"حياه طاهرة" فيلم تسجيلي قصير حصد من خلاله المخرج الشاب مهند دياب علي عدة جوائز هامة وكان أخرها جائزة “التميز” لأفضل فيلم وثائقي قصير خلال فعاليات مهرجان هوليوود العالمي للأفلام المستقلة بولاية لوس انجلوس في الولاياتالمتحدةالامريكية كما شارك به في مسابقة برنامج "قمرة" وأيضا شارك به في ركن الفيلم القصير بمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الأخيرة.. حقق الفيلم خلال دقائقه المعدودة حلم صانعه المخرج الشاب "مهند دياب"في أن يعلم الجميع أن مصر قادرة علي صناعة سينما ومؤهلة للمشاركة في واحد من أهم مختبرات فرنسا لصناعة السينما وحصل فيلمه " آه" علي تقييم أحد أهم 3 أفلام في نهاية المختبر .. حول كواليس مخرج مصري يصل للعالمية يتحدث دياب للشباب .
حصد فيلمك التسجيلي "حيا" طاهرة" العديد من التكريمات والجوائز في مصر والعالم .. في إعتقادك ما السر في ذلك ؟ أعتقد أن السبب في نجاح الفيلم أنه نجح في كسر الصورة النمطية المأخوذه عن المرأة في صعيد مصر فهو يحكي عن رحلة كفاح تبعث علي الأمل لإمرأه مصرية بسيطه حولت التحديات التي واجهتها لقصة نجاح وحققت مبدأ التمكين الإقتصادي للمرأة في مجتمعها برغم كونها إمرأة أمية ، فمؤخرا حصد جائزة التميز في مسابقة هوليود العالمية للأفلام التسجيلية المستقلة بأمريكا وهذه وكانت أول مره يشارك فيلم مصري بالمسابقة ويحصد جائزة وهذا سبب سعادتي وللأسف لم أتمكن من إستلام الجائزة وقت المهرجان ، وبعد مشاركة الفيلم في مهرجان "كان" العام الماضي حصل علي جائزة أحسن فيلم في مهرجان الأسكندرية السينمائي الدولي والمهرجان القومي للسينما المصرية وجائزة الخنجر الذهبي في مهرجان مسقط السينيمائي الدولي وشارك في عده مهرجانات بالسويد والمغرب وغيرها
ولماذا فكرت في المشاركة به في مسابقة برنامج قمرة؟ لأن كان أحد فروع التقديم في المسابقة عمل فيديو عن حياة إمرأة وأفلامي تقدم نفس المحتوي ففكرت في التقديم ليري الفيلم الجمهور العربي وقدمت للمسابقة في شهر فبراير وأبلغوني بعرض مشاركتي في الحلقة ال16 قبلها بيوم واحد بسبب ضغط المشاركات التي وصلت ل8000 مشاركة تم تصفيتهم ل200 مشاركة موزعة علي 30 حلقة مدة البرنامج وتفاءلت بردود الفعل والتصويت بمجرد إذاعة الحلقة وأتمني أن أفوز بجائزة البرنامج بعد تصفية ال30 مشاركات الفائزة عن كل حلقة.
الفيلم ينتمي لثلاثية أفلام تحمل معني الكفاح فما السبب في ذلك ؟ بدأت الفكرة بعد نجاح فيلم حياة كاملة ونجاحه وحصده عدة جوائز في مصر وأمريكا وقتها شعرت بإقترابي من مدرسة جديدة في صناعة الفيلم أهم ملامحها الواقعية الشديدة وعلي مستوي الفيلم كصناعة فمدتة أقل من العادي فقط"10 دقائق" هذا بالإضافة لما طرأ علي حياة كاملة فبعد الجائزة جائزة حصلت كامة علي فرصة سفر لأمريكا مقدمة من السفارة الأمريكية لتحضركورس تعليمي عن العمل بالخوص مجال عملها ، ولتحقيق الثلاثية كان لابد أن يكون في وحدة موضوع وهو رحلة كفاح المرأة المصرية في صعيد مصر ووحدة الفكر أنها قصص ل3 سيدات لهم أسماؤهم حقيقية وأسماء صفة وقصصهم حقيقية وحاليا أحضر للفيلم الثالث وهنا يأتي دور الفيلم التسجيلي في تقديمه قيمة مضافة للناس ويقدم التوثيق لرحلة كفاحهم التي قد يستفيد منها آخرون وتكون دافع لهم علي المجاح والمثابرة.
