لأولياء الله الصالحين مكانة كبيرة في قلوب المصريين.. فلديهم عشق الأولياء والتعلق بهم والتبرك بكراماتهم.. والتوجه إليهم في كل المناسبات.. ولذلك فمساجد ومقامات هؤلاء الأولياء لها اهتمام خاص من المصريين في شهر رمضان الكريم.. حيث يرون أن تلك المقامات تزيد رمضان كرما.. ويسعون إلى مجاورة هذه المقامات في هذا الشهر الكريم.. وتكثر تلك المقامات في كل محافظات مصر.. ولذلك نأخذ جولة على أشهر تلك المقامات في كل محافظة...
أمير الصعيد هو الشيخ عبد الرحيم بن أحمد بن حجون بن محمد بن جعفر بن إسماعيل بن جعفر الذكي بن محمد المأمون بن أبى الحسن على بن الحسين بن على بن محمد الديباج بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على بن الحسين رضي الله عنه، الشهير بسيدى عبد الرحيم القنائى أو القناوي كما اعتاد المصريون تسميته...
ولد فى مدينة ترغاى، بإقليم سبتة فى المغرب، سنة 521 هجرية، وتعلم على يد والده، وحفظ القرآن فى الثامنة، قبل أن يبحث عن العلم شرقاً عملاً بمقولته «الدنيا كلها ظلمة ليس فيها طريق إلا العلم»، وصل دمشق وعمره 18 عاماً، ومكث بها عامان، ثم ذهب إلى مكة بعد وفاة والدته، ومكث هناك 9 سنوات، وعمل في تجارته بجانب علمه، وعندما التقى بالشيخ مجد الدين القشيرى القادم من مدينة قوص أقنعه بالتوجه إلى مصر، في عهد الخليفة العاضد بالله آخر الخلفاء الفاطميين، ثم توجه إلى قنا تنفيذاً لرؤى عديدة أخذت تلح عليه فى الذهاب إليها، والإقامة بها، واعتكف هناك عامين، وخرج بعدها مؤسساً مدرسته الصوفية الخاصة التى تسمح للطرق الصوفية الأخرى بالأخذ منها من غير الخروج على طرقها. وعينه الأمير الأيوبي العزيز بالله شيخا لمدينة قنا، وتزوج 4 مرات وأنجب 19 ولدا وفتاة، وتوفى في عام 592 هجرية، 23 يناير 1196، عن 72 عاما، ويعود تاريخ بناء مسجده إلي عام 1136م وتمت إعادة بنائه علي يد الملك فاروق عام 1948م الذي أمر بإزالة المبني القديم الذي بناه الأمير همام الهواري أمير الصعيد وتم بناؤه علي أحدث طراز، وتم عمل المقصورة الزجاجية الموجودة الآن بالضريح ثم تم توسيع الميدان ليستوعب زواره الذين يزداد أعدادهم في شهر رمضان
نصير الفقراء
وفي دسوق بكفر الشيخ ولد الإمام إبراهيم بن عبد العزيز أبو المجد في عام 653 ه/1255 م، وهو إمام صوفي سني مصري، وآخر أقطاب الولاية الأربعة لدى الصوفية، وإليه تنسب الطريقة الدسوقية، لقب نفسه بالدسوقي، نسبة إلى مدينة دسوق التي نشأ فيها وعاش بها حتى وفاته، أما أتباعه فقد لقبوه بالعديد من الألقاب، أشهرها برهان الدين وأبا العينين، ينتهي نسبه من جهة أبيه إلى الحسين بن علي، وجده لأمه هو أبو الفتح الواسطي خليفة الطريقة الرفاعية في مصر، ولذلك كانت له علاقة بالصوفية منذ صغره، كذلك تأثر بأفكار أبو الحسن الشاذلي، وكان على صلة بأحمد البدوي بمدينة طنطا الذي كان معاصراً له، وكان الدسوقي من القائلين بالحقيقة المحمدية ووحدة الشهود بجانب التصوف العملي الشرعي. وقد تولى منصب شيخ الإسلام في عهد السلطان الظاهر بيبرس البندقداري. يُنسب له العديد