احتشد العشرات في قاعة نجيب محفوظ من جميع أطياف العاملين بمؤسسة الأهرام ، بداية من كبار كتاب الأهرام مرورا بأعضاء مجلس الإدارة والصحفيين والإداريين والعمال ، والمناسبة كانت حفل تكريم الأستاذ لبيب السباعي رئيس مجلس إدارة الأهرام السابق والذي انتهت مدة خدمته منذ أيام . تصوير: محمد لطفي كان اللقاء أسرياً وودياً أكثر من كونه حفل تكريم رسمي ، فكل الحاضرين كان هدفهم من التواجد هو التعبير عن حبهم للرجل الذي أعطي للأهرام ما يزيد عن 40 عاماً من عمره وشهد له الجميع بالكفاءة ونزاهة اليد والموهبة ، وقام الأستاذ عبد الفتاح الجبالي رئيس مجلس الإدارة الحالي بإعداد هذا الحفل تكريما للمسيرة المهنية المتميزة والتي خاضها لبيب السباعي في مؤسسة الأهرام، بل وأدار الحفل بعد أن احتفى بالأستاذ لبيب السباعي الذي لاقى مجرد اعتلائه للمنصة تصفيقا حادا عبر من خلاله العاملون بالمؤسسة عن مدى حبهم واحترامهم لما قدمه هذا الرجل خلال مشواره المهني . وقد بدأ الأستاذ عبد العظيم حماد رئيس تحرير الأهرام قائلاً : الأستاذ لبيب كان سلسا في التعامل مع سياسة تحرير الجريدة ، بل لم يكن يمارس ضغوطا عليها ، ولم يكن يضيق على المساحة التحريرية لجريدة الأهرام بالإعلانات خصوصا مع تواجد أحداث كبيرة تحتاج إلى تغطية ومتابعة، وكان الهدف من ذلك ألا يفقد الأهرام القدرة على التغطية الشاملة سواء على الجانب المحلي أو العالمي، وأذكر أنه من حرصه على مصلحة المؤسسة أيضا أنه رفض بيع أي أصل من أصول الأهرام طالما كان موجودا على رأس المؤسسة ، فقد كان مع فكرة استثمار الأصول وضد بيعها أو التفريط فيها، كما حرص على أن يتم كل شئ بشكل مؤسسي وكان صاحب مبادرة إعلان لائحة موحدة لأجور العاملين بالمؤسسة، فشكرا جزيلا له ومرحبا بالأستاذ عبد الفتاح الجبالي. وتلقى منه طرف الحديث الكاتب والشاعر الكبير الأستاذ فاروق جويدة قائلا: حينما أتحدث عن لبيب السباعي فأنا أتحدث عن صداقة عمر وزمالة دراسة ومشوار جمعنا بالأهرام أختار كل منا فيه طريقه وبقى لبيب السباعي في خيالي وذاكرتي وعمري صديقا من أعز الأصدقاء ، وكنت أراه من بعيد سواء كنا أقرباء أو كل منا شغلته الحياة أنه من أقرب الناس إلى نفسي، والحقيقة أن لبيب السباعي الإنسان أحتفظ دائما بهذا الخيط الجميل من الود والتلاحم والتواصل مع الآخرين، وأختار دائما أن يلجأ إلى الأساليب التي تتسم بالود في علاقاته وطموحاته، وعندما جاء كرئيس لمجلس إدارة الأهرام شعرت بأن هذا كان تكريما لجيل ربما ظلم الوقت ولم يأخذ فرصته كما ينبغي، وإن كنت قد تمنيت للسباعي لو أخذ هذه الفرصة في زمن آخر وفي ظروف أفضل وكان يستحق ذلك من زمان بعيد، والحقيقة لابد من أن أشكر الأستاذ عبد الفتاح الجبالي والأستاذ عبد العظيم حماد على هذه اللفتة الكريمة بتكريم السباعي لأن هذا التكريم هو تكريم لكل جهد بلا ضجيج وكل عمل بلا صخب وكل إنسان يعمل في طريقه دون ادعاء أو تباهي، فلبيب السباعي نموذج لإنسان عمل في صمت وأحب هذه المؤسسة بصدق وشارك في بنائها بكل إخلاص فتحية له. وهنا شارك الكاتب الكبير صلاح منتصر بدعابة وقال: وأنا أجلس اليوم دار في ذهني كلمة قالها الفنان عادل إمام للفنانة هند صبري في فيلم "عمارة يعقوبيان" حين قال "أنا أقدم واحد في العمارة دي" ثم تابع قائلا: شعرت بذلك حينما نظرت لهذه الكوكبة الجميلة من الزملاء والتي من بينها وجوه جديدة لم أراها من قبل، ولذلك أحرص دائما على الجلوس في الخلف وليس في المقدمة التي لو جلست فيها لن أرى سوى من أعرفهم فقط، أما في هذا الاجتماع لابد أن أبدأ وأقول أن صاحبه هو رئيس مؤسسة الأهرام الجديد الذي يبدأ عمله بهذه الروح الطيبة وهذا التقدير، وأتمنى أن يجمعنا اجتماع آخر يشمل جميع رؤساء مجلس الإدارة السابقين بمن فيهم من لم يحضر هذا الاجتماع لأننا أصبحنا جميعا أسرة واحدة ننتمي إلى تاريخ واحد، أما لبيب السباعي فهو