وصلت المسيرة المتجهة من مسجد الفتح إلى العباسية عقب آذان العصر وفى ميدان العباسية الذى كان هادئا اليوم ، حاول بعض الشباب منع وصول المسيرة إلى وزارة الدفاع ووقعت اشتباكات بسيطة بالأيدى . .ثم هتف المشاركون بالمسيرة بهتاف سلمية سلمية ..تقدمت المسيرة فى اتجاه شارع الخليفة المأمون حيث مقر وزارة الدفاع بدون اعتراض من أحد .. لكن قوات الشرطة العسكرية كانت متمركزة أمام إدارة المساحة العسكرية وقد أقامت حاجزا من الأسلاك الشائكة ، بينما تمركز العشرات من الجنود لمنع وصول المتظاهرين إلى مبنى الوزارة .. كان عدد المشاركين فى المسيرة لا يتجاوز بأى حال 150 متظاهراً ، وفور وصولهم هتفوا بسقوط حكم العسكر ونادوا بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية .. وقد أثارت بعض الهتافات استياء الجنود خاصة أن بعضها كان يحمل إهانات مباشرة لهم ، لكن عدد من المشاركين بالمسيرة رفضوا تكرار هذا الهتافات .. والغريب انهم استبدلوها بهتاف آخر وهو " جيشنا فوق الراس مرفوع والمجلس تبع المخلوع " ، واتهم بعض المارة المتظاهرين بالخيانة والعمالة والهجوم على الجيش المصرى . وربما من حسن الحظ اليوم أن ميدان العباسية خلا من المتظاهرين المؤيدين للمجلس العسكري أو جماعة توفيق عكاشة ، وإلا لربما حدثت مواجهات كبيرة ، كما أن الشباب الذين حاولوا منع المسيرة كان عددهم قليلا ولم يكن وقوفهم امام المظاهرة من أجل احداث شغب أو عنف وإنما من أجل وأد أىفتنة قد تحدث . وبعد فترة من وصول المسيرة تراجعت قوات الشرطة العسكرية خلف الأسلاك الشائكة وهو التصرف الذى دفع المتظاهرين للتصفيق والتهليل للجيش المصرى رغم حالة الحزن التى كانت واضحة على وجوه العساكر والجنود. وقد هتف المتظاهرون أيضا هتافات تطالب برحيل العسكر والحرية .. وكانت هذه المسيرة قد دعت إليها صفحة جمعة الغضب الثانية . وفى سياق متصل فقد اتجهت مسيرة الأزهر إلى باب الشعرية ومنه إلى العتبة ثم إلى طلعت حرب ثم إلى ميدان التحرير ، وكانت ترفع لافتات تطالب بالقصاص للشهداء وأطلق المظاهرون على المسيرة اسم الشهيد كريم بنونة. أما مسيرة مسجد النور فقد التحمت مع مسيرة حدائق القبة وكانت أضخم المسيرات التى تم تنظيمها اليوم وحملت مسمى " أحرار العباسية " واتجهت إلى التحرير. وجميع هذه المسيرات طالبت برحيل العسكر وهتفت " عيش حرية عدالة اجتماعية " .
