- الأسطى كريم: تعلمت التنجيد من والدي.. وأجري كان جنيها في اليوم
صارت مهنة التجنيد تصارع الزمن من أجل البقاء، وأصبح إصرار أربابها بمثابة سلاح فى مواجهة كل رافد جديد يحاول القضاء عليها أو إحلال مفردات أسفنجية مكانها تخلو من مهارات ما تصنعه اليد،فقد ظلت المهنة لعقود طويلة مرتبطة ارتباطا وثيقا بحياة الناس وعلى الأخص أفراحهم، إلا أن التخلى عنها بدأ مؤخرا ويزداد يوما بعد يوم. ارتبطت حرفة التنجيد فى مصر وبالأخص فى المناطق الريفية بأشخاص اكتسبوا شهرتهم من إتقانهم الصنعة وتميزت مشغولاتهم بتفصيلات لا يبدعها غيرهم، فمهنة التنجيد تجمع بين حرفية الصنعة وإبداع الحرفى فى إنتاج وإخراج أفضل ما لديه. يقول كريم عصام السيد 26عاما، منجد،" أنا خريج معهد نظم ومعلومات طنطا، وورثت مهنة التنجيد عن والدى منذ نعومة أظافرى، وبدأت العمل فيها منذ أن كنت فى الثانية عشرة من عمرى، فهى المهنة التى أتقنها أنا وأخوتى ولا نعرف غيرها ونسترزق من وراءها،والحمد لله نتمتع بسمعة طيبة فى القرية والقرى المجاورة لنا، وأنا متزوج وأعول طفلين ولد وبنت". ويضيف كريم، والذى يسكن فى قرية ميت الوسطى التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، "كنت باخد يومية جنيه واحد والجنيه كان ليه قيمة وقتها، وكنت بشتغل من 7 الصبح ل 7 بليل، والمهنة كانت صعبة أوى فى البداية بالنسبه لى، ولكن حبى وعشقى للتنجيد هون عليا الصعوبات اللى كانت بتقابلنى". ويؤكد كريم، "الشغل البلدى طبعا أفضل من الجاهز والقطن المصرى لا يعلى عليه وأفضل قطن على مستوى العالم"، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن المشغولات والمراتب الجاهزة عمرها قصير ولا تتحتمل أكثر من عام، فإن الإقبال على المراتب الجاهزة يزداد يوما بعد يوم نظرا لأنها تكون بنفس التكلفة تقريبا كما أنها لا تستهلك وقتا فى تصنيعها، ولكن الألحفة الفايبر والمراتب الجاهزة مصنوعة من الألياف الصناعية وهى بلا قيمة مقارنة بالألحفة المصنوعة من القطن". وعن المشكلات والصعوبات التي تواجه مهنةالتنجيد،يستطرد قائلا :"أصعب مشكلة هي غلاء الأسعار ، حيث أن أسعار الخامات يكون مرتفع جدا ، وبالتالي نضطر إلى رفع أسعار المراتب والمخدات ومستلزمات التنجيد الأخرى". ويتابع الأسطى كريم،"معظم العاملين بالتنجيد تخلوا عن مهنتهم من أجل العمل فى مهن أخرى تدر عليهم دخلا ولا تتجه نحو الانقراض مثلما هو الحال فى مهنتنا، لكننى لم أفكر فى ذلك يومًا خصوصا أننى لم أتعلم مهنة أخرى ولا أتقن سواها وقبل كل ذلك أحبها"، لافتا إلى أنه يعمل فيالستائر أيضا بجانب مهنته الأساسية التنجيد. وينهى حديثه موجهًا رسالة للرئيس السيسي قائلا :" ربنا ينصرك يا رئيسنا وأملى أعيش حياة كريمة أنا وأسرتى، ونفسى أتوظف بس أنا عارف مشكلات البلد كتير ومشكلة البطالة موجودة طبعا من زمان،وإحنا كلنا معاك وأملنا فيك كبير بعد ربنا، وبكرا أحلى أنا متفاءل خير الحمد لله وكلنا لازم نبقى أيد واحدة علشان بلدنا تتقدم وتبقى أحسن".