قال نشطاء سوريون إن نحو تسعين شخصا، بينهم ستة وستون مدنيا، قتلوا اليوم في أنحاء متفرقة من البلاد. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، أن من بين القتلى اثنين وعشرين جنديا حكوميا. وقد شهدت العاصمة دمشق وريفها مواجهات بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة، وخاصة في بلدة داريا. وقال محمد سعيد عضو ما يسمى بقيادة الثورة في ريف دمشق إن العديد من سكان المنطقة يحاولون الفرار منها. وفي مدينة حلب، أعلنت القوات الحكومية أنها دمرت فجر الجمعة أربعين سيارة كانت قادمة إلى المدينة من منطقة قريبة من الحدود مع تركيا، وقضت على المسلحين الذين كانوا يستقلون هذه السيارات على حد قولها. أما مصادر المعارضة فتقول إن القوات الحكومية تشن قصفا مكثفا على أحياء في حلب. من جانب آخر، قال نشطاء سوريون معارضون إن القوات الحكومية دخلت بلدة داريا جنوب غربي دمشق بعد 3 ايام من القصف المدفعي والجوي المكثف. وقال هؤلاء في تصريحات نقلتها وكالة رويترز إن المئات من الجنود وعشرات الدبابات والآليات المدرعة شوهدوا في شارع الثورة الذي يتوسط داريا، بينما انسحب مسلحو الجيش السوري الحر المعارض منها. اتهام واتهم نائب وزير الخارجية السورية فيصل مقداد تركيا بدعم مجموعات وصفها بالإرهابية بالسلاح وبتسهيل وصولها إلى سوريا. وذكرت وسائل الإعلام السورية أن قوات الجيش "واصلت ملاحقتها فلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت الآمنين وعاثت تخريبا وقتلا في عدد من أحياء مدينة حلب وريفها، حيث أسفرت العمليات عن مقتل أعداد كبيرة من أفراد تلك المجموعات". وفي بلدة معضمية الشام الواقعة في ريف دمشق قالت القوات الحكومية إنها ضبطت "كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر خلال دهمها وكرا للمجموعات الإرهابية المسلحة التي كانت تروع الآمنين وتقتل المواطنين الأبرياء وتنكل بهم". عناصر من الجيش السوري الحر في حلب "عنف فظيع" وأكدت منظمة العفو الدولية الخميس أن المدنيين يواجهون "عنفا فظيعا" في مدينة حلب في شمال سوريا، متهمة النظام السوري باستهداف الاحياء السكنية بالضربات الجوية والقصف من دون تمييز. وقالت دوناتيلا روفيرا من منظمة العفو الدولية بعد عودتها من زيارة الى حلب، بحسب ما جاء في بيان للمنظمة، ان "استخدام القوات النظامية الاسلحة التي تفتقر الى الدقة مثل القنابل غير الموجهة الى اهداف محددة، وقذائف المدفعية والهاون، زادت الخطر على المدنيين". وقال البيان ان المنظمة حققت في نحو ثلاثين عملية عسكرية "قتل فيها وجرح عدد كبير من المدنيين غير الضالعين في النزاع. وبين هؤلاء عدد كبير من الاطفال". واضاف ان القصف يستهدف، من دون تمييز، الاحياء الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين، بدلا من الاهداف العسكرية. وتحدثت المنظمة غير الحكومية عن ارتفاع نسبة "الاعدامات الميدانية" ومن دون محاكمة قام بها النظام وطالت مدنيين غير متورطين في النزاع. وقال البيان انه "عثر على جثث لشبان وهي مقيدة ومصابة بإطلاقات نارية في الراس مرارا قرب مركز المخابرات الجوية الذي تسيطر عليه القوات الحكومية". "انتهاكات المعارضة" كما اشار الى "انتهاكات متصاعدة" بينها اعدامات وسوء معاملة لسجناء قام بها المقاتلون المعارضون، وبينهم عناصر من الجيش السوري الحر. ورأت منظمة العفو الدولية انه "من المخجل ان يستمر المجتمع الدولي منقسما حول سوريا، غير عابئ بالادلة الواضحة حول خطورة انتهاكات حقوق الانسان، فيما المدنيون يدفعون الثمن". وقتل اكثر من 23 الف شخص في سوريا منذ بداية الاضطرابات في منتصف مارس 2011 غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.