من النادر حدوث التوافق والرضا بين الأزواج في ظل ظروف العمل، حيث أثبتت أحدث الدراسات التي تم إجراؤها مؤخرا أن اقل من 45% من الأزواج يشعرون بالرضا والسعادة في عملهم وحياتهم الزوجية. والسبب في ذلك يرجع إلي الضغوط المتزايدة التي توجد في العمل ثم مضاعفة هذه الضغوط مئات المرات عند الرجوع إلي المنزل للاصطدام بواقع الحياة الزوجية المليء أيضا بالمتاعب، وهذا الحال لا ينطبق علي الرجال فقط بل إنه أيضا ينطبق علي النساء العاملات، فالأمر أكثر صعوبة بالنسبة إليهن حيث يصعب عليهن الربط والتوفيق بين أعمالهن وحياتهن الزوجية؛ خاصة بالنسبة لأعمال المنزل وتربية الأطفال، ومن ثم يصعب حدوث نوع كبير من السعادة وتحقيق الرضا المطلوب في الحياة الزوجية والعملية. في المقابل أكدت دراسة حديثة أخري تنامي نسبة المعاناة من الضغوط والتوتر وارتفاع نسبة الأمراض النفسية والعصبية الناجمة عن مشاكل ومتاعب الحياة في العمل والزواج، وهذه النسبة الكبيرة لا يمكن بأي حال من الأحوال إهمالها أو إغفالها لأنها تنتشر كثيرا بين الأزواج والزوجات الذين يعملون. كما أوضحت دراسات أخري أن نسبة عدم الرضا بين الأزواج خاصة الذين يعملون وعدم شعورهم بالسعادة يرتبط في المقام الأول بزيادة نسبة ساعات العمل، خاصة إذا زاد عدد ساعات العمل عن أربعين ساعة أسبوعيا، حيث ستزداد نسبة الضغوط وفقا لذلك في المنزل، الأمر الذي يجعل من الصعب حدوث السعادة بين الأزواج الذين يعملون في حياتهم الزوجية، وهو الأمر الذي دفع العديد من الأزواج إلي تقليل عدد ساعات العمل قدر المستطاع، بغرض تحقيق نوع من السعادة في الحياة الزوجية بعيدا عن ضغوط العمل التي تعتبر العامل الأكبر في انهيار العديد والعديد من العلاقات الزوجية التي تنتهي بالطلاق بسبب أن الزوج لا يشعر بالسعادة التي يتمناها من جانب زوجته العاملة، أو أن الزوجة تلح علي زوجها طالبة منه الطلاق وذلك لعدم قدرته علي تحقيق السعادة المطلوبة لها نظرا لانخراطه في عمله الذي يأخذ كل وقته واهتمامه، فتشعر زوجته بعدم الرضا والسعادة وهو الأمر الذي أصبح مسيطرا علي معظم العلاقات الزوجية في العصر الحديث. لكن دراسات أخري أثبتت أن السعادة في العمل تنعكس جملة وتفصيلا علي الحياة الزوجية، حيث قال المشاركون في الاستطلاع الأخير الذي أجرته "جمعية الأزواج الأمريكية" أن السعادة في العمل تنعكس بصورة كبيرة وتامة علي الرضا في الحياة الزوجية، وأبدي الأزواج العاملون وأيضا الزوجات العاملات الذين شاركوا في الاستطلاع أن سعادتهم في حياتهم العملية ووظائفهم لها التأثير الكبير في الشعور بالسعادة الغامرة في الحياة الزوجية، وأن الرضا بالوظيفة والاطمئنان إلي الوضع المستقبلي بها يزيد من سعادة الحياة الزوجية والرضا بها. ولكى تحقق السعادة الزوجية اسع إلي الدعم وطلب المساعدة من زوجتك و طور من وظيفتك،كمل يجب عليك أن تتجنب ضغوط العمل