لدينا كثير من الشباب يصنع أفلام تسجيلية وقصيرة ولكن نادرا ما تحصل الأفلام علي تكريمات خارج مصر ؟ فعلا ولكن دعينا نذكر السبب في ذلك وهو الإفتقار لدراستنا مهنج صناعة الفيلم بمواصفات عالمية في مصر وأقصد في ذلك تكنيك وعلم صناعة الفيلم وكتابة السيناريو وزوايا الكاميرا والرؤية الإخراجية فصناعة فيلم وبالتالي تخرج الأفلام ضعيفة وغير قادرة علي المنافسه أمام دول توفر حرفية صناعة السينما أكاديميا وماديا ، فأنا درست في قسم إذاعة وتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة وجذبني مجال الإخراج وسعيت لتحقيق نفسي فيه فذهبت لأمريكا ودرست صناعة الفيلم بكل مراحلة كتابة سيناريو وتصوير وإخراج ومونتاج الفيلم وحصلت علي الماجيستير من الولايا المتحدة وإنعكست هذه الدراسة علي المنتج الذي أقدمه وأصبح علي نفس مستوي الأفلام المقدمة من دول صناعة السينما وبالفعل أقول أن لدينا مواهب كثيرة في مصر وهذا ليس كلام فحينما تتوافر وتكتمل ظروف النجاح نصل لما نريد ونقدرعلي المنافسه والفوز فلا داعي للخوف طالما هناك موهبة وإجتهاد وعلم.
بصراحة .. هل كنت مخطط لحلم العالمية وما هدفك منه؟ أصبحت العالمية حلما لي بعد حصولي علي عدة جوائز في مهرجانات مهمة داخل مصر وأصبح أمامي تحدي وهدف المشاركة في المسابقات الرسمية الدولية في صناعة الأفلام السينمائية وهدفي من ذلك ليس جائزة فحسب بل التعلم من آراء لجنة التحكيم والإستماع لتعليقهم وملاحظتهم حول الأفلام المشاركة وفيلمي من ضمنهم وبالطبع أصبحت أكثر قدرة النقد وفهم وتخمين الأفلام الأقرب للفوز وهدفي الأهم هو إثبات أن مصر قادرة علي المشاركة والمنافسة وحصد جوائز وطموحي تحقيق ذلك حاليا من خلال الأفلام القصيرة وفيما بعد بالأفلام الروائية الطويلة والحمد لله حاليا تم وضع إسمي في IMBC قاعدة بيانات السينما العالمية .
حدثنا عن تجربة مشاركتك كمصري وعربي وحيد في واحد من أهم مختبرات صناعة السينما في فرنسا؟ بعد عرض الفيلم في مهرجان "كان" تم ترشيحي لحضور المختبر الدولى حركة "كينوكتامبل"لإنتاج الأفلام القصيرة والمقام فى مدينة سانت إتيان بفرنسا وضم أفضل 100 سينمائي في صناعة الأفلام القصيرة حول العالم مخرجين وممثلين وموسيقيين بهدف التبادل الثقافى والمعرفة والخبرة فى صناعة وإنتاج الأفلام وكانت مدته 10 أيام نحضر لمدة 5 أيام مجموعة ورش عمل فنية إستفدت منها كثيرا وكان المطلوب صناعة أوالإشتراك في صناعة فيلم قصير في الأيام الخمس المتبقية والحمد لله جهزت فيلمي "آه" وقمت بكاتبة السيناريو له وإخراجه وعمل المونتاج وإنتهيت منه في المدة المطلوبة كما شاركت بالتمثيل مع زملاء لي بالتمثيل في فيلمين قصيرين والحمد لله كان من أفضل 3 أفلام في نهاية المختبر وحصد الفيلم جائزة عن مهرجان بن جرير من المغرب ، أيضا جائزة مهرجان سطيف في الجزائر.
