حتى لا يتعرض تاريخ الثورة للضياع .. قامت دار الكتب والوثائق القومية بتشكيل لجنة تضم عدداً من المؤرخين من أجل توثيق الثورة وجمع كل ما يتعلق بأحداثها من معلومات وبيانات وكتابات وشهادات لا تتوقف فقط عند حدود وسائل الإعلام ومساهمات المثقفين .. بل ستعتمد بشكل كبير على شهود العيان فى كل مكان . ويرأس اللجنة الدكتور خالد فهمى، أستاذ ورئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والذى يقول في تصريح خاص لبوابة الشباب : الهدف من اللجنة هو جمع وحفظ جميع الأوراق المتعلقة بثورة يناير للأجيال المقبلة وفى هذا الإطار تقوم اللجنة بمهمة ضخمة للغاية وهى جمع الشهادات الشفهية من الأفراد الذين شاركوا فى الثورة بهدف أن تكون سجلاً حياً للتاريخ ولهذا سيتم تأسيس مركز يحمل اسم "مركز التاريخ الشفهى" أما المهمة الثانية التى تقوم بها اللجنة فتشمل جمع وحفظ الصور ومقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية وجمع كل شىء تم نشره فى الصحافة المحلية والعالمية أثناء الثورة هذا إلى جانب جمع كل المكاتبات والوثائق الرسمية المتعلقة بأحداث الثورة من الوزارات والهيئات الحكومية المختلفة ولهذا تسعى اللجنة لجمع وثائق ومكاتبات وزارت الداخلية والإعلام ومباحث أمن الدولة والإذاعة والتليفزيون ونحن نهدف من ذلك أن تكون دار الكتب القومية مستودعاً لهذه الوثائق الهامة . وأضاف الدكتور خالد : نحن لسنا لجنة لتقصى الحقائق ولكن هدفنا هو الحفاظ على التاريخ وتيسيره للأجيال القادمة حيث أن هناك الكثير من الأحداث التاريخية السابقة التى لم يتم التوثيق لها جيداً فاحتارت الأجيال فى فهمها مثل ثورة يوليو ولذلك نحن حريصون من الآن على الاتصال بشكل رسمى بالجهات المعنية لإرسال وثائقها وتقاريرها لنا . وحول وظيفة اللجنة فى التأريخ للثورة يقول الدكتور خالد: نحن لسنا هنا من أجل كتابة التاريخ فهذه ليست وظيفتنا وإنما نحن نعمل على توفير المادة التاريخية لمن يرغب فى كتابة التاريخ فيما بعد ولهذا نجتهد من أجل أن تتصف هذه اللجنة بالشفافية والدقة والتناسق والتفصيل بقدر الإمكان وأشاد الدكتور خالد بالعديد من المبادرات والجهود الفردية التى حرصت على المشاركة فى توثيق الثورة على اعتبار أن هذه مهمة قومية من أجل حفظ التاريخ للأجيال القادمة وبالتالى فعلى الجميع أن يشاركوا بكل ما لديهم من معلومات أو بيانات أو أوراق أو فيديوها فالتاريخ هنا مفتوح للمشاركة الشعبية لجميع الأفراد كما يجب على الجامعات المصرية هى الأخرى أن تساهم ومن ناحيتها فقد بادرت الجامعة الأمريكية بنفسها بتوثيق الثورة تحت عنوان "الجامعة فى الميدان توثيق التاريخ على أرض الواقع" وكل هذه المبادرات ستفيد بغير شك وستساعد دار الكتب فى عملية التأريخ حيث أنها لن تستطيع أن تعمل بمفردها فقد تفتقد أجزاء كثيرة من المعلومات والأحداث ومن هنا فإنه مطلوب من الجامعات والمراكز ومعاهد الأبحاث والأفراد والهيئات والوزارات أن يتعاونوا جميعاً ومن هنا تصبح كتابة تاريخ الثورة يسيرة للأجيال كما يصبح بالإمكان الاستفادة من هذه الخبرات التاريخية فى فهم حركة المجتمع وتطوره بما يصب فى النهاية فى الوعى وفى الثقافة العامة . الجدير بالذكر أن لجنة توثيق الثورة تضم فى عضويتها عدداً من المتطوعين من أساتذة التاريخ بالجامعات المصرية وأن تشكيل مثل هذه اللجان لا يتم إلا نادراً وذلك عقب الأحداث الكبرى مثل الثورات أو الانتصارت الكبرى حيث يتوقف التاريخ عند لحظة معينة تمهيداً لكتابته بعد بداية مرحلة جديدة وقد نشطت اللجنة بالفعل الآن فى جمع كم كبير من الشهادات والأوراق التى سيتم تنظيمها وتوثيقها وحفظها تمهيداً لاتاحتها للباحثين وهواة كتابة التاريخ.