في الأسبوع الماضي احتل ضريح سيدنا الحسين عناوين الأخبار بسبب ذكري عاشوراء وما قيل حول قيام بعض الشيعة بطقوسهم هناك مما اضطر وزارة الأوقاف لإغلاق المسجد.. لكن الحقيقة أن منطقة "الحسين" تحولت مؤخراً من مزار روحانى إلى مسرح حوادث لاختطاف الأطفال والتى انتشرت بشكل ملحوظ فى الآونة الأخيرة، ووراء كل قصة أم احترق قلبها وأصبح حلمها الوحيد رؤية ابنها أو ابنتها مرة أخري، ورغم ما تبذله الجهات الأمنية من جهد للعثور على هؤلاء الأطفال المختطفين بمجرد الإشارة أو الإبلاغ عن الواقعة.. لكن عمليات الاختطاف أصبحت ظاهرة خطيرة لدرجة أن أهالى منطقة الحسين والجمالية قاموا بعمل بوسترات يحذرون فيها الأهالى من النزول بالأطفال إلى ميدان الحسين أو الجمالية.. ولذلك قامت مجلة "الشباب" بزيارة مسرح هذه الحوادث لاستطلاع حقيقة ما يحدث بالضبط .. كتب – خالد جلال عباس ومحمد وليد بركات : تفاصيل المأساة دارت رحاها فى منطقة الجمالية، عندما جلست ربة منزل تدعى أم محمد من حى منشآة ناصر كعادتها كل يوم أمام مسجد الحسين لتبيع أكياس المناديل لتدبير نفقات المعيشة لها ولطفلها الصغير، وفى أثناء ذلك وقفت فتاة تبدو عليها مظاهر الثراء أمامها وأقنعتها بأنها تابعة لإحدى الجمعيات الخيرية والتى تقدم بعض الإعانات الشهرية لأطفال الأسر الفقيرة غير القادرة، وأقتنعت أم محمد بفكرة الجمعية وأهدافها، ثم طلبت الفتاة منها أن تأخذ محمد وتحدثه بحجة استكمال بيانات ملف ابنها.. وما أن بدأت تتحدث للطفل، حتى تحركت به ثم غابت عن أنظار أم محمد.. ولاذت بالفرار بالطفل، وتقدمت المجنى عليها ببلاغ لقسم الجمالية لكن الطفل لم يعد منذ عدة أشهر. وتروي أم عبد الله 38 سنة، بائعة لعب أطفال بالحسين، حكايتها قائلة: ابنى عمره 3 سنوات وتم خطفه من أمام باب مسجد سيدنا الحسين، يوم الحادث كنت كالعادة أجلس على فرشتى لأبيع اللعب، وعبد الله كان يلعب بالعجلة أمام مسجد سيدنا الحسين مثل كل يوم، وكل الناس من حولنا يعرفونه، حتى فوجئنا بحملة كبيرة من شرطة المرافق والاشغالات.. ومع انتشار الفوضى ونحن نجري ببضاعتنا تم اختطاف عبد الله من أمام باب جامع الحسين الرئيسى، تم خطفه بالعجلة التى كان يلعب بها، عمره 3 سنوات لكنه يفهم ويعرف ويتكلم ويدرك اسم أبيه وأمه، لكن الغريب أنه لا توجد كاميرا واحدة من 18 كاميرا حول مسجد الحسين سجلت عملية خطف الطفل، وأنا قلبى محروق على ابنى .. واستغيث بالرئيس عبد الفتاح السيسى .. فلا أحد غيره سيعيد لي ابني". 43 مختطفاً خلال 5 أشهر أعلنت المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة رصدها 43 حالة اختطاف أطفال منذ بدء العام الحالى، وأشارت إلى أن نسبة 81% ذكور و19% إناث. وأضافت المؤسسة فى بيان لها أن الفئات العمرية الأكثر عرضة للاختطاف هى فئة الأطفال من عمر عام إلى خمسة أعوام، لافتة إلى أن أسباب تزايد تلك الحوادث ترجع لرغبة المجرمين فى الحصول على الأموال من خلال خطف أبناء العائلات الثرية، وفى المرتبة الثانية تأتى الخلافات الشخصية بين ذوى الأطفال والخاطفين وغالباً ما تكون بسبب الانتقام وتفشى ظاهرة العنف فى المجتمع المصرى التى غالباً تنصب على الفئات الأضعف فى المجتمع، ألا وهم الأطفال تليها خطف الأطفال فى ظروف غامضة ثم الخطف نتيجة مشاكل فى الانجاب ثم الخطف بهدف سرقة المصوغات الذهبية والاتجار بالبشر وهناك العديد من حالات الاختطاف التى تتم دون وجود أى أسباب، أما عن التوزيع الجغرافى لظاهرة اختطاف الأطفال فقالت المؤسسة: إن ظاهرة الاختطاف أكثر انتشاراً فى منطقة الحسين