" خلال أربع سنوات كنت رئيسا للمهرجان في الماضي رفضت دخول خيري بسبب انه مش بيلبس بدل ..اعذرني يا خيري لازم أقول " هكذا أعلن حسين فهمي بكل فخر واعتزاز في افتتاح الدورة 39 لمهرجان القاهرة السينمائي عن السبب الحقيقي لاختفاء مخرج بقيمة خيري بشارة -70 عاما - عن المهرجان خلال فترة رئاسة فهمي له وهو عدم ارتدائه لبدل رسمية وهذا لا يفسر اختفاء الأستاذ خيري فقط بل ظهور كل من مر أمام أي كاميرا سينمائية أو تليفزيونية ولو في مشهد عابر علي سجادة المهرجان وتعامل وسائل الإعلام معهم كنجوم بفضل ملابسهم الأنيقة ...فالقضية يبدو أنها في الملابس عند بعض المسئولين وليس في العمل الفني وعطاء صاحبه ونحمد الله أن حسين فهمي لم يكن المسئول عن مهرجان "كان" عام 1956 عندما ظهرت تحية كاريوكا علي سجادته الحمراء ب" الملاية اللف" وإلا كان طردها هي وفيلمها "شباب امرأة " الذي شارك في المسابقة الرسمية لهذا المحفل السينمائي العالمي وجوه كثيرة كان وجودها ومازال في أهم مهرجان سينمائي في مصر محل تساؤلات لكن كلمة حسين فهمي أمس تحل جزء كبير من هذا اللغز...فنحن كما يبدو أمام عرض أزياء متنكر في صورة مهرجان.. نهتم فيه بالفساتين والبدل أكثر من اهتمامنا بقيمة من يرتدوها ...نريد صورة شبيهة بصور نجوم هوليوود وبوليوود دون الانشغال بتقديم الفن الذي تحمله مهرجاناتهم.. نهرول خلف كل من ارتدت فستان " بيبرق" ونجوم "السموكن " بغض النظر عن وزنهم الفني و قيمة ما قدموه ...إذا ما كان بعضهم قدم شيئا من الأساس "الأهم مش الشغل تظبيط الشغل" والاهم من الأعمال الفنية الملابس الرسمية وحفلات الافتتاح والختام الضخمة ...أهم من شاشات العرض وجودتها فخامة الكراسي التي سيجلس عليها الضيوف ...أهم من مناقشة كارثة عدم مشاركة مصر لأول مرة في تاريخ المهرجان في مسابقته الرسمية لعدم وجود فيلم كما ذكر مسئولو المهرجان الأغنية التي سنقدمها في الافتتاح ومذيعي الحفل والحفلة التي ستلي حفلة الافتتاح ثم نفكر بسرعة في حفل الختام وما بينهما لا وجود فاعل للمهرجان مهرجان القاهرة في عهده الذهبي – كما أظن- في فترة رئاسة سعد الدين وهبه له كانت دور العرض تعج بالمشاهدين وكانت المناقشات التي تلي الأفلام المعروضة من الجمهور العادي المهتم بالسينما أهم من كل الندوات التي تقام لمناقشتها...كان المهرجان يخلق حالة ثراء فني وانتعاش سينمائي ملحوظ أما الآن ومنذ سنوات فما يبعثه المهرجان حالة رواج لإعمال مصممي الأزياء الذين يقدموا لنا إبداعاتهم في الموديلات والألوان أو يتحفونا بتحليلاتهم عن ملابس نجوم المهرجان...نعم تحول الاهتمام برصد وتحليل ملابس النجوم لحدث أهم من مناقشات الأفلام ومناقشة قضايا السينما. وفي هذا الواقع الأليم لابد أن يتواري خيري بشارة وكل من يري أن الجوهر أهم من المظهر وان المهرجان للأفلام وليس للبدل...نعتذر لحسين فهمي لإصرار خيري علي الحضور بصفته عضو في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لهذه الدورة من المهرجان وهو يرتدي الملابس "الكاجوال" ونرجو أن ترسلوا الدعوة ل" بدله" في الأعوام القادمة طالما أنها الأهم!!