في شهر أكتوبر عام 2011 خرجت تظاهرة حاشدة للأقباط من دروان شبرا مصر متجهة لمبنى ماسبيرو احتجاجًا على هدم كنيسة الماريناب بأسوان واعتدت قوات الأمن على المتظاهرين ما أسفر عن استشهاد 27 شخصا وأصيب المئات. مينا دانيال أو جيفارا المصرى ناشط مصرى مسيحى كان من مؤسسين ائتلاف شباب ماسبيرو و كان عضوً في حزب التحالف الشعبي الاشتراكي وحركة شباب من أجل العدالة والحرية كان من النشطاء اللذين شاركوا فى ثورة 25 يناير واصيب فيها مرتين مرة فى جمعة الغضب و الثانية فى موقعة الجمل شارك فى مسيرة يوم 9 أكتوبر نظمها مصريين مسيحيين وأصابته رصاصة استدلت على صدره ونفذت من ظهره في " أحداث ماسبيرو "9 أكتوبر 2011 خلال المواجهات الدامية التي اندلعت بين المتظاهرين وقوات الشرطة العسكرية أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون والتى أسفرت عن استشهاد 27 شخصاً واصيب المئات. واليوم يوافق الذكرى الثالثة لإستشهاده وقد ألغت حركة مينا دانيال الوقفه التأبينية بالشموع أمام نقابة الصحفيين والتي كان مزمعا إقامتها اليوم الخميس بالتزامن مع الذكرى الثالثة لشهداء حادث ماسبيرو. وحذفت الحركة «إيفنت» الدعوة التي أطلقها عدد من أعضائها منذ أيام عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك. وكانت ماري دانيال شقيقة الشهيد مينا دانيال قالت عبر حسابها الخاص عبر موقع التواصل الاجتماعي إن الحركة لم تشارك بالتنسيق مع كيانات أو أحزاب وقفة الشموع مؤكدة أن الحركة غير مسئولة عن أي حركات أو كيانات أخرى وأن الحركة سوف تحيي الذكرى الثالثه بشكل خاص وغير منسقه مع أحد مش بعد الدنيا ما تخرب آلقى الكل بيتصل كنتى فين وأشكركم لتعاونكم ولمحبتكم للشهداء. وجاء ذلك عقب إعلان عدد من الحركات ومنها شباب 6 أبريل بجبهتيها وجبهة طريق الثورة والاشتراكيين الثوريين تنظيمها لوقفة أمام نقابة الصحفيين إحياء للذكرى الثالثة لشهداء ماسبيرو. تقول مارى دانيال الشقيقة الكبرى لمينا دانيال: مينا لم يكن طفلاً عادياً كان هادئ الطباع ولديه تطلع لمصاحبة من هم أكبر منه وأنا أكبر من مينا ب"20 سنة ومسقط رأسنا الصعيد وكما هو معلوم فإن البنت الصعيدية عندما يشتد عودها وتبلغ 12 عامًا "بتشيل البيت" نتيجة ذلك ولد مينا على يدي وتوليت تربيته". لم يعرف "دانيال" طريقه للسياسة إلا عام 2009 بينما أولى خطواته ناحية التظاهر تعود إلى عام 2004 حيث قضية وفاء قسطنطين الشهيرة والتي خرج لها الأقباط أمام الكاتدرائية. بعدها بسنوات فرق مينا بين الانتماء الطائفي والانتماء الوطني لينتهي إلى قناعة أن قضية الوطن "أعم" وأشمل من ناحية ضرورة الانتماء إليها، والتضحية من أجلها. مينا الذي كان يهوى الرسم والتمثيل تعرف على "جيفارا" عبر الإنترنت، سكنت الثورة أعماقه بعد قراءات متعددة ولدت لديه كراهية مفرطة للظلم وأهله وكان حسبما أفادت شقيقته يردد دائمًا أن "الثورة جاية". تنقل "دانيال" بين الحركات السياسية التي أطلقت شرارة الثورة الأولى قبيل 25 يناير 2011 ومن بينها "عدالة وحرية" إحدى محركات الثورة المصرية رافضاً الانضمام لحزب سياسي، انطلاقاً من عدم قناعته بالتقيد ب"أيديولوجية سياسية". وتقول ميري اريد تطبيق العدل أن "مينا" رغم ثوريته كان طفلاً وديعاً حسبما تؤكد ملامحه حكاياته عن الميدان كانت قاسماً مشتركاً بينه وبين أشقائه داخل البيت أبرز المشاهد بحسب "شقيقته" هو "موقعة الجمل" التي عايشها "دانيال" داخل الميدان متأثراً بسقوط الشهداء حتى باتت الشهادة أمنية تحققت في موقعة ماسبيرو. قبيل رحيله أوصى "جيفارا المصري" ب"تشييع الجنازة" من الميدان ليبقى في ذاكرة التحرير أيقونة ثورية لا تختلف عن "خالد سعيد" ضحية التعذيب باكورة أيقونات الثورة.