من الكرامات الخارقة للعادة، لذلك يشكك بها بعض المتصوفين بجانب غير المتصوفين من أهل السنة والجماعة. وقد انتشرت طريقته في مصر والسودان خصوصاً، بجانب بعض الدول الإسلامية والأوروبيّة، وتفرعت من طريقته العديد من الطرق الأخرى، أشهرها: البرهامية، والشهاوية البرهامية، والدسوقية المحمدية في مصر، والبرهانية الدسوقية الشاذلية بالسودان، وهي طريقة محظورة في مصر لتكفير الأزهر لها كان الدسوقى فقيها، يترجم العلم إلى عمل، ويحث المتصوفة على امتهان مهنة لكسب قوتهم، وعمل هو بصناعة الحصير والفخار والزراعة، ومارس في غياب الدولة، بسبب الحروب والفتن دورا اجتماعيا، إذ كان يجمع الزكاة من الأغنياء لينفق على الفقراء، وحين وشى به البعض لدى السلطان الأشرف خليل بن قلاوون، بأنه يقيم لنفسه ولاية، أرسل يستفسر منه، وتبادل معه مساجلات ومكاتبات، انتهت بحضور الأشرف خليل إلى دسوق، ليأخذ العهد عن الدسوقى، ويصالحه بعد أن عرف قدره عام 696هجرية، ولم يتجاوز عمره ال 43 عاما، بعد أن ملأ الدنيا بالعبادة والزهد والعمل، ومسجده الحالي أعيد بناؤه مكان مسجد قديم يعود إلى القرن التاسع عشر، على نمط عمارة مسجد الرسول، وكان في الأصل مقبرة صغيرة دفن فيها سيدى إبراهيم، ثم أقيم عليها ضريح، وفوقه قبة، ثم بنى مسجدا بجوار الضريح، وظل المسجد القديم حتى أعيد بناؤه فى أيام الأسرة العلوية، ثم أعيد بناؤه بصورة أوسع وأحدث قبل سنوات، ولعب مسجده دورا تنويرا، فقد درس الزعيم سعد زغلول، والإمام محمد عبده، وغيرهما
السيد البدوي
" الله الله يا بدوي جاب اليسرى" هكذا يتغنى أحباءه ومريديه.. هو أحمد بن علي بن يحيى ولد في 596 ه/1199 م وتوفى بطنطا 675 ه/1276 م، إمام صوفي سني عربي، وثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى المتصوفين، وإليه تنسب الطريقة البدوية ذات الراية الحمراء. لُقب بالبدوي لأنه كان دائم تغطية وجهه باللثام مثل أهل البادية، وله الكثير من الألقاب، أشهرها شيخ العرب والسطوحي. ينتهي نسبه من جهة أبيه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب. وولد البدوي بمدينة فاس المغربية، وهاجر إلى مكة مع عائلته في سن سبع سنوات، واستغرقت الرحلة أربع سنوات، منهم ثلاث سنوات أقاموها بمصر، وعندما بلغ الثمانية والثلاثين من عمره، سافر إلى العراق مع شقيقه الأكبر حسن، ورجع بعد عام واحد إلى مكة، ثم قرر في نفس عام رجوعه, الهجرة إلى مصر، وتحديداً إلى مدينة طنطا، لتكون موطن انتشار طريقته. يُنسب إلى البدوي العديد من الكرامات، أشهرها ما يتداوله العامة أنه كان ينقذ الأسرى المصريين من أوروبا الذين تم أسرهم في الحروب الصليبية، ولذلك انتشرت مقولة في التراث الشعبي المصري هي الله الله يا بدوي جاب اليسرى، أي أن البدوي قد جاء بالأسرى، وامتلأت كتب الصوفية بالعديد من الكرامات المنسوبة لأحمد البدوي، ويرى بعض الصوفية كالإمام الأكبر عبد الحليم محمود أن أكبر كرامة للبدوي هي أنه قد ربّى رجالاً، وكوّن أبطالاً مجاهدين، كذلك يرى البعض أن أكبر الكرامات هي أن يأخذ العهد على