بجلبابه البلدى وبوجهه الوردى ،يجلس رجل ممتلئ الجسم فى سن الخمسينيات،بشوش الوجه،أمام محل الجزارة الذى يمتلكه بمركز إطسا بقرية دفنو فى محافظة الفيوم،ليساعد كل مريض يحتاج الى نقل دم بدون أى مقابل مادى. هذا الرجل هو"يحيي حسن عبد الغنى"-55سنة- جزار،يتبرع بشكل أسبوعى بانتظام،باثنين كيلو ونصف من دمه فصيلة" o موجب" منذ عام 1981 م،ومستمر التبرع منه حتى وقتنا هذا،ولايقتصر على مستشفى بعينها،بل يتبرع لمعظم مستشفيات الجمهورية،كالمستشفى العام بالفيوم و مستشفى إطسا المركزية، ومستشفى سنورس، ومستشفى طامية، ومستشفى أبشواى، ومستشفى بنى سويف العام، ومستشفى أسيوط العام، ومستشفى سوهاج العام، ومستشفى معهد ناصر، ومستشفى الجلاء العسكرى، ومستشفى معهد القلب، ومستشفى قصر العينى والكثير من المستشفيات الأخرى. وعبر عبد الغنى عن سعادته بما يفعله قائلا:"لا أستطيع ان أوصف سعادتى، وأنا أتبرع بدمى فى سبيل إنقاذ حياة شخص آخر ،ويشهد الله انى لا آخذ مليما واحدا عند إجراء نقل الدم". وعند سؤاله عما يتناوله من الأغذية لتقوية صحته، ارتفع صوت ضحكته قائلا:"الحمد لله ربنا يبارك لى فى صحتى،حتى أستطيع أن أساعد غيري،وأساهم فى انقاذ الآخرين،ليدعو لى هو وكل ما يتبعه من أهل وأقارب وأصحاب". وتابع حديثه،أنه يتناول يوميا مايقارب نصف كيلو لحمة،ولترين من اللبن كامل الدسم،ويختم الأسبوع بأكلة كوارع ونخاع ليعوض الدم الفاقد منه،وحتى يستطيع تكملة المسيرة. وأكد عبد الغنى أنه لايعانى من أى أمراض فقر دم"أنيميا"أو ضعف مناعة على الاطلاق،وهذا طبقا لشهادات صحية موثقة من الأطباء بمختلف المستشفيات. وبالنسبة أنه من الصحى التبرع كل ستة شهور،عقب عبد الغنى- بنك الدم المتنقل- بأن الأطباء لم ينصحوه بالتوقف عن التبرع،بل بالعكس فإنه يتبرع كل أسبوع ،بالإضافة أن بعض المستشفيات أحيانا يطلبونه خلال الأسبوع للتبرع منه مرة ثانية،ليصل إجمالى كمية الدم المتبرع بها حوالى 2كيلو ونصف أسبوعيا. وأوضح أن هذا لايؤثر على صحته بالسلب،بل بالعكس فإن الله يزيده ويبارك فى صحته،وهذا لوجود خلايا عديدة فى جسمه لإفراز كمية دم نادرة تساعده على ذلك. وذكر أنه تم إخباره من قبل وزارة الصحة أنه مرشح للحصول على جائزة عالمية نظرا لعمله الخيري فى إنقاذ الآلاف على مدار كل هذه السنوات،ولكنه لم يحصل عليها بعد. وختم عبد الغنى حديثه مؤكدا، أنه مسجل بجميع بنوك دم وزارة الصحة،وأنه تبرع للمصابين في حادث قطار مزلقان دهشور الأخير، بالإضافة إلى مصابى ثورتى 25 يناير و30 يونيو،فقد كان متواجدا بالقاهرة للتبرع لانقاذ المصابين في هذه الأحداث.