المطرب الفلسطينى محمد عساف سيكون نجم مهرجان أجيال السينمائى الذى ينطلق فى 29 نوفمبر الجارى ويستمر حتى 5 ديسمبر ، وسيعرض له فى الإفتتاح فيلمه "يا طير الطاير" الذى أخرجه هانى أبو أسعد أحد أهم المخرجين العرب ،ورشح للأوسكار عن فيلمه "عمر" من قبل . وتجربة تقديم فيلم مقتبس عن حياة وكفاح شاب مثل محمد عساف ،هى فى الواقع من أهم التجارب التى يجب أن يهتم بها الجيل الجديد ، كونه كافح منذ البداية فى وطن يعج بالأزمات والمشاكل ، جراء ما تتعرض له فلسطين بكل مدنها وقراها ، من انتهاكات ، ومطاردات واغتصاب للأرض ..وهو ما يجعل مهمة نجاح أى شاب صعبة .. لكن عساف حقق المستحيل ، لأنه لم ينجح من خارج حدود الوطن كغيره من المبدعين الفلسطينيين الذين يحاربون بفنهم ،من الخارج ، لكنه حقق وما زال أمنية الأهل والوطن بأن يبدع من الداخل ، وأن يكون لسان حال وطنه فيغنى وهو بينهم .. وفى مهرجان أجيال السينمائى يعرض فيلم محمد عساف "يا طير الطاير" الذى ينتظر أن يمثل به مخرجه فلسطين والجهات المشاركة فى إنتاجه بأكثر من مهرجان عربى وعالمى .. أما أجيال فهو المهرجان الوحيد من بين عشرات مهرجانات "الأجيال " وهنا يقصد الأجيال الشابة بداية من هم فى سن الطفولة وحتى سن ال16 عاما ..هو الوحيد الذى يعمل تحت منظومة سينمائية بخبرة مديرته فاطمة الرميحى التى تتنقل بين المهرجانات العالمية لتبحث عن كل ما يفيد هذا المهرجان ..وهو ما حدث منذ الدورات الأولى للمهرجان فقد فاجأت فى العام الماضى عشاق السينما فى الدوحة ومن هم ضيوف من الدول العربية والأجنبية بعرض فيلم "النبى جبران " الذى أنتجته النجمة سلمى حايك وهو فيلم تحريك مقتبس من كتاب النبى لخليل جبران ..وحضرت سلمى بنفسها العرض وتحدثت كثيرا عن التجربة التى أضفت حالة من البهجة على كل من شاهدوه ..فهو فيلم يحمل رسالة مهمة وهى أن الخير والدفاع عنه هو الأبقى .. وأعتقد أن ما يدور فى عقل "الرميحى "كمديرة للمهرجان هو أن تكون كل أعمال مهرجان أجيال بها رسائل لهذا الجيل وللأجيال القادمة ..لأن السينما ليست فقط فرجة ومتعة او تجارة كما هو الحال فى السينما الروائية التى تنتج فى كثير من الدول ..ومنها طبعا مصر . الرسالة هى التى تصنع للفيلم أهمية وقيمة ، ومن ثم يظل فيلم مثل "النبى " علامة بارزة فى تاريخ أفلام التحريك ..ويمكن عرضه كفيلم موجه للأطفال والكبار .. أما فيلم "يا طير الطاير " فالرسالة به أهم بكثير لأنه يقدم صورة من واقع فلسطينى ومن ارض تنبت الموهوبين دائما ، وعساف واحد من هؤلاء ممن أحبهم الشباب ، وحب الناس له سيكون وسيلة للتعلم من تجربة كفاحه ..والفيلم المصنوع بخبرة وموهبة مخرج أعرفه جيدا وهو هانى أبو اسعد والتقيته من قبل فى مهرجان اسكندرية ودار بيننا حوار حول فيلمه عمر ..يؤكد أننا أمام تحفة سينمائية يجب أن يتاح لكل الأجيال الجديدة فى العالم العربى مشاهدته ..لأن للسينما رسالة مهمة وبالطبع ليست فى كل الأفلام ولا فى عقل كل من يعملون فى السينما !