يتوجه نحو 54 مليون ناخب مصري صباح اليوم وغدا إلى صناديق الاقتراع لحسم معركة رئيسهم المقبل، التي تشهد تنافسا بين قائد الجيش السابق المشير عبد الفتاح السيسي، والقيادي اليساري حمدين صباحي، وذلك إنجازا للاستحقاق الثاني ل«خارطة طريق المستقبل»، والاستحقاق الانتخابي السابع منذ ثورة 25 يناير عام 2011. ووجه الرئيس المؤقت، عدلي منصور، كلمة إلى الشعب المصري، أمس، داعيا المواطنين إلى المشاركة في صياغة مستقبل الوطن، وفي تشييد بنائه الديمقراطي، مشددا على أن من يعزف عن المشاركة سيكون عرضة لأن يحكم بمن لا يرعى مصالحه. وأضاف الرئيس المصري: «لننزل جميعا، لنختار، من دون توجيه أو إملاء، من نثق ونقتنع بقدرته على بناء وإدارة الدولة، أيا كان هو، لنحكم عقولنا، ولنستفت قلوبنا». ودفعت القوات المسلحة ب181 ألفا و912 ضابطا وضابط صف وجنديا بمختلف محافظات مصر، بالتنسيق مع وزارة الداخلية، لتأمين المقار الانتخابية كافة على مستوى جميع اللجان، البالغ عددها نحو 13 ألفا و893 لجنة انتخابية، لمنع حدوث مخالفات أو أعمال شغب من شأنها إعاقة سير العملية الانتخابية ومنع المواطنين من الإدلاء بأصواتهم. وتجرى الانتخابات الرئاسية بين السيسي وصباحي خلال اليوم وباكر (الاثنين والثلاثاء)، ويبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت 53 مليونا و909 آلاف و306 ناخبين، موزعين على 13 ألفا و893 لجنة، ويراقب الانتخابات 79 منظمة حقوقية محلية وخمس منظمات دولية. وأظهرت نتائج تصويت المصريين في الخارج، والتي جرت أخيرا، تفوقا واضحا للمشير السيسي على منافسه الوحيد صباحي، مما عزز توقعات بفوز للمشير السيسي بفارق كبير في داخل مصر أيضا. وحصل السيسي على 296 ألفا و628 صوتا من أصوات المصريين في الخارج، فيما حصل صباحي على 17 ألفا و207 أصوات. ويعتقد مراقبون أن اتجاه التصويت في الداخل لن يختلف كثيرا عما جرى في اقتراع المغتربين، لافتين إلى أن نسبة المشاركة في الخارج مؤشر آخر على زيادة ترجيحات تفوق المشير وزيادة الإقبال على عملية الاقتراع. وجددت لجنة الانتخابات الرئاسية أمس، مناشدتها للمصريين بالخروج للإدلاء بأصواتهم، وحذرت لجنة الانتخابات حسب مصادر داخلها من أي خروقات خلال فترة الصمت الانتخابي، مشددة على أن اللجنة ستطبق القانون بكل حزم. وأضافت المصادر: «تجرى عملية التصويت من الساعة التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء، بدلا من الثامنة صباحا، وذلك تيسيرا على عمل القضاة المشرفين على الانتخابات»، لافتة إلى أنه تيسيرا على كبار السن سمحت اللجنة بتحديد طوابير خاصة للمسنين أمام اللجان ويعاونهم في ذلك أفراد من قوات الأمن. ومن المقرر أن تبدأ عمليات فرز الأصوات في الانتخابات مع انتهاء التصويت في التاسعة من مساء غد (الثلاثاء) بكل لجنة فرعية، وتسلم محاضر الفرز لمندوبي المرشحين، وبعدها ترفع للجان العامة التي ستقوم برفعها للجنة الرئيسة بالقاهرة، والتي ستعلن النتيجة الرسمية في موعد أقصاه الخامس من يونيو (حزيران) المقبل. وعلى المستوى الرسمي، استقبل الرئيس المصري عدلي منصور أمس، بمقر الرئاسة بمصر الجديدة (شرق القاهرة)، محمد الأمين ولد أكيك، رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي لمتابعة الانتخابات الرئاسية. وقال السفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية