المحاسب هادي فهمي رئيس إتحاد كرة اليد وتوءم وزير البترول سامح فهمى يعود بشريط ذكرياته 37 عاما إلي الوراء علي بوابة الشباب في إعترافاته وذكرياته عن حرب أكتوبر التى شارك فيها .. تصوير : محمود شعبان في البداية يقول المحاسب هادى فهمي : بعد تخرجي في كلية التجارة إنضممت للجيش المصري كضابط في الجيش الثاني في قطاع تموين القوات المسلحة بالبنزين وهذا القطاع كان قطاعاً متميزاً وأتاح لي فرصة حقيقية للوجود داخل صفوف الجيش المصري والتجول في جبهاته المختلفة وذلك لإمداد معدات الجيش المختلفه بالوقود والبنزين والتعرف علي كبار رجال القوات المسلحة المصرية ورأيت لحظات تضحيات وحب لمصر منحتني قوة وإيمان إلي يومنا هذا. صف لنا ما حدث يوم 6 أكتوبر من خلال ما شاهدته ؟ فى هذا اليوم أنا كنت متواجداً فى وحدتى بمصر الجديدة ، وعندما سمعنا خبر عبور القناة إنقلبت الوحدة تماما وتغير الحال خاصة ومع الصيام في شهر رمضان وطلب منا الذهاب إلي مناطق القتال في سيناء لإمداد قواتنا المسلحة بالوقود وبالفعل بدأت في تنفيذ الأوامر. وما هو أخر شيء قمت بعمله قبل أن تنقل إلي جبهات القتال ؟ ذهبت إلي بيت أمي وودعتها وكانت خائفة جدا على أنا وتوأمى سامح فهمى الذى كان أحد افراد الجيش فى هذا الوقت، وكأى أم مصرية كانت تشعر أن كل من يحاربون أبنائها، وبعد ذلك ذهبت إلي بيت شقيقتي الكبري وهي زوجه خالد جمال عبدالناصر، وفى هذه اللحظة أعطانى زوج شقيقتى الطبنجة الخاصة بالرئيس جمال عبد الناصر والتى ظلت معى طوال فترة الحرب. ## صف لنا المشهد على الجبهة فى أثناء القتال؟ عندما وصلت لمناطق القتال رأيت مشاهد كثيرة تدعو للفخر .. شباب يضحون بأرواحهم ودمائهم من أجل هذا البلد، لا يخافون الموت ويقبلون عليه بكل شجاعة، وهذه علامات فارقة فى حياتى تعلمت منها الكثير فمن وقتها وأنا لا أخاف شيئا مهما كان، وأن أهم شىء فى هذه الدنيا هو علاقة الإنسان بربه، وهذا ما أحاول أن أزرعه فى أبنائى، وكان نفسى إبنى يدخل الجيش حتى يتعلم هذه الأمور، لأننى من وجهة نظرى أن الجيش المصرى هو الذى يصنع الرجال. هل إلتقيت بتوءمك سامح فهمي خلال الحرب ؟ لم ألتقيه طوال الحرب، فلم تكن لدى وسيلة للإتصال به، وكنا لا نرى بعض لمدة شهور لأنه كان فى وحدة بعيدة جدا عن وحدتى، فأنا التحقت بالجيش قبله بسنة، لأننى تخرجت من كلية التجارة وهو تخرج من كلية الهندسة، وعموما نحن كتوأم كان هناك اتصال روحى وشعورى بيننا، ولم اشعر أنه فارقنى للحظة. معظم الذين إشتركوا في الحرب يرون أن الجيش أخذ أفضل أيام حياتهم في هذا الفترة؟ هذا واجب وطنى كان لابد من آدائه، وأنا شخصيا كان حظي أفضل من ناس كتير لأني إلتحقت بالجيش عام 71 وظللت فيه حتي عام 75 أي بعد الحرب بعامين فقط ولكن كان لي زملاء موجودين في الجيش من 13 عام وأكثر أي من قبل نكسة 76 وطبعا هؤلاء كانت المسأله بالنسبه لهم صعبة جدا ليس لأن الجيش ضيع عمرهم ولكن لأنهم قضوا سنوات طويلة يعانون من الإحباط النفسي بسبب النكسة، وأملهم في الحرب والإنتصار كان شبه منقطع. ## وماهي المواقف التي لا تنساها في ايام الحرب ؟ الحرب بكاملها ذكريات لا تنسي ولكن لحظات إستشهاد زملائنا كانت هى الأصعب وأنا ما زلت أتذكرهم دائما بالدعاء، ولكن هذا لم يمنع من أنه كانت هناك بعض المواقف الكوميدية التى لا يمكن نسيانها، فمثلا في أحد أيام الحرب تم أسرى على يد كتيبة مصرية اعتقادا منهم بأننى جندى إسرائيلى، ولكن هذا الضابط قائد الكتيبة لم يقتنع أننى مصرى إلا بعد أن أخبرته عن تفاصيل دقيقة وشوارع فى مصر لا يعرفها غير المصريين، وحتي الآن أقابل هذا الضابط ونتذكر هذا الموقف بالضحك. وهل ذهبت إلي سيناء بعد الحرب ؟ ذهبت إليها أكثر من مرة ، وفي كل مرة أشكر الله أنها عادت إلينا وأتذكر كل أيام الحرب ولابد أن يعرف الشباب قيمة كل أيام الحرب وكل مابذلوه رجال مصر من أجل مستقبل بلدهم . ##