احتفل الأقباط الأرثوذكس مساء اليوم بعيد الميلاد المجيد .. وترأس البابا شنودة الثالث بطريرك القرازة المرقسية قداس الميلاد وسط حضور كبير من كبار رجال الدولة والرموز السياسية البارزة .. تقدم الحاضرين عدد من قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة على رأسهم الفريق سامى عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة، واللواء حمدى بدين قائد الشرطة العسكرية، واللواء طارق المهدى ، ومن السياسيين السيد عمرو موسى والفريق أحمد شفيق والسيد حمدين صباحى المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، والدكتور منصور حسن رئيس المجلس الاستشاري والدكتور حسن نافعة أستذا العلوم السياسية، والدكتور مصطفى الفقى ومن الوزراء الدكتور جودة عبد الخالق وزير التضامن والدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة. وشخصيات أخرى مثل الدكتور عمرو حمزاوى وجميلة إسماعيل والدكتور أسامه الغزالى حرب والفنان عادل إمام. وقد حرص الإخوان المسلمون على حضور القداس حيث ناب عنهم كل من الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة، والدكتور محمد سعد الكتاتنى الأمين العام للحزب، كما حضر معهم أيضا الكاتب الصحفى محمد عبد القدوس ولم يحضر أحد عن حزب النور بشكل رسمى وإنما حضر شقيق الدكتور عماد عبد الغفور رئيس الحزب وذلك بشكل شخصى. ووسط تواجد كثيف من قوات الشرطة العسكرية وقوات الأمن فقد تعاونت اللجان الشعبية فى تأمين الكاتدرائية أيضا وفى الترحيب بالحاضرين وتقديم التهنئة للمسيحيين بعيدهم. وفى كلمته التى ألقاها فى ختام القداس قدم البابا شنودة التحية للمصريين جميعا بمناسبة عيد الميلاد المجيد قائلا: أولا أهنئكم يا أخوتى ويا أحبائى حيث يبدأ عام جديد وعيد ميلاد جديد .. وهو العيد الذى جاء وسط أجواء صعبة يقول فيها الناس جميعا : مصر بلادنا العزيزة المحبوبة إلى أين ؟ قطعا إلى الخير والبركة وليس هذا نوعا من التفاؤل ولكن بإيمان عميق بتدخل الله فى الأمور لكى يسيرها فى الطريق السليم .. فالله يحب مصر ويحب المصريين ويبغى لهم الخير والسلام والمحبة ولهذا فإنه بإيماننا بتدخل الله فإن كل الأمور فسوف تؤول إلى الخير والبركة بمشيئة الله .. ووجه البابا الشكر لرموز التيار الإسلامى الذين حضروا القداس من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين حيث قال: أشكركم لأنه لأول مرة فى تاريخ الكاتدرائية تزدحم بهذا الجمع من القيادات الإسلامية فى مصر بكافة اتجاهاتها فالجميع يتفقون معا على استقرار هذا البلد والجميع يقفون معا بيد واحدة من أجل العمل لخير مصر. وأهنئكم أيضا بحضور هذا العدد المميز والمشرف من القيادات العسكرية الذين نحبهم ويحبوننا والذين عملوا بكل جهدهم من أجل رفعة هذا الوطن. واستحضر البابا فى كلمته مبادىء السيد المسيح عليه السلام الداعية للخير والسلام والمحبة وقال : إننى أتذكر فى عيد ميلاده ما قيل عنه من أنه كان يعمل من أجل الفقراء والمحتاجين ومن أجل المرضى والضعفاء والفقراء والمساكين فكان المسيح معينا لمن ليس له معين ومعلما لمن ليس له معلم و رجاء لمن ليس له رجاء .. السيد المسيح كان معلما صالحا ولم يكن له مكان مخصص للتعليم فكان يعلم أبناءه فوق الجبل وعلى شواطىء البحيرات وفى الحقول ولم يكن له موضع او بيت يسكن فيه .. أيضا لم يهتم بالفقراء والمساكين بالجسد فقط وإنما روحيا أيضا فكان يجلس مع الخطاه ويقول أن الخطاه مرضى ينبغى علاجهم والاهتمام بهم حتى نخلصهم من خطاياهم وكان السيد المسيح يعاقب على الخطأ بطريقة لطيفة رقيقة ولذلك قال الشاعر أحمد شوقى فيه " ولد الحب يوم ولد المسيح" .. المسيح كان يصنع الخير للخطاه والفقراء والمساكين والمحتاجين ولهذا نحن نشكره على تلك الحياة التى قدمها للناس وهى جحياة الروح فكان شخصا شعبيا تتبعه الشعوب ولم يكن أرستقراطيا يتبعه علية القوم وحيثما كان يسير كان الخير يسير معه ولهذا نشكره على كل هذه المبادىء التى قدمها لنا.