مجرد سور يفصل بين ملاعب الجولف والتنس فى القطامية هايتس.. وعلى الجانب الآخر أطفال رفاهيتهم الوحيدة في اللعب بالشوارع وسط أكوام القمامة ، وبما أننا عرضنا من قبل شكل الحياة داخل القطامية هايتس فكان لا بد أن نعرض شكل الحياة داخل مساكن الزلزال أيضا.. تصوير: محمد لطفي أهالي مساكن الزلزال بسطاء .. لكن لفت انتباهنا أن المساكن المطلة على سور مساكن الجولف - كما يطلق عليها أهالي مساكن الزلزال - كلها مجددة بالكامل وحالها يختلف تماما عن المساكن الداخلية.. يقول إبراهيم حسن سائق : تم تجميل المساكن التي تطل على سور القطامية هايتس حتى لا يرى سكان القصور والفيلات هناك أي مشهد يؤذي أعينهم ولذلك تجد العمارات هنا بحالتين مختلفين، وكان هذا هو الحل الذي توصلوا إليه بعد أن كانت لديهم رغبة في إزالة مساكن الزلزال حتى لا تفسد صفو سكان القصور. وبرغم أن سكان القطامية هايتس يتمتعون بقدر كبير من المياه التي يستخدمونها في حمامات السباحة والبحيرات الصناعية والنادي الصحي إلا أن هناك أزمة مياه على بعد أمتار قليلة بمساكن الزلزال.. محمد حنفي سمكري سيارات يقول: مياه الشرب التي تصل إلينا ليست نظيفة ولا تصل للأدوار المرتفعة وبرغم تعايشنا مع ذلك إلا أنها أيضا غير متوفرة حيث تنقطع بالأسبوعين كما أن الصرف الصحي يأتي علينا من مرتفعات القطامية فنصبح سجناء بسبب غرق الشوارع بالمياه لأن مساكن الزلزال تقع في أرض منخفضة عن المرتفعات بكثير. ## وبخلاف مشكلات المرافق التي يعاني منها أهل المكان هناك أيضا أزمة في السكن حيث أنهم يعانون من ارتفاع أسعار الإيجار وعدم وجود شقق جديدة برغم وجود مباني خالية ولكن تم إيقاف تسكينها دون سبب.. يقول فارس صلاح الدين مبلط سيراميك : لدينا هنا مشاكل كثيرة في المنطقة وعلى رأسها ارتفاع أسعار إيجارات الشقق التي تصل إلى 600 جنيه كما وصلت أسعار الشقق إلى 60 ألف جنيه، بخلاف أن الشباب لا يجدون سكن برغم وجود مباني بجوار سور القطامية هايتس ولا أحد يعلم سبب عدم تسكينها ! ## هذا بخلاف أزمة المواصلات التي أصبح يعاني منها سكان المنطقة بعد إنشاء الجامعات والمدن الجديدة حيث فضلت هيئات النقل هذه المناطق عن مساكن الزلزال بسبب ارتفاع تعريفة الأجرة وتركتهم ليبقوا سجناء في المنطقة..فخري رزق الله عامل في محل يقول: هؤلاء هم الناس "الهايصة ونحن الناس اللايصة" ففي هذا الزمن الغلبان تعبان فلا يوجد اهتمام بنا بأي شكل من الأشكال، فحتى المواصلات بعد أن تم افتتاح الجامعات والمدن الجديدة فأصبح لا يوجد لدينا مواصلات تنقلنا لوسط المدينة، وأصبح مجرد التفكير في الانتقال من المنطقة يمثل معاناة لسكانها وحتى المواصلات المتاحة متهالكة وتتعطل في الطريق. ## وقد تم بناء سور ارتفاعه حوالي 10 أمتار لمجمعات القطامية هايتس ليعزل سكانها عن سكان مساكن الزلزال وبرغم هذا إلا أنه لم يمنع الاحتكاك بين الطرفين، كما أنه لم يحجب كل الرؤيا بينهما.. يقول أحمد سامي 18 سنة : كنت أعمل فرد أمن بالداخل وبالطبع إذا تحدثنا عن الفارق في مستوى المعيشة فلن تجد مجالا للمقارنة فما كنت أراه من مستوى المعيشة بالداخل لم أكن أتخيل أنه موجود في الحياة فهناك يسبحون في حمامات السباحة ويجملون المكان بالبحيرات الصناعية ونحن هنا نشرب مياه الصرف الصحي. ## ويضيف محمد غريب عامل بناء قائلا: كنت أعمل داخل القطامية هايتس وبالطبع هناك فارق كبير بين مستوى المعيشة بيننا وبينهم لأننا هنا كسكان مساكن الزلزال نعتبر معدومي الدخل لأن طبيعة عمل معظمنا تعتمد على اليومية وأحيانا كثيرة لا نجد عمل، وفي ظل هذه الظروف نرى سهراتهم على بحيراتهم الصناعية من فوق أسطح بيوتنا والألعاب النارية التي يستخدموها لأحياء حفلاتهم وهو ما يمثل استفزاز لمشاعرنا ولذلك نقول لهم .. ارحمونا. لكن هذه المعاناة والفوارق الطبقية .. إلا أن كثيرين في مساكن الزلزال ينعمون بحالة كبيرة من الرضا.. يقول علي السيد كمساري : نحن نحمد الله على كل شئ .. ربنا خلق الناس طبقات والكثير من العائلات هنا يعملون هناك بل ويرسلون أبنائهم الصغار للعمل معهم، فأبني عمره 14 سنة ويقوم برش ملاعب التنس بالداخل مقابل 650 جنيهاً شهريا وهو الراتب الذي لن يحصل عليه بعد أن ينتهي من دراسته ويعمل موظفا بالحكومة !. ## ## ## ## وأقرأ أيضاً : بالصور .. قصور وفيلات الوزراء فى القطامية هايتس