معظم وسائل الإعلام ركزت اهتمامها اليوم على عيد ميلاد الرئيس السابق مبارك ، إلا أن كثيرين تناسوا أنه فى هذا اليوم تمر الذكرى الأولى لوفاة عملاق الكتابة الساخرة محمود السعدني الملقب بالولد الشقي، حيث توفي السعدني عن عمر يناهز 82 عاما بعد رحلة كفاح طويلة محمود السعدنى خرج من الدنيا ب3 بنات وولد وحيد هو الكاتب أكرم السعدنى الذي قال في تصريح خاص لبوابة الشباب: أنا كنت عبارة عن نتوء خرج من محمود السعدني وعمرى ما كنت كائن حى منفصل عنه ، فكل تفاصيله افتقدتها .. حتى أصغر التفاصيل التى كان يقوم بها وقت نومه مثل تشغيل التلفزيون وقت نومه لأنه لم يكن يستطيع النوم فى هدوء فهو كان يعشق الضوضاء حوله وهو نائم ، ومن طقوسه إنه قام بعمل عجيب جدا بعد خروجه من السجن .. فلم يكن ينام بغرفة مغلقة وأصبحت نومته المفضلة على "الكنبة " وذلك منذ 15 مايو 1973 بمعنى أن علاقته بغرف النوم والأسرة انقطعت وأصبح كل من يرى أبى من أصدقائه يقلده وكونوا تنظيماً إسمه "التنظيم الكنباوى" كان هو زعيمه ، وبعد وفاته تزعم التنظيم عمى صلاح السعدنى الذى أصبح "كبير الكنباوية" الآن . ويضيف أكرم السعدني : في الذكرى الأولى لوفاة والدي كانت هناك محاولة لترجمة كتبه ، وكان هذا التفكير قبل وفاته ..ولكن أنا كان رأيى أنه من المستحيل ترجمة أعمال محمود السعدنى إلا إذا وجدنا محمود سعدنى آخر إنجليزى لأنه يمتلك مفردات خاصة به اقتبسها من رحلة حياة بدأت من حوارى الجيزة وانتهت بقصور وفيلات فخمة ولكنى بالفعل أنوى تجميع مقالاته الأخيرة وما كتب عنه بعد وفاته فى كتاب سيصدر عن دار الخيام إضافة إلى تحضيرى لجائزة بإسم محمود السعدنى لأفضل صحفى ساخر شاب. جدير بالذكر أن محمود السعدني ولد بمحافظة الجيزة في 28 فبراير 1928 وعمل بعدد من الجرائد والمجلات الصغيرة ثم عمل بمجلة الكشكول التي كان يصدرها مأمون الشناوي وتتلمذ على يديه وانتقل بعدها للعمل في جريدة المصري الصادرة عن حزب الوفد ثم عمل بدار الهلال.وشارك "الولد الشقي" في تحرير وتأسيس عدد كبير من الصحف والمجلات العربية في مصر و خارجها ثم رأس تحرير مجلة صباح الخير في الستينات من القرن الماضي ورفع توزيعها إلى معدلات غير مسبوقة وشارك في الحياة السياسية بفاعلية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر و سجن بتهمة غير محددة، كما أتهم بالاشتراك في محاولة انقلابية على الرئيس أنور السادات وتمت إدانته واعتقاله ، كما أصدر وترأس تحرير مجلة 23 يوليو في منفاه في لندن وحققت المجلة معدلات توزيع مرتفعة في العالم العربي ، وعاد السعدني إلى مصر من منفاه الاختياري سنة 1982 بعد اغتيال الرئيس السادات .