استغرب البعض من بيع منزل بالساحل الشمالي بمقابل 45 مليون جنيه.. وهناك من رأى ذلك أنه نوع من أنواع الاستفزاز وقام البعض بمهاجمة من اشترى.. ولكن هل هذا السعر أصبح يمثل أي استفزاز ؟ خاصة في ظل مظاهر عديدة تمثل حياة الأثرياء في مصر.. فلم يعد هذا المبلغ ضخما بالدرجة التي تستفز البعض في ظل أوضاع اقتصادية نعيشها.. أما عن تلك المظاهر فنرى الكثير منها... فيلا ب 45 مليون جنيه .. والمتر في الساحل ب34 ألف جنيه ..وفيرارى وبينتلى في شوارع القاهرة شباب الأثرياء يؤسسون مبادرة خيرية ل " رعاية الكلاب البلدى " فى أوقات فراغهم فهناك الكثير من الإعلانات التي تؤكد أن هذا الرقم لم يعد مبالغا فيه، ومن تلك الإعلانات عرض لبيع قطعة أرض بالساحل الشمالي 325 مترا وسعر المتر 34 ألف جنيه، فيكون السعر الإجمالي أكثر من 11 مليون جنيه، وهناك شاليه مساحة 100 متر سعره 350 ألف جنيه، وفيلا أخرى سعرها 20 مليون جنيه على مساحة 374 مترا، وإحدى القرى بالساحل الشمالي تؤجر الفيلا لمدة أسبوع بسعر 16 ألف جنيه،وبعيدا عن الساحل الشمالي فهناك فيلا في أكتوبر يصل سعرها إلى 12 مليون جنيه، وأخرى في كمبوند بسعر 8 ملايين و500 ألف، وأخرى ب 7 ملايين جنيه، وفي التجمع الخامس توجد فيلا 2550 مترا 5 أدوار معروضة للبيع بسعر 28 مليون جنيه، وأخرى 1708 أمتار معروضة للبيع بقيمة 23 مليون و500 ألف جنيه، وفي الشيخ زايد فيلا سعرها 20 مليون جنيه، وأخرى سعرها 13 مليون جنيه، وبعيدا عن الأراضي والفلل فقد قام عدد من شباب الأثرياء بإنشاء صفحة على" انستجرام" بعنوان" Rich Kids of Cairo" لينشروا عليها بعض مظاهر حياتهم وتمثل عالم أثرياء مصر، ومن الأشياء التي نشروها سياراتهم المرسيدس وال" فيراري" والتي يصل سعرها إلى 2 مليون جنيه، وصورا أخرى لسيارة" بينتلي" والتي يصل سعرها إلى 4 ملايين جنيه، بجانب ساعات ال" روليكس" وهواتف Iphone وسماعات أذن بالذهب والفضة، وعلقت الصفحة على الصورة قائلة:" من قال المال لا يشتري لك المستوى الاجتماعي؟" وبعيدا عن تلك المظاهر فنجد أن تفكير تلك الطبقة مختلف، لدرجة جعلت بعض شباب الأغنياء يقومون بعمل خيري مختلف، وهو قيامهم بمبادرة تعليم أطفال أبناء الفقراء بأنفسهم لمدة يوم واحد كل أسبوع، وجاءت المبادرة بتعليم الأطفال، بعد تقديم فكرة بمبادرة «رعاية الكلاب البلدي» في أوقات فراغهم، وتتبنى إحدى المدارس تلك المبادرات، وذلك لتعليم أبناء الطبقة المتوسطة من سن 3 إلى 9 سنوات لغة أجنبية بواسطة طلبة المدارس الخاصة، ولمدة يوم واحد أسبوعيًا في يوم العطلة الرسمية، ويقول طلبة المدارس الخاصة أنهم يشاركون في المبادرة بهدف تنمية المجتمع المصري من خلال تعليم الأطفال اللغة الأجنبية التي لا يجيدونها من خلال التعليم في المدارس الحكومية. ويقول د. محسن زكريا- أستاذ علم الاجتماع-: منذ سنوات كانت أسعار بعض الفيلات أو أي أشياء يتداولها الأثرياء كانت تطلق عليها " أسعار فلكية " ، لأنها كانت قليلة، ولكن الآن هناك بالفعل أسعار كثيرة تمثل استفزازاً للبعض، ولكن البعض الآخر اعتاد عليها فلم تعد تستفزه حتى ولو كنا في ظروف اقتصادية صعبة، والاعتياد على شيء لا يمثل للشخص مع مرور الوقت أي أهمية، ومن يستفز من سعر فيلا ربما يكون غير متابع لحالات أخرى كثيرة، أو يكون متأثرا بالحالة الاقتصادية المسيطرة على البلد، ولكن في كل الأحوال أرى أن تلك الأسعار التي كنا نسميها فلكية أصبحت الآن اعتيادية ولا تمثل أي استفزاز ليس لأنها أسعار قليلة، ولكنه أمر واقع أن هناك طبقة أثرياء حياتهم وتصرفاتهم أعلى من طبقات أخرى تعيش في المجتمع