"طريقة التفكير الهادئة الواضحة التي حافظت على سلامة حلف الناتو بينما كان يخوض الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي، تحطمت".. هكذا استهلت شبكة سي إن إن الأمريكية (النسخة الانجليزية) تقريرها الذي علقت فيه على إسقاط تركيا طائرة روسية بالقرب من الحدود السورية. وتابعت الشبكة بقولها إنه على ما يبدو قد تمت التضحية بعقود من الدبلوماسية الحذرة خلال سباق الأسلحة النووية في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، في بضع ثوان من قبل تركيا. مشيرة إلى أنه خلال أزمة الصواريخ الكوبية في 1962، والغزو السوفيتي لأفغانستان في 1979، ونشر الأسلحة النووية في أوروبا الغربية في الثمانينيات، فضلا عن العديد من أسباب لصراعات أخرى، لم يتحد الناتو الاتحاد السوفيتي أو روسيا بشكل مباشر، ولم تقم موسكو بمهاجمة أي دولة تابعة للحلف. وأضافت أن كل ذلك تغير عندما أسقطت طائرات تركية مقاتلة روسية الثلاثاء الماضي، لافتة إلى أن هذه تعد المرة الأولى التي تتخذ فيها دولة تابعة للناتو إجراءا كهذا منذ 1952. وتنبأت سي إن إن، أنه بعد هذا التطور، "تدمرت فرصة لإنهاء سريع للحرب في سوريا"، على حد قولها. كما أوضحت الشبكة الأمريكية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طالما كان يحاول تقويض وحدة الناتو. مضيفة أن إسقاط المقاتلة الروسية ربما يساعد بوتين في تحقيق هدفه بنزع استقرار وتقسيم الناتو. وتابعت أن تصرف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "المتسرع" قدم لبوتين هذه الفرصة على طبق من ذهب. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الفرنسي فرانسوا أولاند قد حثا روسيا على شن غارات ضد أهداف داعش في سوريا، بحسب سي إن إن. متابعة أن هذا الطلب ربما يكون أكثر احتمالا هذا الأسبوع بالتزامن مع الخسائر الهائلة التي تكبدتها روسيا وفرنسا جراء إرهاب داعش. وأضافت أن موسكو وباريس لديهما السلطة الأخلاقية لحشد إجراء جماعي. "لقد كانت لحظة نادرة في الدبلوماسية الدولية" على حد وصف الشبكة الأمريكية، وبدأ بعض الدبلوماسيين التفكير في إمكانية تغير السياسة الروسية في ما يتعلق بسوريا ودعم بشار الأسد، ليس بشكل سريع أو سهل، لكن الفرصة كانت موجودة وجاء أردوغان وبددها. "إسقاط المقاتلة الروسية يرجح كفة أن أردوغان متهاون جدا مع المتطرفين، حتى أن بوتين قال إن الرئيس التركي رئيس الدولة العضوة في الناتو ييقف في صف الإرهابيين"، وفقا لسي إن إن. سي إن إن قالت إن شركاء أردوغان في الناتو الآن ربما ينظرون إليه الآن كعنصر متهور في الأوضاع القابلة للاشتعال جدا، لا شريك ثابت قادر على التحكم في أعصابه كما حدث في الحلف وقت الحرب الباردة. وأخيرا أشارت الشبكة إلى أن أردوغان على ما يبدو يعلق الآمال على الإخوان المسلمين الأكثر اعتدالا في سوريا، للإطاحة بالمتطرفين الحقيقيين. مضيفة أن إسقاط المقاتلة الروسية "تصعيد في وضع متقلب بالفعل"، وأن يدي بوتين ربما تكون ملوثة، لكن أردوغان أيضا مثله، بينما يراقب داعش الأوضاع من مكان آخر.