" استفت ضميرك .. ثم أترك العنان لقلمك " .. قاعدة ألتزم بها كل أساتذتنا الذين تعملنا منهم شرف هذه المهنة ، لا تكتب لكي يرضي عنك أحد .. المهم أن تقول الحقيقة ، لا تضع نفسك في وصاية علي عقول القراء أو موجهاً لأفكارهم يميناً أو يساراً .. فقط أطرح أمامهم الحقائق ودعهم يقررون ، لا تخلط بين الحوار والتحقيق والمقال والتقرير وكلها فنون صحفية مجردة من الرأي والتلوين .. لو أردت ضع هذا في مقال يعرف القارئ مسبقاً أنك تصبغ المعلومة برأيك الشخصي والذي لا يكون بالضرورة ملزماً له ، وعندما تطرح رأيك لا توهم الناس بأنك تحتكر الحقيقة أو أن ما تقوله هو الاختيار المثالي .. تواضع وأعرف أنك مجتهد قد يصيب ويخطئ . المقدمة السابقة كان لابد منها ليس دفاعاً عن شخص أو لإخلاء المسئولية أمام آخر أو للتبرير أو الهجوم علي ما كتبه زميل لي منذ أيام علي موقع مجلة الشباب ، فقط لتوضيح الطريقة المهنية التي نلتزم بها أمام القارئ الذي نعتبر احترامنا لعقله وتقديره لعملنا هو هدفنا الأول والأخير ، فقد تابعت في صمت ردود الأفعال علي المقال الذي تناول تجربة تركي آل الشيخ من بداية دخوله للمجال الرياضي في مصر سواء بدعمه للنادي الأهلي أو عقب شراءه لنادي الأسيوطي ، ومعظم ردود الأفعال علي المقال لم تكن إيجابية ليس اعتراضاً علي ما قيل بحق آل الشيخ وتجربته التي تستحق التوقف عندها بالفعل تحليلاً وفهماً لأبعادها سواء الرياضية أو الاستثمارية ، ولكن الانطباعات السلبية التي رصدناها من خلال تعليقات القراء علي المقال سببها الخلط غير المبرر بين الإشادة بتجربة تركي آل الشيخ وما أعتبره البعض إساءة للكابتن محمود الخطيب وما يمثله من قيمة رياضية كبيرة ، وقد انتظرت أياماً ليس لكي تهدأ الأمور ، ولكن حتى يعبر الجميع عن أرائهم قبل أن اسمح لنفسي في السطور التالية بالتعقيب ، صحيح أنني رئيس تحرير مجلة " الشباب " والمسئول عن موقعها الالكتروني ، ولكنني ألزمت نفسي باستخدام مسئوليتي الإدارية في تصويب الخطأ والتوقف عند أي تجاوز ، ولكنني دائماً أتعامل مع زملائي بمنطق الصحفي الذي يحترم كل وجهات النظر والتي ليست بالضرورة تتفق مع قناعاتي .. وبالطبع ليست بالضرورة تعبر عن السياسة التحريرية للمجلة ، وهذا لأننا - كما أشرت سابقاً – نفرق بين الفنون الصحفية القائمة علي الخبر والمعلومة المجردة .. والمقال المسموح فيه للصحفي بأن يعبر عن رأيه الشخصي . وبالعودة للمقال الذي يمكنكم الرجوع إليه علي صفحات موقع " الشباب " الإلكتروني ، في البداية الجدل مطلوب واختلاف الرأي طبيعي .. لكن في اعتقادي أن كاتبه أعتبر التقليل من الكابتن الخطيب والهجوم عليه جزءاً من هذا مدحه لتركي آل الشيخ ، وأكيد جانبه التوفيق لأنه لم يعاصر مثلي الكابتن محمود الخطيب الذي حفر اسمه بين رموز الشخصيات الرياضية المصرية علي مر التاريخ ، كما أنه لم يذكر الخطيب سوي في عبارتين أو ثلاث .. ولكن لأن عشاق " بيبو " بالملايين فالأمر أيضاً كانت به مبالغة ، عموماً وبلا أي مجاملة أقولها .. من في مصر يختلف علي موهبة وقيمة وقدر أسطورة كرة القدم محمود الخطيب ؟! قد نختلف أو نتفق علي أدائه الإداري أو بعض أفكاره وطريقة تنفيذها وهذا طبيعي ومقبول .. لكن التقليل من شأنه هو بمثابة سباحة ضد تيار المنطق وحقائق التاريخ . في النهاية أؤكد للكابتن محمود الخطيب ولك عزيزي القارئ .. مجلة الشباب ستظل دائماً منبراً لكل الآراء ووجهات النظر في حدود الصدق واحترام الجميع بلا حسابات شخصية أو انطباعات ، فلا مصلحة لنا إلا كلمة حق أمام الله والمقصد هو وجه الوطن والحقيقة ، وأهلاً بكل من يحمل الخير لهذا البلد الطيب وأهله .. وسلاماً علي أساتذة كبار علمونا قيمة أمانة الكلمة التي تحفظ للإنسان قيمته واحترامه في نظر نفسه أولاً ثم في عيون الناس وسطور تاريخ شرف المهنة التي لا تنسي نهائياً من ألتزم بها .. أو من خالفها .