها، وقدرة المؤلف على جعل الشخصيات تقفز أمام القارئ وكأن يراه رأى العين، بالرغم من قصر الصورة القصصية، وكثافتها، إلا أنه برع فيما يسميه النقد بالصورة الروائية الجزئية، مشيرًا أيضًا إلى تناص الكاتب مع القرآن الكريم والإنجيل والمقدس. وأوضح أحمد حسن، أن رواية "العاطل" يبدو ظاهريًا أنها أحادية الدلالة، ولكنها تنصرف لعدة دلالات، ومنها إضافة إلى ما ذكره "عقل" أن "العاطل" هو غير المثقف، وغير القادر على الفعل أيضًا، وأشار "حسن" إلى أن المؤلف اتخذ نمط الراوى العليم بالأحداث، وأنه من حيث تبدأ الرواية تنتهى، وكأننا فى دائرة منذ أن تبدأ الأحداث فيها، تنتهى بما بدأته نفسه. وقال: إن الرواية مهتمة بالإجابة على تساؤل " كيف حدث الأمر؟ " وقدرة الكاتب على اللعب على أوتار الاستباق والارتجاع، والعمل على إثارة التشويق لدى القارئ، إضافة إلى ولعه بالنموذج اليسارى وقدرتة هذا النموذج على التغيير، موضحًا أن المؤلف يعتمد أيضًا على ربط الأحداث الكبيره بما يحدث للأبطال فى الرواية. ومن جانبه عبر "ناصر عراق" عن سعادته بما يدور حول الرواية من نقاش، وتعامل النقد معها بهذا القدر الكبير وما كتب عنها فى الصحف المصرية والعربية، مشيرًا إلى أنه استغرق أربعة أعوام فى كتابتها، وانتهى منها قبل اندلاع ثورة 25يناير، بخمسة أشهر، وسلمها للناشر، إلا أن الناشر طلب منه تخفيف بعض الكلمات، التى تحدثت عن الأوضاع التى تشهدها مصر، وما ينبئ بقيام ثورة يناير، وصدرت الرواية قبل انفجار الشارع المصرى بثورته بيوم واحد. .