من المعروف أن المكسب المادى لأي قناة تليفزيونية يكون من خلال حجم وكم الإعلانات التي تحصدها تلك القناة، وأن استمرار أي برنامج فى عرضه يكون معتمد في المقام الأول على حجم الرعاة الإعلانيين لذلك البرنامج. تحليل- محمد المراكبي:
مصدر: 7 ملايين جنيه شهريا حجم التعاقدات والأعمال الخيرية التي يحققها البرنامج ----------
و من ثم فعندما تأتي شبكة قنوات النهار وتصدر بيانا تعلن فيه عوده برنامج"صبايا الخير" الذي تقدمه ريهام سعيد الإعلامية الأكثر جدلا، والتى تسببت في مشكلة لشبكة النهار تنظر الآن أمام القضاء، وجعل الرعاة الإعلانيين يتركون البرنامج وجعل القناة توقف البرنامج لأجل غير مسمى، مما جعل البعض وقتها يتصور أنه لا سبيل مطلقا لعودة ريهام سعيد لأن السبب الذي اعتقد البعض أن القناة تبقي عليها من أجله وهو الإعلانات قد ذهب مع الريح.
لكن المفاجأة شبكة النهار أعلنت في بيانها أن البرنامج سيعود دون أي إعلانات أو رعاة، إذن الأمر يضع الكثير من علامات الاستفهام، ويفرض سؤالا مهما: ما هو مكسب قناة النهار من عوده برنامج بدون رعاة إعلانيين؟
وما الفائدة التي تعود على ملاك القناة من ذلك البرنامج؟
ولمحاولة الإجابة عن تلك الأسئلة نفند اولا بيان القناة حيث أعلنت شبكة "النهار" أنها قامت بدراسة تضمنت مراجعة كل المواقف والأعمال الإنسانية والخيرية والوطنية لبرنامج "صبايا الخير" على مدار السنوات السابقة والتي ساهمت، بشهادة ومتابعة الجمهور، في الكثير من أعمال الخير وعبرت عن مصالح فئات مختلفة من المجتمع لا تستطيع إيصال صوتها واحتياجاتها فى المساعدة أو العلاج وهى القطاعات التى تأثرت بشكل كبير بعد قرار تعليق البرنامج، وهذا ما يدفع إدارة الشبكة الآن لتقرير عودة برنامج "صبايا الخير" قريبا لأداء دوره الخيرى والإنسانى والوطنى، والتخصص فيه على أن يكون ذلك بدون أى إعلانات، أو رعاة للبرنامج لأجل غير مسمى، وأن يكون هدف البرنامج الرئيسى هو تكثيف الأعمال الخيرية والإنسانية والوطنية ومراعاتها دون أدنى أهداف تجارية.
فمع الوضع في الاعتبار ما قاله البيان إن البرنامج قدم الكثير من أعمال الخير والهدف من عودته هو الخير فقط، فذلك يطرح سؤالا حول لماذا لم يتم الاستعانة بمذيع آخر يقوم بنفس الدور الخيري عبر القناة؟
ولكن حسب ما وصل إلينا من معلومات أن هناك الكثير من التعاقدات لأعمال الخير وأموال كثيرة تصل للملايين مخصصة للبرنامج ومقدمته على وجه الخصوص ومن ثم فالتغيير الآن يؤدي لتضرر الناس المستفيدة بشكل كبير.
وقد علمنا من مصدر مقرب من الإدارة داخل القناة أن قرار إدارة النهار بعوده برنامج"صبايا الخير" بغض النظر عن أداء مقدمته ريهام سعيد، جاء بناء على الرسالة والخدمة الطبية والخيرية التي يقدمها البرنامج لعدد كبير من الناس، فحجم أعمال الخير والخدمات الطبية التي يقدمها شهريا وصل إلى 7 ملايين جنيه متضمنه إجراء عدد من العمليات الجراحية الكبيرة والصعبة، وصرف أدوية وأجهزة تعويضية للمعاقين وإجراء فوحصات وكشوفات طبية، وقد ظهر مدى تأثير البرنامج بعد قرار إيقافه فكانت المحطة تستقبل يوميا كما هائلا من ااإتصالات تسأل عن موعد عودة البرنامج، هذا بخلال العشرات من الناس الذين كانوا تأتون ويقفون يوميا باب مدينة الإنتاج ليسألون عن عودة البرنامج لتضررهم الكبير من توقفه وأن هناك الكثير من العمليات التي كانت تم الاتفاق عليها بالفعل وتصل لمئات العمليات توقفت إجراءاتها.
