البخيل مادياً يكره العطاء لأنه أنانى ويمارس القهر الأسرى وبمرور الوقت يصبح بخيل عاطفياً أيضاً استشارية نفسية: لابد أن تؤقلم الزوجة نفسها وتدفع السيئة بالحسنة أستاذ علم اجتماع: البخيل فى المال بخيل فى كل شىء وكيل وزارة الأوقاف: البخيل مكروه من الله عز وجل .. لكن الزوجة أيضاً يجب ضبط طموحاتها الحب هو عطاء بلا حدود ومشاعر ولمسات حانية, ولكن هناك بعض الأزواج ابتلاهم الله بصفة "البخل" الذى لا يشترط أن يكون ماديا فقط وإنما قد يكون عاطفيا أيضا، وهو من أخطر أنواع البخل حيث لا يستطيع الإنسان التعبير عن مشاعره لمن حوله، والطرف البخيل عاطفيا لا يحرم الطرف الآخر من الحب والحنان والمشاعر بل يحرم نفسه أيضا, فكيف لزوجة أن تعيش مع شخص بخيل يحرم نفسه وأسرته من أبسط حقوقهم بالحياة, والسؤال الذي يطرح نفسه: من الشخص الذي يمكن وصفه بالبخيل ؟ وما العوامل التي تؤثِّر في تشكيل هذه الشخصية؟! في البداية نشير لضرورة أن يعرف الزوج والزوجة حقوق وواجبات الطرف الآخر حتى تستقيم الحياة الزوجية، وهذا من أهم الأسباب التي تقوي المودة والرحمة بين الزوجين وتديمها، فكلا الزوجين قد يكون مسئولا عن تفكك الأسرة والجفاء والهجر، لكن بنسبة كبيرة يكون الرجل سببا في حدوث هذا الجفاء لأنه يغلب عليه الجانب العقلى، على عكس المرأة التى يغلب عليها الجانب العاطفى, فالرجل قد يفتقد القدرة على التعبير عن مشاعره واهتمامه وإعجابه بزوجته, فهذا النوع من "البخل العاطفي" يجعل المرأة تعيسة لأنها بطبيعتها تميل لسماع كلمات الإعجاب والغزل والتقدير والاهتمام, ونجد الزوجة تشكو أن زوجها لا يتذكر عيد ميلادها ولا عيد زواجهما, ولا تسمع منه كلمة حلوة ولا يفاجئها بشىء يسعدها عكس ما كان يظهره في فترة الخطوبة, وذلك رغم انه قد يبدى اهتماما بغيرها من أفراد أسرته. تجارب صادمة تقول " ندى. خ " مهندسة وزوجها يعمل محاسباً: منذ بداية الزواج اتفق معى على أخذ راتبي بالكامل وضمه لراتبه ونقوم بتحديد ميزانية للبيت ودفع باقي أقساط الزواج وكنت مرحبة بهذا، كنوع من أنواع المشاركة, حتى اكتشفت أنه أصبح يعتمد علي راتبي بشكل كامل في الإنفاق علي المنزل, وأصبح يدخر راتبه بالكامل ويقوم بشراء عقارات ومشغولات ذهبية, وبعد إنجابي لأبنائي بدأ يشارك بمبلغ ضئيل لا يكفي مستلزمات أبنائي وكلما طلبت منه الإنفاق علي المنزل يجيب: " أنا تركتك تشتغلي وتخرجي وتقتطعي من وقتك ومجهودك للعمل , فيجب أن تدفعى ضريبة ذلك"، فكرت كثيراً في الانفصال أو الطلاق ولكنني تراجعت من أجل أولادي. وتقول نسرين . م: أنا متزوجة من رجل ميسور الحال ولي منه طفلان, ولكن زوجي مريض بداء البخل الشديد, فهو ينفق علينا ما يجعلنا نعيش بالكاد بما لا يتفق ومستوانا المادي والاجتماعي المرتفع, بالإضافة إلى رفضه التام إعطاء الأولاد أي دروس خصوصية، ويعتبر ذلك نوعا من أنواع الترفية, الأمر الذي حول حياتي وحياة أولادي لجحيم لا يطاق.. بالإضافة الى بخله الشديد في التعبير عن حبه لى أو للأولاد, كيف أتصرف مع هذا الزوج وجميع محاولاتي لحماية أبنائي من بخله باءت معه بالفشل, خاصة وأن الأولاد يكبرون واحتياجاتهم تزداد وهو يرفض الاعتراف بذلك ويصر على عدم زيادة ما خصصه لهم من مصروفات مهما كانت الظروف؟ تقول مروة. ح : في أثناء خطوبتنا وبداية زواجنا كان زوجى رقيقاً فى تصرفاته، يستمع إلىّ مهما أطلت الحديث، لا يبخل على بالكلام الحلو، يتفهم مشاعرى عندما أكون غاضبة أو حزينة، لكنه لم يعد صبوراً على الاستماع إلى كما كان يفعل من قبل، أصبح قضاء الوقت أمام التليفزيون أو على الإنترنت أهم من قضاء وقت معى، أصبحت أعد كلماته ، أصبحت خائفة من التعبير له عن مشاعرى حتي لا يغضب أو يظن أننى أتهمه بالتقصير في حقى خاصة أننا لم يمض علي زواجنا إلا عام. وتضيف آية . س: زوجي يكبرنى بعشرة أعوام, زوجي رجل كريم ماديا جدا ولكنه بخيل عاطفيا لا أرى منه أي مشاعر حب أو اهتمام إلا عند حاجته لى فقط , أغضب من إهماله ولكنه يعتبر غضبي بسبب طول الوقت الذى يقضيه في العمل بحثا عن الرزق, فهو لا يشعر بي ولا يعرف أن إهماله لمشاعري هو الذى دفعنى للتحول الي شخصية عصبية كثيرة الصراخ مع الأبناء ومعه أحيانا..