مطالبات وأصوات كثيرة نادت بمبادلة الجاسوس الإسرائيلي إيلان جرابيل بالمصريين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، هذه المطالبات لم تأت من إسرائيل فقط، بل جاءت من مصريين وفلسطينيين، على غرار ما حدث مع الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام في عام 2004 ومبادلته ب6 طلاب مصريين كانت إسرائيل قد احتجزتهم إسرائيل. فقد أرسل عدد من السجناء المصريين في إسرائيل خطابا للدكتور نبيل العربي وزير الخارجية يطالبونه بمبادلتهم بالجاسوس الإسرائيلي، ليس هذا فقط، بل تظاهر عدد من الفلسطينيين أمام القنصلية المصرية بغزة مطالبين بمبادلة الجاسوس الإسرائيلي ب100 أسير فلسطيني. وبغض النظر عن موافقة الحكومة المصرية على إجراء هذه الصفقة .. ما هو عدد المساجين المصريين في إسرائيل .. وما هي التهم الموجهة إليهم؟ وكيف يتم معاملتهم هناك؟ كل تقارير المراكز الحقوقية تؤكد أن النظام السابق أهمل ملف المساجين المصريين في السجون الأسرى، وهو ما تسبب في عدم وجود أرقام مؤكدة لأعداد هؤلاء المساجين، مما دفع عدد من المساجين المصريين إلى تسريب رسالة إلى مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين في شهر فبراير الماضي بعد تنحي مبارك تطالبهم بالتدخل لحل مشكلتهم والإفراج عنهم، وبالنسبة لأعداد المسجونين المصريين فهناك تقارير صحفية إسرائيلية أكدت أن عددهم يصل إلى 77 سجينا، وحسب كلام مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، فأن المساجين المصريين يعانون أوضاعا سيئة داخل السجون الإسرائيلية ولا يسمح لأهاليهم بزيارتهم، أو معرفة أوضاعهم، ولكن مركز أحرار أكد أن عدد المساجين المصريين يصل ل19 سجينا موزعون على عدة سجون هي نفحة وريمون وهداريم وأهوليكيدار، وأحكامهم تتراوح بين سبعة أعوام وعشرين عاما، كما أن التهم الموجهة إليهم هي تهريب السلاح والمخدرات .. كما أن أعمار بعضهم صغيرة. كما نشر مركز أحرار لدراسات حقوق الإنسان قائمة بأسماء المساجين المصريين في إسرائيل وهم : مساعد إبراهيم بريكات، عيد عويضة سواركة، صباح سويلم ترابين، مسلم موسى بريكات، نايف سالم تياها، حسين شحدة بريكات، عبد الله بريكات، أحمد سوالمة سواركة، سليمان سالم سواركة، سلمان بريكات، محمد شحاتة السيد، سلام علي الترابين، فريح سلمان بريكات، سعد بريكات، مهنا رميلات، ياسر سواركة، علي محمد سواركة، حسين سواركة، زكريا كفارنة. وكانت أخر مرة تحدثت فيها الحكومة المصرية بشكل رسمي عن أعداد الأسرى المصريين في السجون الإسرائيلية في مايو 2009 على لسان السفير محمد مصطفى كمال مساعد وزير الخارجية للشئون البرلمانية والقانونية وذلك في اجتماع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب ردا على طلب الإحاطة الذى تقدم به النائب الإخوانى إبراهيم الجعفرى حول أوضاع المسجونين المصريين فى إسرائيل حيث قال السفير محمد مصطفى كمال إن عدد المصريين الموجودين فى السجون الإسرائيلية وصل إلى 64 سجينا وأنه تم الإفراج مؤخرا عن 8 من هؤلاء المساجين وتسليمهم إلى مصر. ورغم ذلك فهناك تضارب في الأرقام حيث يقول محمد بسيونى رئيس لجنة الدفاع عن الأسرى المصريين في كتابه "حق الدم" أن هناك مشكلة في تضارب أرقام الأسرى والمسجونين المصريين في إسرائيل، فهو قال في كتابه إن عددهم 47 أسيراً، وقال أيضا إن إسرائيل تقول إنهم 270 سجينا بين أسير وسجين وجنائي أو تم خطفته من على الحدود. إلا أن آخر التقارير التي تسربت مؤخرا من داخل دوائر أمنية إسرائيلية تؤكد أن عدد المسجونين المصريين حوالي 23 سجينا، وكان مبارك على علم بهم إلا أنه لم يوليهم أي اهتمام ولم تتقدم الحكومة المصرية بأي طلب لتبادل الأسرى مع إسرائيل، رغم وجود إتفاقية أمنية تتيح تبادل الأسرى والمجرمين بين الطرفين! السفير حسن عيسي سفير مصر السابق بإسرائيل، والمدير الأسبق لإدارة إسرائيل بوزارة الخارجية قال لبوابة الشباب إن مصر ليس لديها أي معلومات مؤكدة عن عدد المصريين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، وهذا يرجع إلى أن معظم المصريين الذي يسافرون إلى إسرائيل يكون عن طريق دولة ثالثة، فهم لا يسافرون مباشرة من خلال مطار القاهرة إلى مطار تل ابيب ولا يقومون بالعبور عن طريق معبر رفح أو عن طريق طابا، وبالتالي فالسلطات المصرية لا تعرف عنهم اي معلومات في حال القبض عليهم أو تورطهم في أي قضية، كما أنه في حالة القبض على مصري فإسرائيل فإنه لا يقوم بالإتصال بالسفارة المصرية هناك، وأكد على أن ليس كل المصريين المحتجزين في السجون الإسرائيلية مدانون في قضايا، فمن المحتمل أن تم القبض عليهم لكي يتم استخدامهم كأوراق ضغط وقت اللزوم، كما هو الحال الآن بعد القبض على الجاسوس الإسرائيلي، كما أن إسرائيل لم ولن تعلن عن عدد المصريين المحتجزين في سجونها، فهي إذا قالت أنها يتبادل كل المساجين المصريين بالجاسوس فهذا ليس حقيقي لأنها بالاكيد لن تطلق سراح كل المساجين المصريين، لأنها دائما تبقي لديها أوراق تلعب بها فهي لا تفتح دولاب خزائنها حتى مع الحليف الرئيسي لها وهي أمريكا.