والجمالية يليها مناطق فى الصعيد ووجه قبلى. الفيسبوك يدخل معركة المواجهة يمتلئ موقع التواصل الاجتماعي الأكبر عالميا الفيسبوك بعشرات الصفحات والمجموعات التي تهتم بمجال مكافحة خطف الأطفال والبحث عنهم واعادتهم إلى ذويهم، فبمجرد كتابة كلمة "الأطفال المخطوفين" ستظهر لك عشرات النتائج منها صفحات "أطفال مفقودين" و"أطفال مفقودة" و"مفقودون" و"مفقودون في مصر Missing in Egypt" و"الصفحة الرسمية للإبلاغ عن متغيبين ومخطوفين ومفقودين" و"Lost kids"، وعدد من المجموعات مثل "مفقودون" و"صور الأطفال المفقودين"، وتقوم كل هذه الصفحات والمجموعات بنشر الصور والبيانات التي ترسلها لهم أسر المفقودين عموما ولاسيما الأطفال من كافة محاظفات مصر، بحيث يسهل التعرف عليهم، مع توفير بيانات للاتصال بالأهل كرقم هاتف، وأحيانا يعرض الأهل مكافأة مالية نظير العثور على المفقود، ومن ناحية أخرى توفر فرصة لنشر صور الأطفال المعثور عليهم وقد ضلوا عن أسرهم، حيث يودعهم فاعلو الخير في دور الأيتام بعد عمل محضر بالحالة، كما تقوم أيضا بعض الصفحات ولاسيما "حملة تصوير الأطفال المتسولين لاحتمال أنهم مخطوفون" بنشر صور الأطفال الذي يعملون في التسول، على اعتبار أن عددا منهم كان مخطوفا ويستخدمه المتسولون في عملهم، هذا بخلاف أن الصفحات تنشر أحيانا صورا لأطفال مصابين بإصابات وضربات متنوعة نتيجة لتعذيب المتسولين لهم، مما يؤكد أنهم ليسوا أبناءهم، كما نشرت صفحة "حملة دور معانا لمقاومة خطف الأطفال واستغلالهم" صورا لطفل أشقر تستخدمه إحدى المتسولات، وقد فشلت المتسولة في إثبات نسبه لها أمام الشرطة، التي قامت بإحالته إلى مستشفى الحميات بالعباسية وهناك تبين بإصابته بكسور في أسنانه، وبتليف بالكبد، وفيروس C ، كما نشرت صفحة "ساعدني_هنرجع_ولادنا" رسالة إلى زوارها تقول: "ممكن تكون صور الأطفال المتسولة بتضايقك أو بتضايق أصدقائك لما بتنشرها، احنا آسفين جدا بس الحقيقة أبشع بكتير ولو كل واحد قام بدوره ممكن نقدر نغير الواقع المرير اللي الأطفال دي عايشاه واللي أهاليهم عايشينه، أنا عايز كل واحد يحط نفسه مكان أب أو أم طفلهم اتخطف وربنا يحفظ أولادكم جميعا من كل شر، كنت هتتمني الناس كلها تنشر الصور، وأنا مش هكلمك عن فضل أو ثواب اللي بتعمله لما تساعد إن طفل يرجع لأهله ويعيش مستقبل أحسن"، وطالبت صفحة"نطالب بإضافة صورة المولود لشهادة الميلاد وبصمة قدمه #تحديث_شهادة_الميلاد" بإضافة صورة المولود لشهادة الميلاد، وبصمة قدمه لانها أكثر ثباتا مع تقدم السن من بصمة اليد، وتوثيقها برقم مسلسل، وكذلك إضافة بصمة يد الأب والأم ورقميهما القوميين، وفصيلة دم الأب والأم والمولود، لأنه إذا تم الوصول إلى الخاطف وكان معه شهادة ميلاد لطفل آخر سينجو بفعلته وسيكون مصير الطفل فقدان أهله لآخر العمر، أما بإضافة هذه البيانات فلا يمكن تبديل شهادة ميلاد طفل مكان أخرى. الابتزاز توجهنا إلي قسم الجمالية، وأكد مصدر أمني – رفض ذكر اسمه – أن حوادث خطف الأطفال تزايدت بالفعل في الفترة الأخيرة، وأضاف: 99% من جرائم خطف الأطفال تحدث من جناة على معرفة وثيقة بالأسرة.. ونقوم فور تلقى البلاغ بفحص سيرة المجنى عليه والكشف عن خطواته قبل أن يتم اختطافه مع التحرى عن كل أقاربه ومعارفه، واذا كان أى منهم يمر بضائقة مالية لأن الدائرة لا تخرج عنهم فى معظم الأحيان، والقسم تلقى منذ شهر أغسطس الماضى فقط 22 بلاغاً بخطف الأطفال، وبلاغات الاختطاف منذ عام 2005 وصلت لنحو 350 بلاغاً، وأغلبية عائلاتهم من المختطفين يتواصلون مع خط نجدة الطفل.