إن «الرئيس أعرب خلال اللقاء عن ترحيبه والدولة المصرية ببعثة الاتحاد الأفريقي لمتابعة الانتخابات الرئاسية»، مؤكدا حرص مصر على تقديم كافة التسهيلات اللازمة للبعثة بما يمكنها من النجاح في مهمتها. وأضاف السفير بدوي في تصريحات صحافية، أن «الرئيس منصور أكد التزام الدولة المصرية ومؤسساتها المختلفة بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، تحت إشراف قضائي، وتتمتع بالشفافية، وفقا لما ينص عليه الدستور والقوانين المصرية». وتجدر الإشارة إلى أن هذه المرة هي الأولى التي يشارك فيها الاتحاد الأفريقي ببعثة لمتابعة الانتخابات في مصر، والتي من المقرر أن يتابعها العديد من المنظمات والجهات الأفريقية والدولية. وعلى صعيد متصل، التقى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أمس مع ديفيد ماريو، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لمتابعة الانتخابات الرئاسية. وقال ماريو عقب اللقاء إنه جرت مراجعة ما جرى حتى الآن بالنسبة لعمل بعثة الاتحاد الأوروبي لمتابعة الانتخابات خلال المقابلة، ورفض ماريو إبداء أي تعليق على العملية الانتخابية في الوقت الحالي. وردا على سؤال نقلته وكالة الأنباء الألمانية حول ما إذا كان لديه أي شعور بالقلق الأمني على مراقبيه، أجاب بالقول: «إننا هنا في مصر في مهمة، ونحن واثقون أننا سنقوم بتلك المهمة. وسنوجد في كل مكان في مصر لأداء مهمتنا». وأكد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، أن الشعب المصري يتأهب لاختيار رئيسه بكل نزاهة وحيادية، ورأى أن «هذه الخطوة المهمة تتويج لخروج الشعب المصري في 30 يونيو (حزيران) الماضي، لرفض محاولة طمس هويته، ليجد الجيش المصري داعما ومؤيدا له، كما ستشكل هذه الخطوة نقطة فاصلة في إعادة الأمن والاستقرار وبدء النمو الاقتصادي الذي نصبو إليه». وأشاد محلب خلال استقباله سفير إسبانيا لدى القاهرة، فيديل سينداغورت أمس، بما حققته مصر من خطوات ناجحة لتنفيذ خارطة المستقبل، متمنيا لمصر وللشعب المصري استكمال بنود الخارطة بنجاح باختيار الرئيس المقبل ثم انتخاب مجلس نواب جديد. في غضون ذلك، تفقد الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الاستعدادات النهائية لقوات التدخل السريع المشاركة في دعم جهود الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية، لتأمين المواطنين في محيط اللجان والمقار الانتخابية على مستوى محافظات مصر. وأشاد القائد العام ب«مستوى الاستعداد القتالي والروح المعنوية العالية للقوات، وما تتسم به من إمكانات قتالية ونيرانية وقدرات عالية على المناورة وخفة الحركة، بما يمكنها من التدخل والانتشار السريع والوصول إلى الأماكن المحددة في أسرع وقت ممكن، لتنفيذ أصعب المهام والتعامل مع الأهداف النمطية وغير النمطية باحترافية عالية». وأكد القائد العام خلال لقائه بمقاتلي قوات التدخل السريع، أن «القوات المسلحة لن تتهاون في حماية الوطن والعبور به إلى بر الأمان، وستقف حصنا أمينا ودرعا قوية للشعب المصري تؤمن مساره واستحقاقاته الدستورية، وتحافظ على مكتسباته ومستقبل أجياله القادمة». وأشاد صبحي بالجهد الذي يبذله رجال القوات المسلحة في التدريب والاستعداد، لمجابهة التحديات التي تواجه الوطن وتهدد أمنه القومي، مشددا على حجم المسؤولية الملقاة على عاتق رجال القوات المسلحة