نتيجة حالة الانفلات الأمنى وانشغال الحكومة بالوضع الداخلى فقد زادت عمليات التنقيب غير الشرعى عن الآثار فى قرى ومدن الصعيد، ولم يعد التنقيب يشمل الأماكن الخاصة وأسفل البيوت فقط، وإنما يقوم لصوص الآثار بالحفر فى المناطق الأثرية المسجلة.. وحسبما وصلنا من أشخاص قريبين من لصوص الآثار أن مطاريد الجبل فى شمال صعيد مصر قاموا بتغيير نشاطهم من تجارة المخدرات إلى الآثار، بل ان هناك مافيا لتجارة الآثار تسكن أعلى الجبل فى الظهير الصحراوى لمنطقتى إهناسيا وسمسطا غرب محافظة بنى سويف وتقوم هذه المافيا بتهريب الآثار المستخرجة من هذه المناطق إلى تجار آخرين عبر وسطاء سريين. وحسب كلام محسن محمد، أحد خبراء الترميم بمركز سمسطا، قال أن المناطق الأثرية لا تحظى بأي اهتمام خصوصا فى المناطق النائية، ويؤكد محسن أنه تلقى عروضا كبيرة للمشاركة بخبراته فى أعمال التنقيب والحفر عن الآثار وهى الأعمال التى لا تتوقف، خاصة فى صعيد مصر، ويشير محسن أن غالبية القائمين على أعمال التنقيب يجهلون أبسط القواعد الأثرية فى هذا الشأن، حيث أن المناطق التى تحوى مقابر أثرية يكون من السهل اكتشافها بوجود بعض الشواهد الأثرية المعروفة لخبراء الآثار والتى يمكن ملاحظتها بسهولة منها مثلا حدوث هبوط أرضى فى منطقة بمنسوب معين مما يدل على وجود تفريغ هواء أسفل المنطقة أو وجود طبقة صخرية كثيفة قريبة من سطح الأرض، أيضا أعلى المقابر الأثرية يكون من الصعب أن تنمو أى حشائش أو نباتات لأسباب تتعلق بتأثر التربة أيضا من المناطق الأثرية تتواجد بكثرة بالقرب من الجبال أو الأماكن الرملية بعكس المناطق الزراعية أو الخضراء. وأكد محسن أن هذه الأعمال للأسف تسفر عن نتائج إيجابية وهناك تجار آثار ومافيا يسكنون الجبال خاصة فى الظهير الصحراوى لمنطقة إهناسيا وسمسطا وهؤلاء يشبهون مطاريد الجبل ولا أحد يستطيع الاقتراب من عالمهم الخاص إلا من خلال وسطاء وأهل ثقة بالنسبة لهم حيث يقومون بتفريغ المقابر من محتوياتها ويجمعون التماثيل والقطع الذهبية تمهيدا لبيعها لتجار الآثار الكبار على مستوى الدولة إلى أن يتم تهريبها خارج مصر وفى فترة الثورة تم الاعتداء على المخازن والمناطق الأثرية المسجلة والمعروفة، وفى إهناسيا قام عدد من لصوص الآثار باقتلاع أعمدة أحد المعابد ولا أحد يلتفت لذلك.