" ما أصعب لحظات الغرق .. فرغم قسوتها الا اننا واجهنا الموت بشجاعة " ، بهذه الكلمات كانت بداية حوارنا مع اللواء ربان وسام حافظ قائد الوحدات الخاصة بالبحرية المصرية ، يقول : لحظة الحرب كانت مثل الرجل الذي لم ينجب .. وبعد سنوات من الزواج رزقه الله بمولود ، هكذا كانت لهفتنا وفرحتنا بالحرب .. ومن المواقف التي لن انساها ابدا أنه في إحدى العمليات استشهد أعز الناس الي قلبي وهو الشهيد عصام الدالي في عملية " الكرنتينة " وكنا نهاجم اللنشات الاسرائيلية .. وللاسف اللنشات هربت بمجرد قدومنا ، وقرر ابراهيم الرفاعي أن ينسف الرصيف "المرسي" ، وتم تلغيم الرصيف ولكن ابراهيم الرفاعي لم يعجبه هذا الانفجار الذي حدث, واعتبره غير كاف, وذهب مرة أخري لزرع العبوات وفي ذلك الوقت تلقينا اشارة من البر الغربي بالاتصال مع اللواء مصطفي كمال حول انذار بقدوم دبابات اسرائيلية باتجاهنا مما جعل عصام الدالي يذهب باللنش لابراهيم الرفاعي لابلاغه ، ووجدنا قذيفة دبابات باتجاهنا .. ووجدت أننا لو استمررنا باللنش سوف تخترقنا القذيفة .. فاتخذت قراراً بايقاف اللنش حتي تمر القذيفة من أمامنا , ولا يتم حدوث اي اصابات .. ولكن للاسف القذيفة لمست المياه وعملت انكساراً للقذيفة وأصابت رأس الشهيد المجند عامر ، وكان علي مقربة 20 سم بيني وبينه ، واستشهد عصام الدالي .. وبقيت الشظايا تملأ اجساد بقية المجموعة .. وأصبت في رقبتي ووجهي ، والحمد لله أستطعت أن أصل بالشهداء إلي البر الغربي بسلام .. وبعدها لم يهدأ ابراهيم الرفاعي حتي قام بضرب الدبابة التي |ألقت علينا القذيفة .. ولكن بعد استشهاده لم أستطع الاستمرار بالخدمة وقررت الخروج بعد فقدان أعز اصدقائي.