فى البداية كانت مظاهرة حاشدة تكررت كثيراً خلال الأيام الماضية .. لكن بعدها بدأ سماع دوي العديد من سيارات الإسعاف و المطافئ و الشرطة تتجه إلى منطقة لاظوغلي مع إغلاق كامل لميدان التحرير ، والسبب هو أن مبنى وزارة الداخلية يحترق .. ففي البداية تظاهر نحو 5 آلاف من أمناء الشرطة صباح اليوم أمام مبنى الوزارة مطالبين بعودة مستشفيات الشرطة وبالعدالة الاجتماعية بين الضباط والأمناء مع فارق الدرجات ، كما تضمنت مطالب المتظاهرين أيضا ضرورة حصولهم على حوافز ربع سنوية وكذلك المصايف، وتعديل ساعات العمل، وإلغاء المحاكم العسكرية، وعمل تأمين صحى لأسرهم ، وهتف المتظاهرون "سلمية .. سلمية" وطالبوا بإسقاط اللواء منصور عيسوى وزير الداخلية وعودة اللواء محمود وجدي الوزير السابق مجددا على رأس الوزارة ، ورغم أن الوزير منصور عيسوى قابل المتظاهرين أمام مقر الوزارة ووعدهم ببحث مطالبهم والعمل على حلها سريعا .. كما وعدهم بالعمل على توفير أفضل رعاية صحية واجتماعية ومادية لهم ولأسرهم باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من منظومة العمل الأمنى داخل البلاد ، لكن المظاهرة زادت وقامت القوات المسلحة مع قوات الأمن المركزي بفرض كردون أمني حول المتظاهرين، وطلبت قيادات القوات المسلحة من المتظاهرين فض المظاهرة والعودة إلي أماكن عملهم، بعد توافد أعداد كبيرة من أمناء الشرطة، من المتضامنين مع زملائهم أمام الوزارة، فيما توجه بعض الأمناء بمسيرة إلي مقر مجلس الوزراء، وتم إغلاق كل الطرق والمنافذ المؤدية إلي وزارة الداخلية، حتى لا يتم دخول بعض المتظاهرين من الخارج، وأدت إلي شلل في حركة المرور. لكن فجأة تصاعدت الأحداث وأشعل عدد من أفراد وأمناء الشرطة المفصولين النيران بمبنى الاتصالات الكائن بالمبنى الخلفى المخصص لشئون الأفراد بوزارة الداخلية، كما انتقلت النيران إلى مبنى مجاور، وأتت على كل ما فيه ، ثم أمتد الحريق في الدور الرابع في قسم المعلومات والتوثيق، وتقول وزارة الداخلية إن الحريق بسبب ماس كهربائي في لوحة كهرباء رئيسية في قسم المعلومات والتوثيق قبل أن يمتد الحريق لواجهة المبنى وتحدث بعض الانفجارات ، وهذا الحريق هو الثانى الذى يشهده مبنى شئون الأفراد بوزارة الداخلية، والذى أضرم فيه أمناء الشرطة المفصولون النيران منذ عدة أسابيع ، وبعدها قام الآلاف من أمناء وأفراد هيئة الشرطة تصاحبهم بعض سيارات وزارة الداخلية بقطع الطريق حول كورنيش النيل وماسبيرو، كما قاموا بالاعتصام أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون ، ووقعت اشتباكات بالأيدي بين موظفي ماسبيرو وأمناء الشرطة لرفض موظفي التليفزيون دخول المتظاهرين معهم ، وقامت القوات المسلحة بفرض كردون أمني بين الطرفين لمنع حدوث اشتباكات، وقام الأمناء بالهتاف "سلمية .. سلمية". وقد توقفت الطرق والمنافذ المؤدية إلي كوبري أكتوبر وكورنيش النيل، مما تسبب في تعطل الحركة المرورية. والمعروف أن احتجاجات أمناء الشرطة سبها الرئيسي هو أنهم فوجئوا بأن قيمة الحافز الذي سبق ووعدهم به رئيس الوزراء السابق الفريق أحمد شفيق لا يزيد عن 100 جنيه لجميع الموظفين وأمناء ومندوبى الشرطة و125 جنيهاً للموظف المدنى بدرجة مدير عام ، بينما الضباط برتبة ملازم أول يحصلون على 400 جنيه ويظل يتدرج حتى 600 جنيه والتى يحصل عليها الضابط بدرجة لواء ، وأعلن المتظاهرين الإضراب اليوم عن العمل والإعتصام أمام الوزارة حتى تحقق مطالبهم وتتم مساواتهم بالضباط ، وهذا ما جعل مصلحة وثائق السفر والهجرة والجنسية بمجمع التحرير خالية اليوم من جميع الموظفين وأمناء ومندوبى الشرطة .