فماذا أفعل معه؟ كيف تتعامل المرأة مع زوجها البخيل؟ طرحنا هذا السؤال علي عدد من الخبراء وعلماء والاجتماع، فأكدت الدكتورة أمانى الزعيقى: استشارى إرشاد أسري وتنمية بشرية أن البخل مرض نفسي وتربوي يعتبر نوعاً من افتقاد الإحساس بالأمن والأمان، ولهذا المرض عدة أسباب منها: "الحرمان في الصغر, أو الوارثة من أحد الوالدين, أو أن يكون بخيل بالفطرة" فهو دائما إنسان أنانى يكره العطاء والإنفاق على أسرته أو حتى علي نفسه, فهو يعتبر جمع الأموال هو مصدر الأمان الوحيد بالنسبة له, ويجب علي المرأة في هذه الحالة الحفاظ علي كيان الأسرة ومحاولة للتكيف مع هذا الزوج كأن تحرص على اللفتات البسيطة التى تعبر عن الحب والاهتمام، كاستقباله بشوق عند عودته من العمل، الاتصال به خلال اليوم للاطمئنان عليه، مفاجأته بإطعامه بيدها, إحضار هدية بسيطة له, عليها أن تدفع السيئة بالحسنة، وهذا الأمر يحتاج إلى الصبر والمثابرة والاستعانة بالله. كما أكد الدكتور حسن الخولى أستاذ علم الاجتماع أن من أكثر الأشياء التي يمكن أن تؤلم المرأة أن تتعايش مع رجل بخيل ماديا وعاطفيا، غير قادر على إسعادها، ولا يحنو عليها بمشاعره أو كلماته الدافئة, فالبخيل في المال بخيل في كل شيء مثل العواطف والمشاعر وغيرها من الأمور التي يحتاج الإنسان أن يصدرها لغيره من المحيطين به، فالبيئة الاجتماعية لها دور كبير في نشأة هذا الطفل منذ تفتحه على الحياة ينشأ على أساس أنه رجل، وبالتالي ليس من الرجولة أن يبكي أو يظهر مشاعره أو ضعفه لأحد, وإذا ما تساقطت دموعه ينهرونه بقسوة, ولهذا ينشأ هذا الطفل علي الجفاء والشح في المشاعر, كما يمكن أن تساهم العوامل التربوية أيضا في نشأته حيث يتأثر الطفل بطريقة معاملة الأب لوالدته معتقداً أنها الطريقة الأمثل للتعامل مع المرأة فيتصرف بالتالي بقسوة مع زوجته, ويجب علي الزوجة أن تتحلى بالحكمة والذكاء للحفاظ علي كيان الأسرة. رأى الدين يؤكد الشيخ جابر طايع وكيل وزارة الأوقاف أن الإنسان البخيل مكروه من الله عز وجل ومن عباده؛ لأنه شخص تحل عليه مساوئ البخل في الدنيا والآخرة، ففي الآخرة لن يدخل بخيل الجنة فهو محروم من نعيمها وجمالها؛ لأن الله سبحانه وتعالى عندما خلق الجنة وما بها من حدائق وأنهار وأثمار نظر إليها وقال: "وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل". والزوجة تلعب دورا هاما في حياة زوجها, فيجب عليها أن تحث زوجها بأسلوب رقيق وحكيم على ممارسة سلوك الكرم، ومن ذلك أيضا التحدث للشخصيات المؤثرة فيه " كوالده , أشقائه " ومحاولة إيجاد حل لهذه المشكلة معهم، بحيث لا يشعر الزوج أنها شكوى منك كما أنصحها بأن تتصف بالقناعة، ولا تخلط بين طموحاتها التي بلا حدود وبين تدبير الزوج لأمور بيته حتى لا يستدين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وأن تتأمل قول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «انظروا إلى من هو دونكم ولا تنظروا إلى من فوقكم، فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم». ويجب أن يعلم الزوجان أن البخل والإسراف لا يجتمعان مع الإيمان، بل إنهما أكثر ما يهدد الأسرة، لهذا نهى الإسلام عنهما فقال تعالى: «وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ», والزوج البخيل قد يدفع زوجته للكذب أو السرقة، وهذه ليست من صفات الزوجة الصالحة، لهذا ننصحها بالصبر على زوجها البخيل وأجرها الجنة.