حالة من الارتباك والتوتر انتابت شوارع وسط البلد مساء اليوم، بسبب اعتصام عشرات المسيحيين لما يقرب من ساعة أمام دار القضاء العالي، وتحديدا في تقاطع شارع رمسيس مع 26 يوليو، مما أدي إلى تغيير حركة المرور في الشارعين. كتب: حواش منتصر محمد عبد المجيد محمد المراكبي وكان عشرات المسيحيين قد انطلقوا في مسيرة من شبرا في الرابعة عصر اليوم، معترضين على أحداث كنيسة ادفوبأسوان، ورد فعل محافظ أسوان مصطفى السيد الذي طالبوا بإقالته، لموقفه المتخاذل وتقصيره في نجدة الأبرياء من المسيحيين. وروى مينا عريان وهو أحد المتظاهرين، أن إمام مسجد بإدفو هو الذي تسبب بالكارثة وطالب المصلين بعد صلاة الجمعة بالهجوم على الكنيسة، وتم حرقها وحرق محلات يملكها مسيحيون. المسيرة التي تحركت في الرابعة عصرا من شبرا بقيادة الأنبا متيسا نصر والأنبا فولبتير، رددت هتافات تقول "الشجاع هو اللي هينزل.. دم القبطي مش هيروح.. لا لحرق الكنائس". وقد جابت المسيرة شوارع القاهرة وتسبب في تعطيل حركة المرور في الشوارع التي مرت بها بسبب إغلاق الطرق أمام السيارات المارة، حتى وصلت المسيرة أمام دار القضاء العالي في حوالي الساعة العاشرة مساء وقرروا الاعتصام هناك إلا أنهم مكثوا لمدة ساعة وقطعوا الطريق أمام السيارات، وبعدها غادرت المسيرة إلى ماسبيرو، ليتم الاعتصام هناك. وأثناء اعتصام المسيحيين أمام دار القضاء العالي حدثت العديد من المناوشات بينهم وبين اصحاب المحلات، والمارة من أصحاب السيارات، الذين طالبوهم بالاعتصام في أماكن أخرى وعدم تعطيل حركة المرور ومصالح الناس، مما أدي إلى نشوب معارك بينهم وبين بعضهم البعض. ومن المشاركين في المسيرة، حركة أقباط أحرار، وأقباط بلا قيود واتحاد شباب ماسبيرو، والذين شنوا هجوما عنيفا على محافظ أسوان، والدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، ولم يسلم مسئول من الهتافات، وأكد المتظاهرون على أنهم لن يتراجعوا هذه المرة وأن ثورتهم بدأت ولن تتوقف حتى تتحقق مطالب المسيحيين ويكون هناك قانون موحد لدور العباده، وأن يتم معاقبة الجناة الذين اعتدوا على كنيسة ادفو وغيرها من الكنائس، ومحاسبة المسئولين الذين يتقاعسون عن آداء واجبهم في الحفاظ على المقدسات المسيحية. الغريب أنه رغم وجود أصوات تحاول التهدئة سواء من المسيحيين والمسلمين، مطالبين بالتحرك في مصلحة البلد، إلا أنه وسط المظاهرات كان هناك متشددين الذين حاولوا إشعال الأمور، وقالوا إن "البلد هتولع بكره والأيام الجايه"! جدير بالذكر أن مصطفى السيد محافظ أسوان أكد في تصريحات للتليفزيون المصري مساء الجمعة على استقرار الأوضاع بقرية الماريناب بمركز ادفو شمال محافظة أسوان بعد حدوث مشادات بين مسلمين وأقباط بالقرية على خلفية تجاوز الأقباط في إعادة بناء مضيفة ونيتهم في تحويلها إلى كنيسة. وقال المحافظ إنه وافق على طلب الأقباط بإعادة بناء المضيفة التي كانت من الخشب والبوص وعلى ارتفاع تسعة أمتار بنفس الارتفاع، إلا أن الأقباط تجاوزا هذا الأمر ورفعوا المضيفة إلى ارتفاع 13 مترا. وأضاف أن المسلمين في القرية غضبوا من هذا التجاوز، وقد تدخل مجموعة من المشايخ والمعنيين في هذا الأمر، وقد اعترف الأقباط بهذا التجاوز ووعدوا بإزالة الأمتار الزائدة، إلا أن التنفيذ تأخر كثيرا، وهو ما أغضب أحد الشيوخ الذي قام بتجميع الشباب عقب صلاة الجمعة لإزالة الارتفاع الزائد بأنفسهم. وأكد محافظ أسوان أن ما يتردد عن الاعتداء على كنيسة وبها مسيحيون في القرية لا أساس له من الصحة، لأنه لا يوجد كنيسة من الأساس، وأن المضيفة مازالت تحت الإنشاء، لافتا إلى أن الحريق الذي حدث تم في حجرة للمقاول الذي تأخر في هدم الارتفاع الزائد وليس في المضيفة، وقد تم إخماده. وكان أهالي قرية المريناب بإدفو قد أكدوا أن رفض أهالى القرية تحويل المضيفة إلى كنيسة جاء بسبب قلة عدد المسيحيين بالقرية والذين لا يتجاوز عددهم 75 نسمة بالمقارنة بعدد المسلمين الذي يتعدي 18 ألف نسمة وكذلك لعدم حصول الأقباط علي تصريح رسمي ببناء الكنيسة.
