بعد 30 عاما داخل السجون أفرجت السلطات الأمنية عن عبود وطارق الزمر القياديين بتنظيم الجهاد الإسلامي، والمحكوم عليهما بالسجن في قضية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات. وقد تم الإفراج عن عبود الزمر من مديرية أمن 6 أكتوبر، واستقبله العشرات من عائلة الزمر ومن أبناء قريته ناهيا، وبمجرد خروجه تعالت زغاريد النساء، بعدها توجه عبود وطارق الزمر إلى قريته، حيث ينتظره أهل القرية لإقامة مؤتمر صحفي بدوار عائلة الزمر. وقد أكد عبود بعد خروجه من السجن أنه لن يرشح نفسه للانتخابات البرلمانية ولا الرئاسية، وأنه يوافق على التعديلات الدستورية المطروحة، ودعا الأقباط والمسلمين للوحدة، وقال إنه سيتوجه غدا إلى مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للقوات المسلحة لتوجيه الشكر لهما للموافقة على الإفراج عنه، وأكد الزمر أن فرحته بالخروج الآن هى فرحته بالثورة مؤكدا أن هذه اللحظة تحقيقا لرؤية رآها فى المنام من أكثر من عقدين عن خالد الإسلامبولى الذى أخبره أنه سيخرج من السجن عندما تخرج الملايين فى الشارع وسيتحركون للإفراج عنهم، وقال إنه سيعلن إنشاء حزب سياسى خلال الأيام المقبلة، وأشار أن التيار الإسلامى يعمل بالدعوة السلمية ولا تنازل عنها، وأنه لا تراجع عن مبادرة وقف العنف. ومن المعروف أن عبود الزمر أقدم سجين سياسي في مصر، دخل السجن عام 1981 وسنه يبلغ 33 عاما، حيث أمضى في السجن ما يقرب من 30 عاما على خلفية أحكام صادرة بحقه في قضيتي اغتيال السادات وتنظيم الجهاد، ورغم أنه أنهى فترة عقوبته منذ عام 2001، فقد رفضت الأجهزة الأمنية الإفراج عنه، وكان القضاء المصري قد حكم على الزمر في 20 مارس 1982 بعقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة، عن تهمتي الاشتراك بطريق الاتفاق والمساعدة في قتل السادات، وجريمة حيازة وإحراز أسلحة نارية وذخائر ومفرقعات بدون ترخيص، واستعمالها بغرض ارتكاب اغتيال سياسي، وفي 6 يناير 1985 صدق الرئيس المصري السابق حسني مبارك، على الحكم الصادر من محكمة الجنايات بمعاقبة الزمر بالسجن المؤبد عن جميع التهم المنسوبة إليه، عدا تهمة محاولة قلب نظام الحكم بالقوة، والتي عوقب فيها بالسجن 15 عاما. جدير بالذكر أن عبود الزمر من مواليد 1947 بقرية ناهيا، بمحافظة 6 أكتوبر ، وتخرج في مدرسة السعيدية، وانضم للكلية الحربية وترقي حتي أصبح مقدما في المخابرات العسكرية، واشتهر بالتدين وتبني فكر الخروج علي الحاكم وعضو بتنظيم الجهاد ، وكان له دور كبير في إرشاد أعضاء الجماعة الذين قاموا باغتيال السادات عن أفضل الطرق لقتل الرئيس الأسبق بالطيران أو في استراحته أو في المنصة، ولهذا أدين بالمشاركه وتنفيذ اغتيال الرئيس أنور السادات. كما أن عم عبود هو اللواء أحمد عبود الزمر أبرز القادة العسكريين المصريين في حرب أكتوبر الذي كان قائداً لإحدى الفرق المدرعة التي تصدت للجيش الإسرائيلي في ثغرة الدفرسوار والتى دخلت منها قوات شارون من شرق القناة إلى غربها، ورفض اللواء أحمد الزمر الاستسلام أو إخلاء مركز قيادته أو الانسحاب منه وظل يقاوم بنفسه مع جنوده وضباطه حتى دمرت الدبابات الإسرائيلية مركز قيادته وقتلته واستحق عن جدارة أن ينال أرفع الأوسمة العسكرية ومنها نجمة سيناء من الطبقة الأولى وهى أرفع وسام عسكري مصري.