افتتح الدكتور محمد مختار جمعة ، وزير الأوقاف ، أمس الأربعاء ، الملتقى السنوي للجان العلمية والثقافية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف ، بحضور نخبة من كبار العلماء والمفكرين والمثقفين الإعلاميين من أبرزهم : الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء ، والدكتور أحمد طه ريان عضو هيئة كبار العلماء ، والمستشار جمال ندا رئيس مجلس الدولة الأسبق ، والدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق ، والدكتور سامي الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة ، والدكتور محمد حسن الحفناوي أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بطب القاهرة ، والدكتور صابر عبدالدايم عميد كلية اللغة العربية بالزقازيق الأسبق ، والدكتور مصطفى السيد أبو عمارة الأستاذ بجامعة الأزهر ، والدكتورة أمنة نصير عميدة كلية الدراسات الإنسانية الأسبق ، والدكتورة مهجة غالب عبدالرحمن عميدة كلية البنات بجامعة الأزهر ، والدكتور فوزي عبدربه عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية الأسبق ، والدكتور جاد الرب أمين عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية ، والدكتور سعيد عطية عميد كلية اللغات والترجمة السابق ، والدكتور بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين السابق ، والدكتور جمال فاروق عميد كلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر . وفي بداية كلمته ، أعرب وزير الأوقاف ، عن سعادته البالغة لافتتاح الملتقى السنوي للجان العلمية والثقافية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية والذي يجمع بين قامات وطنية وعلمية مشهودة ، معبرًا عن بالغ أسفه لفقد عالمين كبيرين وأستاذين كريمين كان لهما جهد كبير في نشاط الحركة الثقافية باللجان العلمية ، وهما فضيلة الدكتور طه أبو كريشة عضو هيئة كبار العلماء ، والدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية . وأكد وزير الأوقاف ، أن اللجان العلمية والثقافية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية تسهم بشكل كبير في تشكيل الوعي المجتمعي من خلال الدراسات والقضايا العلمية التي تناقشها وتعالجها ، موضحًا أنه إيمانًا منه بقضية التنوع الثقافي والتخصصي قام بتشكيل هذه اللجان العلمية والثقافية على التنوع المعرفي لتكوين رؤية ثقافية متكاملة تخدم الدين والوطن . كما أكد وزير الأوقاف ، أن وزارة الأوقاف قررت إطلاق حملة تعريفية عالمية عن الرسول "صلى الله عليه وسلم" ، بعنوان : ” رسول الإنسانية ” وذلك باللغات المختلفة طوال شهر ربيع الأول ، بقصد بيان سمو أخلاقه "صلى الله عليه وسلم" وسمو رسالته السمحة الغراء ، وبيان أوجه إنسانيتها وكونها رحمة للعالمين ، وبيان ونفي ودحض ما لحق بها من زيغ وزيف المتطرفين ، مشيرًا إلى أن الحملة ستنطلق من خلال عدة فعاليات منها : الخطب والندوات والإصدارات باللغات المختلفة على موقع الوزارة ، ومن خلال أئمتها الموفدين لمختلف دول العالم ، وستخصص وزارة الأوقاف موضوعات خطب الجمعة في شهر ربيع الأول كالتالي :الجمعة الأولى 1 ربيع الأول : “بعنوان” الرسول ( صلى الله عليه وسلم) كما يجب أن نعرفه ” ، والخطبة الثانية 8 ربيع الأول : ” حب الله ورسوله بين الحقيقة والادعاء ” ، والثالثة 15 ربيع الأول: ” عالمية الرسالة المحمدية كما يجب أن نفهمها ” ، والرابعة 22 ربيع الأول : ” خيرية الأمة وخيرية رسولها .. وكيف نحقق خيرية الأمة الآن “، وذلك مع كتابة هذه الخطب كتابة علمية تراعي فقه الواقع وظروفه ومتطلباته وترجمتها للغات المختلفة ونشرها على نطاق واسع طباعيًا وإلكترونيًا . وأوضح وزير الأوقاف ، أننا في حاجة إلى قراءة مقاصدية وعصرية للسنة النبوية ، تتواكب مع روح العصر ومستجداته ، وتقرب السنة النبوية العظيمة إلى الناس بدلاً من الأفهام السقيمة التي تنفر الناس من السنة ولا تقربهم منها ، كاشفًا أننا بدأنا في وزارة الأوقاف بالعمل على عدة محاور : منها الفقه المقاصدي ، وقواعد الفقه الكلية ، وفقه الألويات ، والمناهج العقلية ، حتى يمكن تفكيك هذا الجمود والوقوف عند ظواهر النصوص ، مشيرًا إلى أننا نحتاج إلى إحياء المناهج العقلية في الأطروحات العلمية ، وإحلال مناهج التفكير محل مناهج الحفظ والتلقين ؛ لأن الجماعات المتطرفة بدأت بالتلقين والحفظ في مسائل الأحكام الجزئية ، وعدم إعمال العقل والمناقشة . وقال وزير الأوقاف : أن دورنا كعلماء إتمام استرداد الخطاب الديني من خاطفيه ورد الناس إلى الدين ردًا جميًلا ، لأن الجماعات المتطرفة حاولت خطف وعي المجتمع ، وهذا يحتم علينا ضرورة مواجهة هذه الأفكار وتفكيكها ومحاصرتها ، وذلك عن طريق نشر الوعي الثقافي والمعرفي في المجتمع نظريًا وتطبيقيًا . وتابع وزير الأوقاف : كما أننا توسعنا في المدارس القرآنية ، والمدارس العلمية ، ومكاتب التحفيظ ، والمراكز الثقافية ، وقد أحكمنا سيطرتنا على مساجد مصر ، يشهد لذلك الإقبال الشديد على المراكز الثقافية في جنوبسيناء وغيرها ، وهو يعكس تعطش المجتمع إلى المعرفة الصحيحة للفكر المستنير بعد أن مل الفكر المتشدد ولفظه ، وكذلك فقد ربطنا أي ميزة مادية أو معنوية بالتميز العلمي والمهني والوظيفي ، والأداء الفعلي ، وهذا ساعد في تحقيق إنجازات عديدة في مجال التجديد ونشر الفكر الوسطي ومحاربة التطرف والإرهاب ، مؤكدًا في ختام كلمته أنه يعمل على سد جميع الثغرات لتحقيق الكفاءة والتمييز ونبذ الأفكار المتطرفة ، إيمانًا منه بدور مصر الريادي في نشر الفكر الديني المستنير .