في تأمين إرادة المواطنين خلال الانتخابات الرئاسية، والتي تتطلب أداء متميزا وروحا معنوية عالية في مواجهة كافة التهديدات المحتملة. وقالت مصادر عسكرية، إن «القيادة العامة للقوات المسلحة تأكدت من تفهم جميع القوات المشاركة للمهام المكلفة بها؛ لحماية المواطنين والتصدي لجميع التهديدات التي يمكن مجابهتها خلال تأمين اللجان والمراكز الانتخابية». وأضافت المصادر أن «هناك استعدادا تاما لمواجهة المواقف الطارئة بالتعاون مع قوات الشرطة وعناصر الأمن في محيط اللجان، وذلك وفقا للأساليب القانونية مع الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس حفاظا على أرواح المواطنين، وذلك بالاستفادة من الخبرات السابقة التي اكتسبتها عناصر القوات المسلحة خلال الجولات الانتخابية الماضية»، مشيرة إلى استخدام أحدث وسائل التأمين والتتبع ووحدات التدخل السريع والتصوير الجوي. وأكدت المصادر العسكرية صدور تعليمات مباشرة من القائد العام للقوات المسلحة على حسن معاملة المواطنين ومساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في الوصول إلى أماكن اللجان للإدلاء بأصواتهم، وتسهيل عمل مندوبي وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية . إحصاءات عامة حول أعداد الناخبين: * يقترع 53 مليونا و909 آلاف و306 مواطنين في الانتخابات الرئاسة التي تنطلق اليوم (الاثنين)، في 352 لجنة عامة، تضم 11 ألفا و91 مركزا انتخابيا، و13 ألفا و900 مقر انتخابي. * يبلغ عدد الرجال الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات 27 مليونا و748 ألفا و403 رجال، بنسبة 51.5 في المائة من أعداد الناخبين. بينما يقدر عدد النساء اللاتي يحق لهن التصويت في الانتخابات بنحو 26 مليونا و160 ألفا 903 سيدات، بنسبة 48.5 في المائة من أعداد الناخبين. * تقدر أعداد الناخبين، من الشباب في المرحلة العمرية بين 18 إلى 40 سنة، بنحو 31 مليونا و756 ألفا و571 شابا وشابة، بنسبة 58.9 في المائة من أعداد الناخبين المقيدين في كشوف الناخبين، بينهم 16 مليونا و602 ألف و638 شابا، و15 مليونا و153 ألفا و933 شابة. * تقدر أعداد الناخبين، من كبار السن (40 سنة فأكثر) بنحو 22 مليونا و152 ألفا و735 مواطنا، بنسبة 41.1 في المائة من إجمالي عدد الناخبين، بينهم 11 مليونا و145 ألفا و765 رجلا، و11 مليونا و6 آلاف و970 سيدة. انتخابات الرئاسة 2014.. الاستحقاق السابع منذ 25 يناير 2011: * الاستحقاق الأول: الاستفتاء على التعديلات الدستورية مارس 2011. * الاستحقاق الثاني: انتخابات مجلس الشعب (الغرفة الأولى في البرلمان)، أقيمت على ثلاث مراحل من يوم 28 نوفمبر 2011 وحتى 11 يناير 2012. * الاستحقاق الثالث: انتخابات مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان التي ألغيت في الدستور الحالي)، بدأت 29 يناير 2012 وانتهت إعادة المرحلة الثانية في 22 فبراير 2012. * الاستحقاق الرابع: انتخابات الرئاسة في عام 2012. وأجريت جولتها الأولى التي تنافس فيها 13 مرشحا يومي 23 و24 مايو عام 2012، وأقيمت الجولة الثانية يومي 16 و17 يونيو * الاستحقاق الخامس: الاستفتاء على دستور 2012، وأقيمت في 15 ديسمبر 2012. * الاستحقاق السادس: الاستفتاء على الدستور المعدل لعام 2013. وأجريت يومي 14 و15 من يناير الماضي. * الاستحقاق السابع: انتخابات الرئاسة الحالية.