فى عموده اليومى بالأهرام نشر الكاتب الكبير صلاح منتصر رسالة من أحد القراء يؤكد فيها أنه ذهب لأحد البنوك للتبرع لحساب مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا ثم فوجىء بموظف البنك يخبره بوصول تعليمات بإلغاء رقم الحساب الخاص بمشروع زويل وعدم قبول تبرعات . وعندما سأل موظف البنك عمن يحق له السحب أجابه الموظف بأنه لا يعرف شيئاً عن هذا الموضوع سوى أن الحساب قد تم إغلاقه .. ولم تشر رسالة القارىء المجهولة إلى أى تفاصيل أخرى لكنها بلا شك أثارت حالة من الجدل حول هذا المشروع الذى يعد أول المشروعات القومية التى أفرزتها مكتشبات ثورة يناير التى تسعى حاليا بقواها الثورية لاقتلاع جذور الفساد. لكننا قبل أن نطرح أى تساؤلات أو تخمينات أو نشكك فى نزاهة الدكتور زويل ومشروعه العلمى قررنا أن نتأكد أولاً من صحة هذا الكلام فذهبنا للبنك الأهلى وبنك فيصل الإسلامى فوجدنا أن ما طرحته الرسالة لم يكن صحيحاً على الإطلاق وأن رقم الحساب مدينة زويل يحمل رقم ( 10001000) وهو حساب مفتوح ويحظى بإقبال من المتبرعين خصوصاً من العلماء وبعض رجال الأعمال ومواطنين عاديين وأن الحساب لم يتم إغلاقه وتم فتحه للتبرع فى أول يونيو الماضى ويمكن لأى مواطن التبرع للمشروع على هذا الحساب من أى مكان وفى أى بنك فى مصر. وكان الدكتور أحمد زويل قد أعلن فى يونيو الماضى عن فتح حساب خاص لقبول التبرعات لمشروعه العلمى وذلك بعد لقاء جمعه بالدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزى وأعلن زويل أنه شخصياً أول من تبرع لهذا الحساب وذلك لدعم ما أسماه بصندوق "أقرأ" لتمويل مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا وتم فصل هذا المشروع تماماً عن جامعة النيل التى تعمل حالياً بشكل مستقل ، وقبيل انطلاق حملة التبرعات كان الدكتور زويل قد طالب بضرورة التفاف الشعب المصرى حول هذا المشروع وقال فى لقاء له بالأهرام: أطالب كل الشعب المصري وأنا أولهم أن نلتف حول هذا المشروع وأن نبني القواعد الأساسية لهذا البلد وأنا أتحدث عن القواعد الأساسية والمساعدات التي يحتاجها هذا المشروع بعد إقراره من المجلس الأعلى للقوات المسلحة ولكنني أطالب وسائل الإعلام بأن ترتقي بالاهتمام لهذا الدور والمسئولية لأنها مسئولية وطنية لا تحتاج إلي عناوين أو مانشتات مثيرة ..ولكن نحن بحاجة إلي أن يفهم الشعب دوره في مثل هذه المشروعات المهمة للوطن. وجدير بالذكر أن مشروع زويل يتمتع بالاستقلالية المالية والإدارية الكاملة ويعتمد فى إدارته فقط على مجلس الأوصياء الذى يتكون من ستة علماء من الحاصلين على جائزة نوبل إلى جانب شخصيات مصرية مثل الدكتور مجدى يعقوب والدكتور محمد غنيم والدكتور حازم الببلاوى ويتولى هذا المجلس الإشراف والتنسيق مع مجلس الوزارء والجهات المعنية فيما يتعلق بالتمويل وخلافه كما يحظى المشروع باهتمام ودعم وتمويل من منظمات وشخصيات عالمية وقد أعلن الدكتور زويل أن المشروع يحتاج لنحو مليارى دولار لإتمامه وحتى الآن استطاع من خلال علاقاته الدولية أن يجمع تبرعات ضخمة من رجال أعمال وشخصيات عالمية مثل الدكتور محمد العريان الذى تبرع بنحو 30 مليون دولار.