حديقة الحيوان بالجيزة والتى يزورها حوالى 13 ألف شخص يوميا أنفقت عام 2009 حوالى 11 مليون جنيه على تغذية ورعاية الحيوانات الموجودة بالحديقة .. الأسود وحدها استحوذت على 2.5 مليون جنيه، أى ما يقرب من 25% من المبلغ الكلى، و هذه نسبة كبيرة جدا، إذا علمنا أن الحديقة – حتي بعد تدهور حالها - تضم ما يقرب من 180 نوعاً من الحيوانات المختلقة. الدكتور نبيل صدقى رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان أكد أن الأسود أصبحت تتسبب فى إستنزاف إقتصادى لموارد الحديقة حيث أن التكلفة الإقتصادية للأسد الواحد فى العام حوالى 25 ألف جنيه، حيث أنه يتغذى على لحم بقرى أو جاموس طازج لمدة يومين فى الأسبوع، و باقى أيام الأسبوع يتغذى على لحم الحمير و هى أيضا مكلفة، و السبب الرئيسى فى زيادة التكلفة الإجمالية لرعاية الأسود هو الزيادة المطردة فى أعداد الأسود بالحديقة حيث تخطى عددها ال100 أسد منها 47 فى حديقة الجيزة و الباقى تم توزيعه على باقى الحدائق فى المحافظات منها 42 أسدا فى الأسكندرية و هذا عدد كبير بالنسبة لأى حديقة حيوان لأن تكلفة رعايتها عالية، ولا يوجد حديقة بالعالم بها هذا الرقم، فالطبيعى أن تعرض الحديقة نموذج من الأسود ذكر و أنثى أو على الأكثر عائلة مكونة من 5 أو 6 أفراد من الأسود. و بالتالى فإن زيادة أعداد الأسود تمثل مشكلة و هو ما أكده الدكتور نبيل صدقى معتبرا أن كثرة تناسل الأسود فى الحديقة دليلاً على كفاءة الحياة التى يعيشها .. فمن المعروف أن الحيوانات البرية عندما يتم أسرها و حبسها يقل نسلها أو لا تتناسل من الأساس، و تبلغ مدة الحمل فى الأسود حوالى 105 يوماً و تلد أنثى الأسد 3 أو4 أشبال، و هناك العديد من الطرق التى حاولت الحديقة التغلب بها على المشكلة منها عملية عزل الذكور عن الإناث و لكن هذه العملية أصبحت صعبة لندرة وجود أماكن تكفى للعزل كما أنه هناك عائلات من الأسود لا يمكن فصلها، و هناك طريقة أخرى و هى عزل مجموعات من المواليد الذكور الصغيرة مع بعضها فى أقفاص و الإناث فى أقفاص أخرى لكن هذه تتشاجر مع بعضها عندما تكبر فى السن، و أيضا تم استعمال حبوب و حقن لمنع الحمل لكنها لاتؤثر بشكل كاف فى إيقاف عملية التناسل بين الأسود. و لم يكن أمام المسئولين بالحديقة إلا خيار وحيد و هو بيع الأسود و لكن عملية البيع ضعيفة ويتم بيع أسدين أو ثلاثة فى العام و هناك أمر آخر و هو مبادلة الأسود بحيوانات أخرى و لكن العروض ليست مناسبة حتى الآن، إلا أنه الدكتور نبيل صدقى أكد أنه هناك مشكلة واجهتهم و هى أنه هناك حوالى 17 أسدا لا يمكن بيعها لأنها كبيرة السن و لا تصلح أيضا للعرض أمام الجمهور كما أنها غير صالحة للإنتاج و لديها مشاكل صحية و حسب المعايير الدوليه فأن الأفضل إقتصاديا هو التخلص منها بما يسمى ب " القتل الرحيم ". لكن مسألة "القتل الرحيم" أدخلت المسئولين فى الحديقة فى دوامة مع الروتين الحكومى فعندما عرضت الحديقة مسألة القتل الرحيم اصطدمت بالقانون الذى يعتبر هذه الحيوانات أصول مالية مملوكة للدولة و قتلها يعتبر إهدار للمال العام، و لكن الدكتور نبيل صدقى فكر فى عمل شىء موازى لكنه غريب فالمعدات الحكومية عندما تتحول لخردة يتم بيعها لهيئة الخدمات الحكومية، و فكر فى أن تكون هذه الأسود خردة بحيث يتم قتلها و الإستفادة من جلودها و عظامها، لكن هذا الطلب قوبل بالرفض.