ما كواليس المنافسه بين مخرج مصري وهذا الكم الهائل من مخرجين لهم خبرة عالمية؟ لم يسيطرعلي شعور الخوف بقدر ما سيطرعلي شعور التحدي ووجدت أنهم يسألوني هل في مصر سينما؟!
وماذا عن فوزك بالمركز الأول في مسابقة ال 48 ساعة لصناعة الأفلام؟ هذه كانت مسابقة أقامتها منظمة الأممالمتحدة للصحة والسكان وشارك فيها صناع الفيلم القصيرعن التوعية بمرض الإيدز وقدمت فيلم "أموت أنا" والحمد لله فزت بالمركز الأول.
أثناء تكريمك في مهرجان الأسكندرية السينمائي الدولي طالبت بتدريس صناعة السينما لطلاب المرحلة الثانوية وإنشاء كليات للسينما فلماذا؟ إذا لاحظنا أفلام الأبيض وإسود سابقا وجودة صورتها وإخراجها سنجدها أفضل من الأفلام الملونة التي تلتها لأن صناعها كانوا مطلعين علي مدارس إخراج عالمية وأنتجوا أفلام عاشت حتي الآن أما الوضع الحالي فنري ضعف إلي حد كبير في صناعة فيلم مصري قادر علي المنافسة العالمية ، وما أحلم به إتاحة الفرصة لكل موهوب ومشروع مبدع سينيمائي في التعلم ولذلك طلبت تدريس صناعة السينما كمادة أعمال سنة في المرحلة الثانوية وصناعة فيلم إذا تم قبولة يصل للدراسة في كلية سينما وأتمني أن تكون في كل محافظة ، ومن ناحية أخري أعمل علي نفس هدفي ففكرت في طلبة قسم التلفزيون بجامعة القاهرة من نفس تخرجي وفكرت في ّستحداث مادة سينما فكيف يطلب من طلبة قسم التليفزيون في مشروع التخرج إنتاج أفلام وهم لم يدرسوا مادة علمية لصناعة الفيلم ؟ ولذلك تقدمت بطلب للجامعة ووافقت وحضرت منهج من 8 محاضرات مكثفة لخصت فيها ناتج الخبرة الأكاديمية والعملية التي حصلت عليها في صناعة السينما وأدرسها حاليا لطلبة الفرقة الرابعة واللافت للنظر أن مدة المحاضرة تصل ل3 ساعات ولم يمل الطلبة لأنهم بالفعل يحصلو علي مادة علمية " مكثفة ومتطورة أكاديميا " وتمكنهم من تحقيق حلمهم في دخول عالم صناعة السينما بأبسط الإمكانيات فيمكنهم معرفة التكنيك وتصوير فيلم بكاميرا الموبايل ويبدأو الوقوف علي أول الطريق .
دائما هناك فجوة بين الجمهور والأفلام القصيرة والتسجيلية وهذا قد يصدر إحباط لصانعيها ما رأيك؟ عدم عرض الأفلام شرط لمشاركتها في المهرجانات وحاليا هناك جهود لإتاحة عرض الأفلام للجمهور في احد أيام المهرجانات ولدي مشروع نسعي من خلاله لإتاحة الفرصة لعرض عدد من الأفلام القصيرة في نفس مدة عرض الفيلم الروائي الطويل في دور السينما وبالتالي يطلع الجمهور علي نوع جديد من الأفكار لجيل جديد .
عملت سابقا مقدم برامج في الراديو والتلفزيون ومؤخرا علي اليوتيوب فهل أتي نجاحك كمخرج علي حساب حياتك الإعلامية ؟ لا ولكن في الفضائيات الآن يطلبون النجوم في الوسط الإعلامي ومؤخرا قدمت علي يوتيوب برنامج إسمه ملوش 30 لازمة يناقش بعض القضايا برؤية قريبة من الشباب وبصراحة طموحي كمخرج يأخذني أحيانا لأن الفيلم يخلد مجهود ويوثق مجهود ورؤية وقصة.
ما النصيحة التي تقدمها للشباب من واقع نجاح تجربتك ؟ أهم سبب في النجاح هو تحديد سقف زمني لحلمه ولتحقيق الأهداف القريبة والبعيدة وبالطبع السعي والإجتهاد والمبادرة والمثابرة .