بعد رحيل السفير الإسرائيلي بالأمس عائداً إلي تل أبيب علي متن طائرة عسكرية حملت معه نحو 70 شخصاً آخرين من طاقم السفارة .. كيف ستتم إدارة العمل بداخلها خاصة وأن مصر أو إسرائيل لم يعلنا قطع العلاقات أو حتى تخفيضها ؟! . من المؤكد أن السفارة حالياً خالية ولعدة أيام قادمة ، بل وحتى حراسها الستة تم تهريبهم عن طريق كوماندوز مصريين ، وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن السفارة الإسرائيلية فى القاهرة ستواصل نشاطها – بدون تحديد موعد - لكن بطاقم مصغر برئاسة المفوض السياسي "يسرائسيل تيكوشينسكى" ، وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية، إن طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلى كانت قد نقلت أمس السفير الاسرائيلى "يتسحاق ليفنانون" وباقى الدبلوماسيين وأبناء عائلاتهم من القاهرة فى حين تم إيفاد طائرة أخرى لنقل رجال الأمن بعد قيام قوات خاصة مصرية بإخراجهم من مقر السفارة ، وأكد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية "يجال بالمور" إن ليفانون سيعود إلى القاهرة .. لكن بدون الإشارة إلى موعد عودته. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، قد طالب الإدارة المصرية بضرورة حماية أرواح دبلوماسيى السفارة الإسرائيلية فى القاهرة، الذين لم يغادروا مصر حتى الآن، عقب استدعاء الحكومة الإسرائيلية لسفيرها فى القاهرة يتسحاق ليفانون للتشاور معه حول أحداث السفارة. واتهمت وسائل الإعلام الإسرائيلية الأمن المصرى بالعجز فى السيطرة على المظاهرات ، مشيرة إلى أن بقية دبلوماسيى السفارة الإسرائيلية فى القاهرة يتابعون تطورات الإحداث بدقة مع مجلس الوزراء الاسرائيلى، وينتظرون صدور أى أوامر أو تعليمات جديدة لهم. وذكرت تقارير بثتها القناة الثانية للتليفزيون الإسرائيلى ونشرتها صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أجرت فجر اليوم، السبت، اتصالا هاتفيا بنظيرها المصرى محمد كامل عمرو الذى قطع جولته الأوروبية وعاد لمصر، وطالبته كلينتون خلال اتصالها بضرورة التزام مصر بمعاهداتها الدولية الموقعة عليها، وعلى رأسها "معاهدة فيينا" التى تضمن حماية المنشآت الدبلوماسية فى أى دولة. بينما وصفت تسيبي ليفني زعيمة حزب كاديما الإسرائيلي المعارض اليوم السبت اقتحام سفارة بلادها في مصر بأنه حادث خطير في العلاقات بين الدولتين ، غير أنها أكدت أن ''السلام بين إسرائيل ومصر مصلحة إستراتيجية لكلتا الدولتين ويجب الحفاظ عليه رغم المظاهرات في الشوارع'' . ويأتي هذا بينما تشهد المنطقة الحدودية بين مصر والأراضى الفلسطينية المحتلة حالة من الاستنفار الأمنى من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلى ، وقالت مصادر بدوية و شهود عيان، إن حالة من الاستنفار الأمنى الإسرائيلى غير المسبوقة تشهدها المنطقة الحدودية مع الأراضى المصرية بشمال و وسط وجنوب شبه جزيرة سيناء ، وأضافت المصادر أن آليات عسكرية إسرائيلية و سيارات حديثة تابعه لحرس الحدود الإسرائيلى مدعومة بطائرات إسرائيلية تتحرك قرب الشريط الحدودى مع مصر، وقال شاهد عيان، إن جنودا إسرائيليين يقومون بإطلاق النيران فى الهواء بمناطق و أوقات متفرقة، دون سبب واضح.