كان العلم المصرى هو بطل الاحتفال الرسمى فى ثورة 25 يناير ، حيث استطاع أن ينقل مشاعر الولاء والانتماء للوطن فى فترة من أهم فترات التحول فى تاريخنا المجيد .. ولم يعد العلم يعبر عنا فقط فى احتفالات الكرة كما كانت .. وإنما وجد له طريقا آخر بعدما تجسد حب الوطن فى رفع العلم وفى التعبير بالفخر من أننا مصريون وترددت عبارات أرفع رأسك فوق أنت مصرى فالعلم علمك والبلد بلدك والأرض أرضك .. عايز تصلح الدنيا وعايز الهواء يبقى نقى وعايز الأرض تبقى نظيفة وعايز كل حاجة تبقى كويسة .. أنا شخصيا العلم يمثلنى وأنا فى أى مكان فى العالم أكون فخورا به وأتأثر به وأنفعل به عندما أسمع مثلا عبد الحليم وهو يغنى " أحلف بسماها وبترابها وأحلف بدروبها وأبوابها أحلف بالمدنى وبالمصنع" وحسب التاريخ نجد أن المصريين هم أول من عرفوا الأعلام واستخدموها ونقشوها على الجداريات وعلى أسطح المعابد ولكنها كانت تستخدم فى ذلك الوقت كرايات تعبر عن النصر وقت الحرب .. واستمر استخدم الاعلام والرايات طوال التاريخ المصرى لكن مع نمو الوعى القومى وظهور شعار مصر للمصريين فقد تطور العلم المصرى ولم يعد مجرد راية وإنما صار رمزا للولاء والانتماء كما صار رمزا للوحدة الوطنية بين طرفى الأمة كما حدث فى ثورة 1919 وتطور العلم المصرى خلال القرن العشرين حتى صار على هيئته الحالية منذ 4 أكتوبر 1984 وحتى الآن حيث يدل كل لون من الألوان الموجودة به على دلالة معينة فاللون الأحمر يعبر عن القوة والانفعال والثورة والتمرد على الواقع كما يعبر عن دماء الشهداء الذين بذلتهم مصر طوال سنوات طويلة فى معركتها من أجل التحرر أما اللون الأبيض الذى يتوسط العلم فهو يعبر عن نقاء سريرة المصريين أما اللون الأسود فهو يعبر عن عصور القهر والاستعمار التى تم تخطيها عبر عقود من الكفاح والجهاد .. هكذا فإن العلم المصرى ليس مجرد راية ذات ألوان وإنما لكل لون مغزى ومعنى . والعلم شرف ورمز والتمسك به يعنى الولاء للوطن لذلك كان العلم هو بطل ميدان التحرير فقد علا فوق الهتافات وغطى سماء ميدان التحرير طوال فترة التظاهرات . إن العلم المصرى هو جزء من تاريخ مصر وجزء من نضال مصر الطويل وبه ارتبط المصريون فى فترات الأمل والمحنة ولقد رفرفت الأعلام المصرية متزاوجة مع الأغانى الوطنية الحماسية لتعطى مزيجاً عجيباً خاصة أغنية أم كلثوم "مصر تتحدث عن نفسها" والتى تقول كلماتها: وقفَ الخلق ينظرون جميعاً كيف أبني قواعد المجد وحدي وبناة الأهرام في سالف الدهر كفوني الكلام عند التحدي أنا تاج العلاء في مفرق الشرق ودراته فرائد عقدي إن مجدي في الأوليات عريق من له مثل أولياتي ومجدي أنا إن قدّر الإله مماتي لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي ما رماني رام وراح سليماً من قديم عناية الله جندي كم بغت دولة عليّ وجارت ثم زالت وتلك عقبى التعدي أيضا أغنية عبد الحليم التى تقول: أحلف بسماها وبترابها أحلف بدروبها وأبوابها أحلف بالقمح وبالمصنع أحلف بالمدنة وبالمدفع باولادي بأيامي الجاية ما تغيب الشمس العربية طول ما انا عايش فوق الدنيا أيضا أغنية شادية التى تقول: يا بلادي يا أحلى البلاد يا بلادي فداكي أنا والولاد يا بلادي ياحبيبتي يا مصر يا مصر ياحبيبتي يا مصر يا مصر ياحبيبتي ما شافش الأمل في عيون الولاد وصبايا البلد ولا شاف العمل سهران في البلاد والعزم اتولد ولاشاف النيل في أحضان الشجر ولاسمع مواويل في ليالي القمر أصله معداش على مصر