إنسان قادر على كسب كل من يعرفه، ولكن بالرغم من ذلك وضع خلال مدة رئاسته لمجلس إدارة الأهرام قواعد صنعت إدارة من أفضل الإدارات التي أتت للأهرام ساوت بين الجميع بقاعدة يقبلها ويتقبلها كل من يعمل داخل المؤسسة، فكنت أرى كيف يقضي وقته في مذاكرة أوضاع المؤسسة من أجل توفير مال الأهرام والمحافظة عليها. ثم تحدث الدكتور حسن أبو طالب مدير معهد الأهرام الإقليمي عن دور السباعي في دعم المعهد لتقديم الدورات الصحفية والفنية ودورات اللغات للعاملين بالمؤسسة دون تفريق، كما تحدث عن متابعته للسباعي خلال عمله كمشرف على صفحة شباب وتعليم ومن ثم رئاسة لتحرير مجلة الشباب ودوره في تشييد جامعة الأهرام الكندية ومؤخرا مجهوداته كرئيس لمجلس إدارة المؤسسة ، ثم تلت ذلك عدة كلمات من سليفيا النقادي رئيسة تحرير مجلة البيت والكاتبة الصحفية منى رجب، وبعض تلاميذ السباعي ، ثم تم تكريم خاص من أعضاء النقابة العمالية تعبيرا منهم لتقديرهم لمجهود السباعي الذي بذله لخدمتهم.. وأخيرا ألقى الأستاذ لبيب السباعي كلمته على الحضور وقال: أي شخص في مكاني اليوم من الصعب أن يعبر عن شعوره، فأنا لم أكن متصوراً أن مكانتي لدى الناس بهذا الشكل ولكن أحمد الله على ذلك، وفي تصوري أنني أديت جزء من واجبي وليس واجبي كاملا حيث لم تسنح لي الفرصة لأن أقدم الواجب الذي أشعر أنه دين يتحتم علي تقديمه للأهرام التي قضيت فيها من الوقت أكثر من الذي قضيته في بيتي، وكان من الصعب علي الحضور اليوم وحاولت الاعتذار جديا للأستاذ الجبالي لأني لم أكن أتحمل الوقوف أمام كل هذه المشاعر ولكني أتيت لكي أرى حضراتكم ولكي أقول إنه إذا تم شئ خلال الفترة القصيرة السابقة فهو أولا بفضل الله سبحانه وتعالى وثانيا بفضل تعاون ومساندة كل العاملين بالمؤسسة، فقد رأيت في الأهرام ناس تبذل مجهود طوال الوقت بداية من العاملين في الجراج وحتى الإداريين والصحفيين، وأعلم أنه قد يكون هناك أشياء قد أخطأت فيها وأعلم أن هناك ناس قد يكون إلزامهم بقواعد المؤسسة جعل في نفوسهم عتاب تجاهي ولذلك أعتذر لهم أمامكم جميعا وأتمنى أن لا يكون هناك أحدا لديه في قلبه شئ من ناحيتي ومن يريد الآن أن يحاسبني فليحاسبني فأنا مستعد لأي حساب مع أي أحد، ولكن ما أستطيع أن أقوله أنه كنا في حاجة لعمل شئ كأساس نبدأ في البناء عليه، فلابد من تواجد الهيكل ثم نعمل طوال الوقت على تحسينه، فأنا اجتهدت بحب لهذه المؤسسة، ولكني الآن مضطرا للكلام عن الأستاذ عبد الفتاح الجبالي في ثلاثة مواقف جمعتني ، به الأول حينما قام الدكتور جمال عبد الجواد لظروف خاصة بترك منصبه كمدير لمركز دراسات الأهرام السياسية والإستراتيجية، فالوضع داخل المركز يجعل الأستاذ عبد الفتاح الجبالي هو الأحق بإدارة المركز ولكني فوجئت به يقول لي أن الوضع الحالي يجعل أن الدكتور ضياء رشوان هو الأصلح وفضل مصلحة المكان والمؤسسة على مصلحته الشخصية، والموقف الثاني حينما كنا نريد عمل لائحة لهيكلة أجور العاملين بالمؤسسة وتقدمنا لسبعة مكاتب متخصصة أعتذر منهم ستة لصعوبة التركيبة داخل الأهرام ووافق السابع علي عمل الهيكلة خلال سنة وطلب مبدئيا مبلغاً وقدره 250 ألف دولار، وحينما طلبت من الأستاذ عبد الفتاح الجبالي حمل الأمر على عاتقه مع مجموعة محدودة وقدم اللائحة خلال 5 شهور ورفض أن يأخذ أي مقابل مادي مكافأة على مجهوده ، أما الموقف الثالث قد يكون مطمئن لحضراتكم ، وهو يوم صدور قرار تولي الأستاذ عبد الفتاح مسئولية مؤسسة الأهرام وفي نفس اليوم كنا جالسين مع اللجنة التي تراجع حوافز الإداريين والعمال وكنا تقريبا نتحدث حول كيفية صرفها مع مرتب نوفمبر وأريد أن أقول انتقال المسئولية لم يكن فيه تسليم وتسلم فالأستاذ عبد الفتاح الجبالي على علم بكل ما يحدث وكل المشروعات التي كان فيها صعوبة بالنسبة لي بسبب الأجزاء الاقتصادية التي بها فكنت أستعين بخبرات الأستاذ الجبالي فيها.