وشدد المصدر على أن المسألة وفقا لرؤية المسئولين عن الشبكة ليست معاندة أو رغبة في القتل لمن أخطأ، فهدف القناة كان من البداية المحاسبة على الخطأ وليس التدمير والقتل، وقدم تم اتخاذ إجراءات بالوقف وإجراءات أخرى ترى الشبكة أنها كافية كعقاب على الخطأ فضلا عن من سيقوله القضاء في كلمته بالقضية المرفوعة أمامه في هذ الشأن.
وحول مسألة أن أخطاء ريهام سعيد لم تتوقف عند حد القضية الخاصة بالتشهير بفتاة المول وأنها تحول البرنامج إلى مساحة هواء ملاكي لتبدي أرائها وتعليقاتها المثيرة للجدل في القضايا السياسية التي تسبب الكثير من اللغط، أكد المصدر أن بيان القناة واضح وان البرنامج مخصص للعمل الخيري والإنساني، أما الدور الوطني مقصود به التحقيقات التيلفزيونية عن أحوال الناس أو كشف كوارث كتحقيق الأنفاق بين مصر وغزة في سيناء.
وشدد المصدر على أن التعليمات واضحة تماما حول أن أي خروج عن الدور المحدد سيتبعه إجراءات قاسية من القناة، ولكن المصدر تساءل في الوقت نفسه عن موقف المعترضين من أغلب الإعلاميين الذين يحولون برامجهم إلى هواء ملاكي يشتمون فيه يوميا ويسبون من يشاؤون بل ويزدرون الدستور والثورة والسياسيين، موضحا أن المحاسبة يجب أن تكون للجميع لأن هناك من يرتكب مصائب في حق الوطن على الهواء ولا أحد يحاسبه أو يعترض عليه.
وعن مسألة الإعلانات قال المصد: صحيح ان مكسب أي قناة يأتى من حجم الإعلانات لكن الإعلانات تأتى للقنوات التى تحقق أعلى نسب مشاهدة بشكل عام، وبرنامج ريهام سعيد من البرامج التي جعلت شاشة النهار تحقق نسب مرتفعة من المشاهدة، ولكنه ليس البرنامج الوحيد فهي منظومة برامجية متكاملة، فالإعلانات تأتي عن طريق الوكالة الإعلانية التى تدير عملية الدعاية والإعلان للمحطة، وتتم وفق تعاقدات وتوزيعات معينة، ويتم توزيعها على باقى البرامج، إذن الإعلانات التي كانت تأتى لبرنامج ريهام سعيد لو توقفت فيه ستذهب يتم توزيعها على بقية برامج الشبكة، فلم تخسر القناة أو يخسر المعلن، مشيرا إلى بيان المحطة لم يؤكد على عدم عوده برنامج ريهام سعيد بدون إعلانات بشكل دائم بل قال"بشكل مبدئي"، هذا يعنى أن البرنامج يمكن إذاعة إعلانات فيه مرة آخرى وقت التزامها بالضوابط.
من جانب آخر سادت حالة منالترقب أو "إعاده الحسابات" إن جاز التعبير بين المسؤولين عن إدارة القناة وجميع العاملين بالمحطة، بعد إصدار بيان عوده ريهام سعيد للعمل، بسبب الإنتقادات التي وجهت لإدارة المحطة على مواقع التواصل الإجتماعى بسبب القرار، وانطلاق حملة اشترك فيها عدد من الإعلاميين تدعوا لمقاطعة شبكة النهار من الأساس.
وأوضح المصدر أن تلك الحملة يأخذها المسؤولون عن إدارة المحطة بعين الاعتبار، ومشددا في الوقت نفسه أن الادارة لم تحدد حتى الآن وبشكل قاطع موعد عودة برنامج "صبايا الخير" ولكن البيان قال سيعود قريبا.
لكن من المؤكد حتى الأن حسبما اكد المصدر أن إدارة القناة متمسكة بعوده برنامج"صبايا الخير"، وتشعر أن ما اتخذته من إجراءات نحو ريهام سعيد بشأن واقعة فتاة المول حقق الهدف المرجو منه وهو أنه لا أحد فوق المحاسبة أو فوق منظومة العمل بالشبكة وأن هناك ضوابط، أما الشأن الجنائي فهي مسألة منظورة أمام القضاء وليس من حق القناة البت فيه وتنتظر كلمة القضاء للالتزام بها أي كانت، وأن القناة رفضت أي وساطات لإنهاء القضية وديا وأصرت على أن يقول القضاء كلمته في القضية ليأخذ كل ذي حقه حقه من الناحية الجنائية.