أحمد جمال الدين عمره 11 سنة طالب في الصف السادس الإبتدائي .. هوايته الوحيدة في الحياة هي المفكات .. ربما تكون ظروفه اسرته هي التي جعلت منه محترفاً في استخدامها ، لكن الغريب أن يصل الأمر للعشق الشديد كما سنرى فى الحوار التالي .. * ما سر حبك للمفكات تحديدا؟ عندما كان يأتي أي صنايعي للبيت ليصلح لنا خلاطاً أوحنفية مياة كنت أري ان المفك شيء أساسي في أدواتهم ..وكنت اتابعهم بإستمرار وبدأت التجربة في ألعابي ، حيث كنت أفكها كلها وأعيد تركيبها مرة أخري ، ووجدت انها عملية سهلة ..وفي يوم تلفت "فيشة" الثلاجة وقلت لأمي أنا سأصلحها ، وأعترضت طبعا خوفا علي من الكهرباء وأيضا خافت علي الثلاجة مني ..ولكنني أحضرت العدة الموجودة عندنا وبدأت أصلحها وأشتغلت الثلاجة , وقمت بتصليح أشياء كثيرة في المنزل مثل قلب خلاط حوض المياه وخلاط الطعام وكثير من الأشياء التي كانت تصلحها أمي بثمن غالي .. لكنني كنت أوفر عليها أجرة الصنايعي وأصلحها بشراء بعض قطع الغيار أو إعادة توصيل الأسلاك التالفة . وهل تعتبر نفسك صنايعي محترف ؟ أنا لا أعتبر نفسي مجرد صنايعي ..ولكنني شايف اني اتدرب عشان أكون مهندساً .. فمعرفتي بهذه الأشياء تجلعلني أشعر بأنني متميز وشاطر عن بقيه زملائي ، وكمان حتي لا أجعل أمي تحتاج إلي أحد يصلح لها أي شيء ويحصل منها علي فلوس كثيرة ، وربما كان لهذا السبب الدافع الاساسي لحبي للمفكات وسهولة تعاملي بها مع أي شيء تالف حتي أنني أقوم أيضا بتصليح الدش والموبايلات .. كيف ؟ الدش أمره سهل لأنه عبارة عن توصيل مجموعة من الأسلاك , ولكن حكاية الموبايلات أنني شاهدت أحد الاعلانات التي تعطي كورسات في صيانتها وطلبت من أمي أن احصل علي هذا الكورس ووعدتني بالحصول عليه بشرط النجاح في الصف الخامس الابتدائي ..وباعت والدتي غويشتها الذهب لأحصل علي الكورس في إجازة الصيف الماضي خاصة وأن تكلفته 800 جنيه وذلك بعد أن أقتنعت أني ممكن أفعل أي شيء من كثرة حبي للمفكات ونجحت فيه وبدأت أصلح الموبايلات وأصبحت مشهوراً لدي جيراني وفي منطقه شبرا كلها بأنني اصغر مهندس في صيانة الموبايلات وحتي في مدرستي لدرجة ان المدرسين يعطونني موبايلاتهم لأصلحها وباسعار بسيطه جدا أقل من اسعار المحلات بكثير, وبدأت أعمل كروتأ خاصة من باب الدعاية والترويج لما أقوم به. * الا تفكر في افتتاح محل خاص بك؟ لا أنا أشتغل في البيت وده المقر بتاعي, ومش عايز أفتح أي محل لأني مش فني أو صنايعي ..أنا عايز أركز في مذاكرتي ودراستي واعتبر ما أقوم به هوايه رغم أنني أصرف علي نفسي واساعد ولو بجزء صغير في مصروف البيت ، ولو فتحت محلاً سأكون ملتزماً تجاهه باشياء كثيرة قد تشغلني عن هدفي في أن أصبح مهندساً كبيراً. نفسك في ايه يا أحمد؟ أول حاجه نفسي أني أكسب فلوس كثيرة وأشتري غويشة لأمي بدل اللي باعتها عشان الكورس , وكمان نفسي تكون عندي إمكانيات أو حد يشجعني ويدعمني في حبي للمفكات لأن إمكانياتنا محدودة . وماذا عن المذاكرة خاصة وأنك بالصف السادس الابتدائي؟ ما أقوم به لا يعطلني إطلاقا عن مذاكرتي ولكنه يكون حافزاً أكبر خاصة وأنني والحمد لله متفوق في دراستي ودائما الأول علي الفصل .