قال الفنان السعودي محمد عبده في تصريحات على هامش مشاركته في مهرجان موازين إيقاعات العالم إن الالتباس الموجود في الفن الغنائي العربي لا يزيده إلا تمسكا بالفن الذي تربى عليه مضيفا أن من يستسلم للإحباط هو من لا يملك جديدا يقدمه للناس. وأكد رهانه على مواصلة الإبداع في اللون الكلاسيكي الخفيف الذي يقع متوسطا بين الإيقاع التراثي الثقيل والإيقاعات السريعة التي تغزو الساحة حاليا. وبخصوص مستقبل الأغنية الخليجية، شدد محمد عبده على أن الكلمة القوية هي نقطة تميز هذه المدرسة وينبغي الحفاظ عليها، بدل التركيز فقط على استلهام الأشكال الموسيقية الجديدة. وأثنى محمد عبده على أصوات من الجيل الجديد رأى أنها أجادت أداء أغانيه الشهيرة مثل المغربية دنيا بطمة والمصرية آمال ماهر. ومن جهة أخرى، اعتبر "فنان العرب" أن البنية الاقتصادية القوية دعامة حاسمة لازدهار الصناعة الفنية وبروز أسماء جديدة، وهو ما يفسر جاذبية منطقة الخليج لمجموعات من أبرز الأصوات العربية، التي تقبل على أداء اللون الخليجي والاستفادة من رعاية كبريات المؤسسات الانتاجية. وأضاف "فنان العرب"، الذي يختتم فعاليات المنصة الشرقية للمهرجان، أن الفنانين المعاصرين في الخليج انطلقوا من هذه القاعدة التراثية المشتركة، وفتنتهم الإيقاعات المغربية، وأعجبوا بأسماء كبيرة من حجم الفنان عبد الوهاب الدكالي الذي قال إنه يحمل "رائحة التربة المغربية الأصيلة". . وبخصوص هذا الأخير، كان محمد عبده قد كشف، خلال ندوة صحفية، عن مشروع مشترك مع عميد الأغنية المغربية لإصدار عمل غنائي ذي طابع روحي على نمط "الغناء المكي" الذي يبتدئ بالصلاة على النبي الكريم والذكر قبل الدخول الى القصيدة. وذكر بأنه تم الاتفاق مع الدكالي على هذا المشروع بمناسبة مهرجان فاس للموسيقى الروحية ولو أنه تأجل لدواعي صحية لكنه أكد العزم على استئناف العمل مستقبلا. يذكر أن محمد عبده من مواليد 1949 بمدينة جازان السعودية. بدأ مساره الفني عام 1960 و عمره لا يتجاوز 12 سنة. ،وسجل أولى أغانيه ببيروت مع الملحن السوري محمد محسن بعنوان "خاصمت عيني من سنين". وعاد الى بلاده ليستأنف مسارا غنيا بالروائع من قبيل "الأماكن" و "على البال" و "ليلة خميس" و "بنت النور" و "أعترفلك" و"البرواز".