نظم المئات من طلاب جامعة القاهرة اليوم مسيرات ومظاهرات حاشدة أمام قبة الجامعة وعند مداخل العديد من الكليات مطالبين بتحقيق ثورة شاملة فى كل قيادات الجامعة ، حيث ارتفع سقف المطالب ليشمل إقالة رئيس الجامعة وعمداء ووكلاء ورؤساء أقسام الكليات ، وأعلن الطلاب عن انطلاق انتفاضتهم اليوم من أجل " تطهير الجامعة من فلول النظام المخلوع " حسب تعبيرهم . كتب وصور: محمد فتحى – محمد شعبان وقد واصل طلاب كلية الاعلام اعتصامهم للأسبوع الثانى على التوالى مطالبين بإقالة الدكتور سامى عبد العزيز ، والجديد هذه المرة أن عدداً من طلاب الكلية المعتصمين قاموا بتعليق مقالات الدكتور سامى التى كان قد نشرها فى جريدة روزاليوسف من قبل من أجل استفزاز باقى الطلاب لحثهم على المشاركة فى الاعتصام ، وكانت جميعها تحمل ثناءً وتأييداً على النظام السابق ورموزه منها مقالاً حول أحمد عز الذى وصفه فيها بأنه صاحب آداء وطنى ومقال آخر عنوانه " خليهم يتسلوا" ساخراً من المعارضة ومؤيداً لتعبير الرئيس السابق الذى قاله فى البرلمان .. وعلى ما يبدو أن هذه المقالات جذبت بالفعل عدداً كبيراً من طلاب الكلية للأنضمام للاعتصام المفتوح حيث زادت المخيمات أمام الكلية ، ونشر الطلاب بياناً يضم عدة مطالب يوضحون فيه أسباب تمسكهم طيلة هذه المدة بإقالة العميد وهذه الأسباب تتعلق بإهانته لشباب الثورة ودفاعه عن الحزب الوطنى وقيامه بالترويج لفكرة التوريث وأنه كان " عميد أمن الدولة " حسب وصف الطلاب وكان معيناً من قبل الرئيس المخلوع فى مجلس الشورى وأنه شخص قليل الانجازات والتى انحصرت فقط فى الكافيتيريا وتجديد حمامات الكلية .. ومن ناحية أخرى فقد قام العمال بالكلية بتعليق لافتة تطالب العميد بالاعتذار مما بدر منه تجاههم .. اللافتة تقول" نريد الاعتذار لكرامة العمال لسنا مأجورين ولسنا خادمين .. ده الرسول قال سيد الناس خادمهم" وهكذا تحولت ساحة الكلية لهايد بارك لكل من يريد أن يشارك برأيه حتى ولو كان فى أساتذة الكلية ، ولذلك بادر العميد بتعليق لافتة يوضح فيها موقفه " لا أحد ضد حرية التعبير لا أحد ضد حرية الرأى لا أحد ضد حق الطلاب فى اختيار من يمثلونهم بكل ديمقراطية أما فيما يتعلق باختيار القيادات الجامعية فهو حق أصيل لأساتذة الجامعة" .لكن الطلاب أعلنوا أنهم لن ينهوا اعتصامهم مطلقاً كما دخل فى الأزمة أطراف عديدة من أساتذة الكلية الذين حاولوا إنهاء الموقف فاعتبرهم الطلاب أعداء للثورة وقد ردد الطلاب بعض الهتافات منها " يسقط بقايا النظام الطاغى" " هو سامى قاعد ليه حسنى راجع ولا إيه" و"اللى ساكت ساكت ليه خدت حقك ولا إيه"و "بعد مبارك وفضيحته مش عايزين حاجة من ريحته" واتسع اليوم حجم الانتفاضة التى نظمها طلاب الجامعة من كليات الحقوق والآثار والإعلام والتجارة لإقالة الدكتور حسام كامل حيث انضم إليهم من خارج الحرم الجامعى طلاب كلية العلاج الطبيعى بعد محاولات من الشرطة العسكرية لمنعهم من الدخول ، ولكن فى النهاية تم السماح لهم بالدخول مرددين هتاف " ارحل ارحل يا حسام خلاص أسقطنا النظام" وهتاف آخر" دقى يا ساعة الجامعة يا حرة حسام كامل بره بره" ، واتسع سقف مطالب الطلاب ليشمل إسقاط جميع عمداء ووكلاء ورؤساء أقسام الكليات بلا استثناء خاصة من كان منهم مواليا للنظام السابق واستبدالهم بأساتذة آخرين طبقا للوائح الجامعة ، ومن جانبه حاول الدكتور حسام كامل إحتواء الطلاب حيث أعلن عن إلغاء كل العقوبات الموقعة على الطلاب لإتاحة الفرصة للجميع للمشاركة فى الانتخابات الطلابية فيما عدا عقوبة الغش ، وتكليف صندوق التكافل الاجتماعى بسداد المصروفات الدراسية للطلاب غير القادرين والعمل على تحقيق أهداف الثورة . وخرج نحو 100 طالب من كلية التجارة للتظاهر أمام قبة الجامعة احتجاجا على سوء الدرجات والتصحيح ، فقد ظهرت نتيجة الفرق الثلاث الأولى بالكلية وعلى ما يبدو أن الدرجات كانت متدنية مما أثار غضب الكثيرين من طلاب الكلية ورأوا أنهم يتعرضون لظلم من الأساتذة فى عمليات التصحيح حيث يقول الطالب محمد صالح (23سنة) طالب بالفرقة الثالثة بالكلية: أنا رسبت مرتين فى الفرقة الأولى والثانية وهذا بسبب سوء التصحيح مع أننى طالب مجتهد ، ولذلك نحن كطلاب سنذهب غداً إلى مقر وزارة التعليم العالى لنعلن عن احتجاجنا ومن أجل أن نطالب بوضع نظام عادل وأكثر شفافية فى تقييم الطلاب . وكانت إدارة الكلية قد سحبت على الفور نتيجة إحدى الفرق خوفاً من غضب الطلاب وأعلنت صراحة أنها ستقوم برفع وتحسين الدرجات حتى تضمن النجاح لجميع الطلاب .. هذا بصرف النظر عن المستوى الحقيقى للإجابات! ولا تزال أبواب كلية دار العلوم مغلقة رغم بدء الدراسة حيث يطالب أعضاء هيئة التدريس والهيئات المعاونة بإقالة إدارة الكلية .. ورغم حالة الاضطراب التى تشهدها الكلية إلا أن مناخ الحرية المنتزعة التى باتت تشهده الجامعة عزز من التواجد الطلابى للإخوان وهناك كلام عن قيامهم بتنظيم أنشطة كثيرة وعديدة تتناسب مع طبيعة المرحلة الحالية. وبعد رحيل الحرس الجامعى استعانت بعض الكليات بشباب لتأمين مداخلها ومن ناحية أخرى فقد أرسل مكتب رئيس الجامعة خطاباً إلى وزير التعليم العالى يخطره فيه بأنه تم استحداث إدارة للأمن الجامعى بمستوى إدارة عامة حيث تمت الإجراءات بمخاطبة الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة للتصديق على تشكيل هذه الإدارة كما تم الحصول على موافقة هيئة الأمن القومى وجارى حالياً تشكيل عناصر الحرس الجامعى فى ثوبه الجديد.