في الساعة الواحد والنصف من صباح الثلاثاء عاد مصمم الأزياء محمد داغر لمنزله الكائن بشارع البطل أحمد عبد العزيز بالمهندسين، وكان بصحبته شاب يرتدي جاكيت داكن اللون، ذو بشرة بيضاء وقصير القامة. كتب : شيماء ممدوح محمد المراكبي محمد عبد المجيد وقبيل الفجر بدقائق نزل هذا الشاب بمفرده، وكان يبدو على ملامحه التوتر وعدم الإتزان، وخرج مسرعا من العمارة وتخطى الشارع للجهة المقابلة، حتى هذه اللحظات كان كل شيء هادئا، ولكن في الثانية من ظهر الثلاثاء اكتشفت جريمة قتل مصمم الأزياء محمد داغر، وذلك عندما دخل عليه مساعده الشقة ووجده غارقا في دمائه، هذا ما عرفته "بوابة الشباب" من أحد جيران داغر، وقال أيضا إن داغر كان من أكثر سكان العمارة حرصا فهو دائما ما كان يطلب من أمن العمارة أن يتم إبلاغه شخصيا بكل من يزورنه وأن يتم الاتصال به على تليفونه المحمول ليوافق على دخول الزائر من عدمه. وحتى الآن ما زال الغموض يسيطر على الحادث، وما زالت حالة التوتر تسود المنطقة المجاوره لشقته، حالة من الذهول يعيشها كل المحيطين به وأقاربه الذين تواجدوا في المكان بمجرد علمهم بالحادث. بوابة الشباب انتقلت لمسرح الحادث فوجدت عددا كبيرا من عارضي الأزياء الشباب يقفون في حالة حزن شديد على صديقهم، حاولنا التحدث معهم لكنهم رفضوا معللين حزنهم الشديد لما حدث في حين كان أخواته ووالده ينتظرون أسفل شقته في حالة من الإنهيار، ولم نر أي من أصدقائه الفنانين إلا نادر أبو الليف ومنة فضالي. وقد أكد مصدر أمني لبوابة الشباب أن حالة الشقة من الداخل عادية جدا بالنسبة لشاب أعزب فهي مرتبة بالكامل ولا تبدو مبعثرة وهو ما ينفي شبهة السرقة، وأكد أيضا أن جثة بها طعنات بالرأس والرقبة ناتجة عن كاس زجاجي، كان متواجدا بجوار الجثة. وقد أكد مدير شركة الأمن الذي كان متواجد في مكان الحادث أن أفراد الأمن المكلفين بحماية العقار يتم التحقيق معهم الآن ويتم فحص سجل الزيارات هذا اليوم بمنتهى الدقة، وأكد أنه إذا لم يكن مسجلا زيارات لداغر في هذا اليوم فإن الأمر لن يخرج عن حالتين الأولي هي أن يكون القاتل صعد للعمارة بصحبة داغر وبالتالي فأفراد الأمن ليس من حقهم سؤال ساكن العقار عن بيانات ضيفه، والحالة الثانية أن يكون هذا الشخص قد تم إبلاغ داغر بوجوده من خلال الإنتركم وهو سمح له بالصعود. وفي أثناء حديثنا مع مدير الأمن تدخل في الحديث أحد أصدقائه الذي رفض ذكر اسمه وقال: أنا شاهدت داغر بنفسي أون لاين على الفيس بوك من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الثانية عشر ظهرا، ولا أدري ماذا يعني ذلك هل كانت الجريمة قد تمت قبل هذا الوقت أم لا؟ وهذا الأمر محير جدا بالنسبة لي، وقال إنه سوف يدلي بهذه الشهادة للشرطة حتى تستطيع كشف غموض مقتله. أما والده الموسيقار عبده داغر فقال لبوابة الشباب: لا أصدق أن إبني مات بهذه الطريقة البشعة، ولكنى لا أملك الآن سوى أن أدعو له بالرحمة، ولا أدري من له المصلحة في ذلك، فنجاح إبني في مجال عمله لا يعني بالضرورة أن يكون له أعداء، كما أنه طلق زوجته منذ فترة، وأنا أشك أن هذه الجريمة لن تخرج من نطاق بعض معارفه، عبده داغر قال إن هناك أسماء سيعلنها أمام النيابة، مضيفا أن هناك أشخاص هددت إبنه بالقتل أمام عينه، وأنه لن يرتاح حتى يعرف الحقيقة. جوني – مديرة مكتب محمد داغر فروت لنا تفاصيل الساعات الأخيرة قبل وفاة داغر قائلة: محمد كان معنا لوقت متأخر لأننا كنا نجهز لديفيليه كان من المقرر إقامته يوم الحميس القادم بدار الأوبرا المصرية، وكان هذا الديفيليه خيري لصالح جمعية أحباء مصر، وبعد أن قمنا بتحضير كل التفاصيل ودعنا داغر، وذهب إلى منزله وفي اليوم التالي كان من المقرر أن يأتي داغر إلى الأتيليه في الصباح لارتباطه بموعد مع زبائن، وعندما اتصلنا به وجدنا تليفوناته مغلقة وهذا الأمر لم يحدث أبدا في حياة محمد داغر، فشعرنا بالقلق وقمنا بإرسال أحد مساعديه الذي وجده مقتولا في شقته، وبعد أن ذهبنا إليه وجدناه غارقا في دمائه، ولم نجد موبايلاته، ولاحظنا اختفاء بعض المقتنيات التي كانت متواجده بالشقة، وكذلك سيارته لم نعثر عليها حتى الآن، ومن الواضح أن قتل محمد كان متعمدا ومخططا له وكان بدافع السرقة.