مريده بالتوبة والرجوع إلى الله وسنّة النبي محمد يُقام له في مدينة طنطا احتفالان سنوياً، أحدهما في شهر أبريل يُسمى بالمولد الرجبي، والثاني في أكتوبر وهو الاحتفال بمولده الذي يُعد أكبر الاحتفالات الدينية في مصر على الإطلاق، حيث يزور مسجده الكائن بقلب المدينة أكثر من 2 مليون زائر في المتوسط خلال أسبوع. وتوفي أحمد البدوي عن عمر يناهز 79 عاما، وخلفه من بعده تلميذه عبد العال، وبنى مسجده، وكان في البداية على شكل خلوة كبيرة بجوار القبر، ثم تحولت إلى زاوية للمريدين، ثم بنى لها علي بك الكبير المسجد والقباب والمقصورة النحاسية حول الضريح، وأوقف لها الأوقاف للإنفاق على المسجد أثناء انفصاله عن الدولة العثمانية وقت حكمه مصر، حتى أصبح أكبر مساجد طنطا، وقال عنه علي مبارك في الخطط التوفيقية: إنه لا يفوقه في التنظيم وحسن الوضع والعمارة إلا قليل. ويتعلق الكثيرون بهذا المسجد بسبب أثر قدم النبي المحفور على حجر ويحتفظ به المسجد، ويتمسح الناس به ويتبركون، ويطلبون عنده البركات وقضاء الحاجات، ويقول بعض المرتادين على هذا الحجر أنه أثر قدم النبى صلى الله عليه وسلم ولم يتأكد حتى الآن من صحة هذه المعلومة إلا أنها انتشرت بين الناس واعتادوا زيارته ولقضاء حوائجهم.
يوسف بن عبد الرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد، المعروف بأبي الحجاج الأقصري ولد ببغداد أوائل القرن السادس الهجري وتوفي بالأقصر سنة 642 ه، صوفي مصري، يرجع نسبه إلى الإمام الحسين بن علي، ولد لأسرة كريمة، ميسورة الحال، عرفت بالتقوى والصلاح، وكان والده صاحب منصب كبير في الدولة العباسية، كانت رحلته إلى الأقصر بناء على رؤية تأمره بالرحيل إلى مدينة تسمي الأقصر في صعيد مصر، وأشرف أبو الحجاج الأقصري بعد أن جاء إلى مصر على الديوان في عهد أبي الفتح عماد الدين عثمان ابن الناصر صلاح الدين الأيوبي، ثم ترك العمل الرسمي وتفرغ للعلم والزهد والعبادة، وسافر إلى الإسكندرية فالتقى أعلام الصوفية فيها، خاصة أتباع الطريقتين الشاذلية والرفاعية، وتتلمذ على يد الشيخ عبد الرازق الجازولي، وأصبح أقرب تلاميذه ومريديه، ثم عاد أبو الحجاج إلى الأقصر، والتقى الشيخ عبد الرحيم القنائي، وأقام واستقر بالأقصر حتى وفاته في رجب سنة 642 ه (ديسمبر 1244 م) في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب عن عمر تخطى التسعين عاما، ودفن في ضريح داخل مسجد سمي باسمه بنى فوق أطلال معبد الأقصر كان لأبي الحجاج مجلس علم يقصده الناس من كل مكان، وقد ترك تراثاً علمياً، من أشهره منظومته الشعرية في علم التوحيد، التي تقع في 99 باباً وتتكون من 1333 بيتا من الشعر، ولأبي الحجاج كلمات في إرشاد المريدين، وكان يقول "لا يقدح عدم الاجتماع بالشيخ في محبته فإنا نحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله والتابعين وما رأيناهم؛ وذلك لأن صورة المعتقدات إذا ظهرت لا تحتاج إلى صورة الأشخاص". وقيل له يوما: "من شيخك؟" قال: "شيخي أبو جعران" (أي الجُعل)، فظنوا أنه يمزح، فقال: "لست أمزح"، فقيل له" "كيف؟"