أهل النوبة بطبيعتهم يتسمون بالهدوء وعدم الانفعال والبعد عن المشاكل، وهو ما دعا الجميع للاستغراب بعد أن تناقلت مواقع الكترونية خبر حرق أهل النوبة لقسم شرطة نصر النوبة، وقيل أن السبب هو تقاعس ضباط الشرطة فى إنقاذ شاب نوبى بقرية توشكى من القتل. خليل عبد الخالق أحد أبناء قرية توشكى بأسوان قال لبوابة الشباب : منذ يومين قرر شباب النوبة تكوين لجان شعبية لحراسة قريتى توشكى غرب وتوشكى شرق، وذلك بعد تكرار حوادث سرقة المواشى من قبل بعض الهاربين من السجون، واستقر مكان اللجان على الكوبرى الواصل بين القريتين، والواقع على الطريق العمومى المواجه لقرية وادى النجرة، وأثناء قيام الشباب بالحراسة فوجئوا بسيارة نقل تحمل بلطجية مسلحين هاجموا النقطة الأولى من اللجنة الشعبية والواقعة فى شرق قرية توشكى وبدأوا فى إطلاق الأعيرة النارية فى الهواء واستطاعوا أن يجتازوا اللجنة الشعبية، وهم فى طريقهم قابلوا اللجنة الأخرى الواقفة فى الطرف الآخر من الكوبرى وأطلقوا النار أيضا فى الهواء، ولكن الشباب تصدوا لهم فبدأ البلطجية فى توجيه الأعيرة النارية تجاه الشباب، وبالفعل أصيب شاب يدعى أحمد صلاح يبلغ من العمر 19 عاما، وهو طالب فى كلية التجارة جامعة جنوب الوادى، وقبل وصول الشاب إلى مستشفى كوم أمبو المركزى ألتقط أنفاسه الأخيرة, وبدأ الشباب فى تتبع الجانى عن طريق رقم السيارة التى كانت تحمل البلطجية، وبالفعل وجدوا السيارة وهي ملك لرجل متوفى اعترفت زوجته بأن السيارة سرقت في أثناء أحداث الشغب التى وقعت خلال ثورة 25 يناير . وأضاف خليل عبد الخالق قائلا : وبالأمس حدثت مشاجرة فى قرية سيالة النوبية بين مجموعة من الشباب النوبى والصعايدة المقيمين حول القرى النوبية وذلك اعترضا على اللجان الشعبية وتفتيش النوبيين لهم عند الدخول والخروج ونتج عن المشاجرة مقتل شاب نوبى آخر من القرية، وهنا اجتمع شباب قرية السيالة دابور واتصلوا بشباب توشكى واتفقوا على التوجه إلى مركز نصر النوبة للاستيلاء على السلاح وذلك لتقاعس الشرطة فى الحادثين بل وامتناعهم عن تحرير محاضر شرطية، وعدم انتقالهم إلى مكان الحادث, وعندما توجه الشباب إلى مركز الشرطة لم يعترضهم الضباط بل فتحوا لهم مخزن الأسلحة المحرزة وتركوا القسم وغادروا، فاستفز ذلك الشباب وقاموا بحرق قسم الشرطة تعبيرا عن غضبهم من موقف الشرطة المتخاذل. وقال محمد سالم أحد الشباب المقتحمين لقسم الشرطة إنه بعد الحادث اعترف الشباب بندمهم لقيامهم بحرق القسم وذلك لأن هذا يتنافى مع قيم وعادات المجتمع النوبى المنظم المتعلم المتسامح، والذى لا يعرف الهمجية أو البلطجة ، وقد تم إرسال شرطة عسكرية لحراسة الطريق العمومى لقرية وادى النجرة وأيضا وضع الجيش حراسة على ديوان المركز.