شهدت لجنان الاستفتاء علي التعديلات الدستورية اليوم حالة من الاقبال الشديد مما أدي تمديد الوقت فى بعض المناطق ليصبح حتى الساعة التاسعة بدلا من السابعة مساء . مدرسة نوبار بعابدين شهدت إقبالاً كبيراً من المصوتين وتولي عدد من أفراد الجيش تنظيم الدخول إلي اللجان والوقوف أمام اللجنة بينما ظلت عناصر الشرطة يقتصر وجودها فقط الجلوس أمام المدارس التي يجري فيها الاستفتاء, ونفس المشهد تكرر أمام مدرسة فتحية بهيج بشارع جواد حسني, ورغم العدد الكبير الذي بدأ يتوجة إلي اللجان منذ التاسعة صباحا إلا أن هذا الطابور الطويل من المشاركة ظل لما بعد الساعة الثالثة . ورغم وجود قوات الجيش والشرطة إلا أن الجان لم تخل من بعض العناصر المدنية من الشباب الذين وقفوا لمساعدتهم لتنظيم الحركة , وكان الشباب يقومون بتوصيل كبار السن تجنبا لوقوفهم في الطوابير الطويلة ويتم استثنائهم وتوصيلهم الي اللجنة مباشرة لعدم تعرضهم للاجهاد وسط ترحيب كبير من كل من يقف. ومن المشاركين في الاستفتاء قالت لنا رغدة طارق 20 سنة : أول مرة أحضر لأشارك في استفتاء .. ولم تكن لي أي يتجربة من قبل علي المشاركة ولكنني أردت أن أشارك هذه المرة عشان نقدر نعمل حاجة لبلدنا وكمان بعد الثورة لازم يكون كل واحد فينا يقدر يعبر عن رأيه بوضوح ومن غير خوف, وأنا عبرت عن رأيي وقمت بالتصويت عكس والدتي .. فكل واحد منا له رأيه ولازم يعبر عنه حتى لو أختلفنا ، المهم أننا نكون موجودين عشان نشارك ونوصل صوتنا. لأول مرة أشعر أن عندنا استفتاء نزيه وعشان كده أنا نزلت اليوم لكي أقول رأيي ، بهذه الكلمات عبرت دنيا علي 30 سنة عن رأيها وقالت : لم أكن متحمسة من قبل لكي أشارك سواء في انتخابات رئاسية أو برلمانية ولكنني اليوم وجدت أن ممكن صوتي يوصل بدون تزييف أو تغيير مهما أختلفت آرائنا أو توجهاتنا, ووشايفة أن الثقة عند الناس بدأت تزداد بينها وبين الدولة وعشان كده الناس تأتي وعايزة تقول رأيها وواقفة ومستحملة الطابور الطويل لأكثر من نصف ساعة لأنها تشعر بأن رأيها سيفرق كثيراً. ولكن مدام سميرة نجيب تري ان النهاردة فيه حالة حب والناس لأول مرة تشعر بأن رأيها مهم وسيصل بدون تضليل ، وتقول : حضرت مع بناتي عشان نقول رأينا ووجدنا تحضراً غير عادي بين الناس ، يعني ممكن نلاقي اتنين مختلفين في الرأي بين نعم ولا ولكنهم بيحترموا بعض وده لم يكن موجوداً قبل كده وكان كل واحد متعصباً لرأيه ، وأنا شايفه أن الثورة غيرت وستغير فينا للأحسن . وتقول مدام سهير السيد مدرسة لغة إنجليزية : لأول مره أشوف الناس عندها هذا الحماس والرغبة في أنها تعبر عن نفسها وحضرت النهارده لأن كل واحد فينا صوته مهم وفرحانة بالحالة اللي إحنا فيها واللي البلد عايشاها دلوقتي ورغم أنني كبيرة في السن .. وتجاوزت الستين إلا إنني أريد أن أقول صوتي عشان مصر وأولادي وأحفادي ، أما جيلنا فلن يفرق معه كثيرا ما سيحدث مستقبلا بقدر ما يهم الاجيال القادمة, فالمشاركة كانت بدافع وطني في المقام الأول .