، قال: "كنت ليلة من ليالي الشتاء سهران، وإذا بأبي جعران يصعد منارة السراج فيزلق لكونها ملساء ثم يرجع فعددت عليه تلك الليلة سبعمائة زلقة ثم يرجع بعدها ولا يكل فتعجبت في نفسي فخرجت إلى صلاة الصبح ثم رجعت، فإذا هو جالس فوق المنارة بجنب الفتيلة، فأخذت من ذلك ما أخذت"، أي انه تعلم منه الثبات مع الجد وكان بالأقصر راهبة تدعي تريزة بنت القيصر القبطية، وكانت أميرة قومها ورئيسة ديرها وتقيم في مواقع بجانب من معبد الأقصر، فأدهش الراهبة أسلوب الشيخ في الزهد والتصوف وملأ نفسها احتراما له وتقديرا، والتقي أبو الحجاج بالراهبة ينقاشها في أمور الدين والدنيا، فأسلمت وتحولت إلى داعية إسلامية وبدأ نجم أبو الحجاج يعلو في مدينة الأقصر، وأخذ الناس من مختلف المدن والقرى يتشوقون إليه، فاتجهوا إلى هذه المدينة، وأقاموا فيها، ليحظوا بقرب هذا الشيخ العالم الجليل، ويستفيدوا من واسع علمه، وعقد الشيخ حلقات الوعظ والدروس ليفقه الناس في الدين الإسلامي الحنيف، وتكاثر أتباعه ومريدوه يوما بعد يوم حتى عدوا بالآلاف. وفى شهر رمضان تقام صلاة التراويح، حيث يشهد المسجد إقبالا كبيرا للغاية لأداء صلاة التراويح ثم زيارة ضريح الإمام وقراءة الفاتحة له، لما يحمله من طابع خاص لأهالى الأقصر، كما يضاء المسجد بألوان وأشكال مختلفة من الزينة والأنوار، بالإضافة إلى العديد من الاحتفالات والأمسيات الدينية التى تشهدها ساحته ويتوافد عليها الآلاف من مختلف أرجاء المحافظة، الذين يحظون بوعظ بعض الأئمة خلال الشهر الكريم فى الحلقات الدينية ودروس الوعظ.
العارف بالله وفي سوهاج يسارع الآلاف فى رمضان للفوز بالصلاة فى أكبر مسجد تقام فيه صلاة التراويح وهو مسجد "العارف بالله".. يعتبر مسجد العارف بالله من أهم واكبر و أقدم مساجد سوهاج ويرجع تاريخه إلى القرن الثامن الهجري عندما كانت سوهاج تابعة لمديرية جرجا التي تحكم إقليم الصعيد، وقد أعيد بناء المسجد عام 1968م، كما يوجد بجوار المسجد قبر مراد بك حاكم الصعيد أيام عصر المماليك.. وضريح سيدي العارف بالله موجود داخل المسجد.. وولد العارف بالله يوم 4 ذي القعدة سنة 724ه بتلمسان بدولة المغرب وحفظ القرآن الكريم وهو ابن 7 سنوات، وكان عالما في علوم الفقه والحديث والسنة، وكان من رجال الدين المعروفين في عصره ومن أصحاب العلم، وكان له مريدون من عموم مصر والدول الإسلامية، وقد حكم مديرية جرجا قرابة 23 عاما بكتاب الله وسنة رسوله، وتوفى يوم الجمعة 2 رجب 795 ه، وكان له ثلاثة ذكور وأنثي هم: الشيخ محمد ولقبه الشيخ أحمد العارف وهو ولي من أولياء الله الصالحين وله مقام بقرية دندرة بقنا، وله ذرية كبيرة بدندرة قناوسوهاج والقاهرة والدول العربية ويقام له مولد كل عام في قرية دندرة في الثاني من يونيو من كل عام ومن أحفاده في سوهاج أولاد الشيخ محمد عارف فراج محمد العارف والشيخ عبد الفتاح العارف وهو من أولياء الله الصالحين وكان له مقام بجوار والده عند تجديد المسجد دفن بجوار والده رضي الله عنه وهو جد عائلتي العارف والسيد سليمان بسوهاج والقاهرة.