لم أكن أدري أنني أكنّ لك كل هذا الحب بقلبي, لم أكن أعرف أنني سأفتقدك بشدة إلى هذا الحد، فأحيانا لا نعلم كم نحب من حولنا إلا بعد أن نفقدهم، فأصبحت أفتقدك وبشدة... أستاذي العزيز لبيب السباعي شكرا. شكرا على كل شيء, شكرا على ما فعلته، وشكرا على ما لم تفعله, ففي كل الحالات أنت جدير بالشكر, لم أرَ فارسا نبيلا مثلك يقدم إنسانيته على مهنيته؛ فأصبح قدوة لمن حوله, علمتني الكثير، وكنت دائما تطالبني بالصبر، وأذكر أنك كنت تقول لي إن المواقف التي تعرضت لها تزيدني قوة، وتطالبني بمزيد من الصبر، وألا آخذ الأمور بحساسية مفرطة، وتطلب مني دائما أن أكون أكبر من الموقف, كنت أرى فيك اختلافا عمن حولك, وكم أقدّر لك أنك تخشى أن "يزعل" أحد منك في أي موقف مهما كان اختلافك معه, كنت تشجعني دائما وتسدي لي نصائحك من واقع خبرتك, وفي كل مرة كنت أجلس إليك فيها بالتأكيد كنت أستفيد من طريقة تعاملك مع الأمور بحكمة. أعرف أنه ليس بالوقت الكثير, ولكنني تعلمت خلاله الكثير والكثير, فثماني سنوات عشتها وتعايشتها معك، اتفقنا كثيرا واختلفنا قليلا، إلا أنك كنت دائما فيها الأب العطوف الحنون على أبنائه، الذي يريد أن يرضي الجميع, يخشى على زعل أصغرنا, وأتذكر قولك عندما توليت رئاسة مجلس الإدارة "إنك لا تريد أن يكون أحد زعلانا منك"، وقلت: "أنا مستعد أسترضيكم جميعا حتى تسامحوني"... كلمات دمعت لها العين أثناء وجودك معنا، فكيف حالنا الآن بعد فراقك عنا؟! فلم أرَ شخصا يحظى بكل هذا الحب ممن حوله مثلما تجسد فيك, كم كنت مؤثرا فينا إلى درجة كبيرة, ولن أنساك أبدا. أسأل الله الصبر لزوجتك وأولادك وتلاميذك, وأفتخر أنني واحدة منهم, نرثي أنفسنا أبناء وتلاميذ، وأقول إن من لم يتعامل معك فقد الكثير.. والكثير جدا... وإنك الآن بمأمن في مكان أرقى وأعلى... وأسأل الله لك الفردوس الأعلى من الجنة.