بما إننا أوشكنا على بداية شهر رمضان والذى يعد شهر زيادة الوزن عند النسبة الأكبر من المصريين نظرا لتناول كمية أكبر من الطعام خاصة الحلويات مما يؤدى الى إننا غالبا ما نخرج منه بزيادة وزن قد لا تقل عن خمسة كيلو أحيانا فلابد إذن من الحذر والوقاية من تلك المشكلة حتى لانعانى من نتائجها وهذا الحذر لن يأتى إلا بتطبيق خطوات معينة تجعل من رمضان فرصة لفقدان الوزن سيشرحها لنا بالتفصيل كابتن طارق نصار أحد مدربى بناء الأجسام . هل حقيقى إن معظم الناس قد تتعرض لزيادة الوزن فى رمضان ؟ للأسف نعم فمعظم الناس وخاصة المصريين بمجرد أن تعود من عملها فى رمضان إما تنام أو تبقى أمام التليفزيون دون أى حركةسواء قبل الإفطار أو بعده هذا طبعا بالإضافة الى تناول الوجبات الدسمة خاصة الحلويات منذ الإفطار وحتى السحور بحجة إنها تساعدهم على تعويض ما فقده الجسم أثناء الصيام وهذا يتنافى مع الحقيقة تماما لأن ما يحتاجه الجسم بعد الإفطار ليس أكثر من شرب كميه من الماء تتراوح ما بين لتر ونصف الى 2 لتر وعصير طبيعى خالى من السكر أما الإفطار نفسه فيفضل أن يكون على مرتين الأولى لاتتعدى تمر وطبق شوربه والثانية طبق سلطة وبروتين سواء كان قطعة لحم أو دجاج بحيث لاتتجاوز 150 جرام وإذا إستلزم الأمر ممكن قطعة حلوى صغيرة جدا لاتتعدى حجم إصبعين اليد حتى لانجد أنفسنا فى نهاية الشهر وقد زاد وزننا بما لايحمد عقباه . وما هى طرق الوقاية من تلك الزيادة قبل أن تبدأ ؟ إذا حرصنا على أن نتناول وجبات خفيفة كل ثلاث ساعت تقريبا مما يجعل المعدة تعمل منذ الإفطار وحتى السحور فهذا بدوره يزيد من معدلات الحرق والإبتعاد قدر الإمكان عن النشويات فى الفطار والسحور والأهم من هذا الحركة يعنى مثلا يفضل بعد صلاة التراويح المشى لمدة نصف ساعة فهذا من شأنه أن يحرق وجبة الإفطار ويحافظ على الوزن ويشعرنا بالراحة . هل بالضرورة أن تكون ممارسة الرياضة فى الجيم أم أن المشى يمكن أن يكون بديلا ؟ لا طبعا فالرياضة يمكن ممارستها فى أى مكان مثل أن نمشى فى الشارع بنفس منتظم من نصف ساعة الى ساعة ثلاث مرات إسبوعيا يعد كافيا وذلك سواء فى رمضان أو الأيام العادية وحتى إذا لم يكن هذا متوفر فلا توجد مشكلة من ممارسة التمارين الرياضية واليوتيوب الأن به كل التمرينات التى يمكن أن نقوم بها فى البيت . البعض لديه تصور أن نتائج الرياضة لن تأتى إلا إذا كانت فى الجيم ؟ لا طبعا هذا الكلام غير صحيح فنتيجة الرياضة فى البيت لاتختلف عنها فى الجيم شرط الحرص على ممارستها بشكل يومى حتى تعتاد العضلات على تلك التمارين مما يجعلها تكتسب شكلا جديدا ومع الوقت يحدث اختلاف تام فى الشكل فليس المهم أن تكون التمرينات فى البيت أو الجيم المهم هو المتابعة والإستمرارية والحرص على أن تكون ممارسة الرياضة جزءا من يومنا . لماذا يبدو الناس فى مصر أكبر من أعمارهم خاصة الشباب؟ لأننا لانعرف كيف نعيش حياة صحية سواء فى الغذاء أو إسلوب الحياة كله فالإنسان يستطيع أن يبقى شابا طوال حياته حتى لو بلغ السبعين أو الثمانين وهذا لن يحدث إلا إذا حافظ على صحته بشكل عام ووزنه بشكل خاص فمن أكثر الأشياء التى تجعل الإنسان يبدو أكبر من عمره هى السمنة وللأسف نسبة كبيرة جدا من المصريين يعانون من تلك السمنة وما يترتب عليها من أمراض فهل يعقل أن يكون شاب فى الثلاثين أو الأربعين ولديه كرش يجعله يبدو وكأنه فى الستين أنا سافرت معظم دول العالم تقريبا وأحرص على متابعة كل ما هو جديد فى عالم الرياضة البدنية والتغذية الصحية ورأيت الناس فى الخارج تتعامل مع صحتها على أنها كنز وهبة من الله سبحانه وتعالى عليها أن تحافظ عليه حتى أخر حظة فى عمرها خاصة فى مرحلة الشباب ، أما نحن فنضيع تلك المرحلة فى السهر والكافيهات والتدخين وعدم ممارسة الرياضة حتى نجد أنفسنا نعانى من سمنة مفرطة وأمراض خطيرة مثل القلب والضغط والسكر وكل هذا بسبب عدم الحرص على التعامل مع الغذاء بإسلوب ثقافى . وكيف يمكننا ذلك ؟ نحن بطبيعتنا شعب ذواق يحب الطعام ولكنه لايجيد التعامل معه فالمصريين يأكلون أى شىء فى أى وقت وتلك كارثة فى حد ذاتها فالمفروض اننا بعد السابعة مساءا لانأكل بروتينات أو نشويات ونبتعد قدر الإمكان عن المخبوزات لأن الجسم بعد السابعة أو الثامنة لايحرق ما يدخله ويخزنه حتى يتحول الى دهون خاصة عند السيدات ومن هنا علينا أن نكون مدركين تماما لما نأكله وكيف سنحرقه حتى لانجد أنفسنا يوما بعد يوم وصلنا الى مرحلة من زيادة الوزن من الصعب التعامل معها ولاحظى أننى أقول من الصعب وليس المستحيل لأن أى زيادة يمكن التخلص منها شرط أن تكون لدينا الإرادة لذلك . هل حقيقى ان ممارسة الرياضة يمكن أن تحمى الجسم من أمراض كثيرة فى الكبرأو بمعنى أصح أعراض الشيخوخة ؟ هذا شىء مفروغ منه خاصة أن أعراض الشيخوخة لاترتبط بسن فهى قد تصيب شاب فى الثلاثين ولاتحدث لرجل فى الثمانين والحقيقة انا لاأعترف بشىء إسمه الشيخوخة من الأساس بدليل أن الناس فى الخارج تمارس حياتها بمنتهى النشاط والحيوية فى سن الثمانين والتسعين وهذا أكبر دليل على ان الإختلاف بيننا وبينهم فى إسلوب الحياة لأن تركيبة البشر الجسدية واحدة ولكن إستعدادهم النفسى للتعامل مع الحياة هو الذى يختلف ، لذلك فأنا أشبه الفرق بين الشخص الذى يلعب رياضة والشخص الذى لايمارس أى مجهود بدنى بالنيل والترعة فالنيل الذى يتحرك طوال الوقت يبقى متجددا وشابا وصالحا للشرب أما الترعة فعدم الحركة تصيبها بالركود حتى تصبح جافة وغير صالحة لأى شىء بالعكس فانها تتحول لمستودع للأمراض والأهم من ذلك أن ممارسة الرياضة تعد من أهم طرق علاج الإكتئاب والتخلص من الطاقة السلبية بداخلنا مما يجعلنا أكثر نشاطا وإقبالا على الحياة. هل حقيقى أن معدلات الحرق عند الإنسان تقل بعد الثلاثين ؟ ليس بالضبط ولكن معدلات البناء عند الإنسان أو هرمون النمو يبدأ فى العمل منذ ولادته وحتى عمر 21 سنة وبعد ذلك يتوقف عمل هذا الهرمون فيتحول الأكل الزيادة عن حاجة الجسم الى وزن زائد ودهون ولكن معدلات الحرق تبقى فى أفضل حالاتها خاصة إذا كان حريصا على تناول غذاء صحى وممارسة الرياضة حتى يضل الى سن الخامسة والثلاثين فتبدأ معدلات الحرق فى التباطىء مما يزيد فرصة تكوين الدهون وما يترتب عليها من أمراض ضغط وقلب وسكر ولكن إذا إستطعنا أن نراقب طعامنا وحرصنا على المشى بشكل يومى فإننا بالتأكيد سنحمى أنفسنا من تلك المشاكل ونحافظ على سرعة معدلات الحرق . هل تستطيع الرياضة أن تقلل من إفراز الغدد الدهنية ؟ عدد الغدد الدهنية فى جسم أى إنسان يرجع الى العامل الوراثى ومن ثم فليس له يد فيها ولكن الرياضة من شأنها خاصة لمن يمارسوها لسنوات طويلة أن تحرق الغدد الدهنية وليس الدهون فقط . يمكن للإنسان أن يبدأ فى ممارسة الرياضة من أى سن أم أنه لابد أن نبدأ بها منالطفولة أو الشباب ؟ لاطبعا أى إنسان يستطيع أن يمارس الرياضة من أى سن ولكن لابد أن تكون هناك فترة إعداد حسب الوزن والحالة الصحية والقلب ولكنه فى كل الأحوال يستطيع أن يبدأ والجسم مع الوقت سيستجيب كما أن العضلات سيختلف شكلها لأنها من الأعضاء التى تعمل فى الجسم حتى أخر لحظة فى العمر .