رغم ما تنشره الصحف هذه الأيام حول قيام بعض الأحزاب والقوى السياسية بإعداد قائمة سوداء تضم فلول الحزب الوطني لمنعهم من خوض الانتخابات المقبلة، إلا أن الحقائق على أرض الواقع تثبت عكس ذلك. فالواقع يؤكد أن الأحزاب الجديدة والقديمة تتسابق بقوة منذ شهور على ضم نواب وأعضاء الوطني المنحل لضمان اكتساح البرلمان القادم استثماراً لعصبيات هؤلاء، وعلى ما يبدو أن الثورة لم تغير كثيرا من قواعد اللعبة السياسية التي تعمل وفق المبدأ القائل بأن الغاية تبرر الوسيلة. ومع احتفاظنا بأسماء من تحدثنا إليهم من الفلول فإنهم قد أكدوا لنا أنهم تلقوا اتصالات ودعوات عديدة من الأحزاب الجديدة والقديمة والتي على رأسها الوفد والتجمع ولكنهم فضلوا الانضمام للأحزاب التي خرجت من عباءة الحزب الوطني المنحل احتراما للتاريخ المشترك والعلاقات والمصالح والتقارب الفكري. والآن في عدد ليس بالقليل من الدوائر الانتخابية في الصعيد تحديدا لم يتخلى نواب الوطني المنحل عن مواقعهم وبدأوا بالفعل في التحرك لخوض الانتخابات القادمة كمستقلين عن الأحزاب أو كأعضاء في بعض الأحزاب الجديدة وعلى ما يبدو أنه لن تستطيع رياح الديمقراطية أن تخلق منافسين جدد لهؤلاء، خاصة وأنهم يمتلكون الحظوة والنفوذ والمال والعصبيات. ولعل من أبرز الأحزاب الآن التي تعد امتداداً للوطني للمنحل والتي ضمت عدداً كبيراً من نوابه السابقين هو حزب المواطن المصري والذي يقف خلفه الدكتور محمد رجب الأمين العام السابق للحزب المنحل، ويقول الدكتور صلاح حسب الله وكيل مؤسسي الحزب: المواطن المصري هو حزب جديد برؤية ليبرالية ويتبنى فكرة المواطنة والدولة المدنية و75% من أعضاء الحزب من الشباب أقل من 35 سنة وطبعا هناك عدد لا بأس به من أعضاء الحزب من نواب الوطني السابقين، وهناك منافسة بين الأحزاب الجديدة حتى تقوم بضم هؤلاء النواب إليها لأنهم أصحاب عزوة وعصبية في دوائرهم وهم العامل المؤثر في حسم العملية الانتخابية القادمة! ولكن دون أن تصرح هذه الأحزاب بهذا الكلام ولكن أنا أقول أن المواطن المصري استطاع أن يضم عدداً من نواب الوطني السابقين ويصل عددهم إلى حوالي 50 نائباً أي أن الحزب ضمن على الأقل 40 مقعد في البرلمان من بين هؤلاء فقط ونحن نستهدف على الأقل 20% من المقاعد ووضعنا في اعتبارنا أن تكون لنا الأغلبية في برلمان 2016 حيث سنكون بصدد مؤسسة حزبية شاملة ونحن لدينا الإمكانيات بالفعل وعندنا مقران على الأقل في 15 محافظة وسننتشر في المراكز والأقسام والوحدات والشياخات وقدمنا في أوراق ترشيح الحزب 7 آلاف عضو. ويقول الدكتور حسن أبو طالب مدير معهد الأهرام للصحافة والخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: بالنسبة لأعضاء ونواب الوطني السابقين فإننا نجد أنهم توزعوا على الأحزاب القديمة والجديدة لدرجة أن حزب الوفد ضم عدداً من هذه العناصر للاستفادة من عصبياتهم مثلما كان يفعل الحزب الوطني فقد كانت هناك صفقة تربطهم بالوطني وهى أن يضمنوا للوطني الأغلبية وأن يضمن الوطني لهم الفوز وهو ما سيفعلونه في الأحزاب الجديدة التي سينتمون إليها.